الآن تضع إسرائيل تهديداتها واستفزازاتها للمنطقة جانبا، وتطير فرحا لا مثيل له لأنها وجدت مبررا يقنع المجتمع الإسرائيلي بالجنوح للسلم صاغرة وأنه لا جدوى من الحروب المدمرة، ويجب التفرغ لاستغلال حقول الغاز والنفط التي اكتشفتها في حدودها البحرية، التي ستجعل منها دولة \"غازية نفطية بامتياز...
الحرب التي كانت تستعد إسرائيل شنها على لبنان أو غزة وحتى على سوريا "أجلتها" إلى غير رجعة!؟ ليس بسبب القوة الصاعدة للمقاومة، التي أثبتت عنفوانها وصمودها في الحروب الأخيرة التي شنتها إسرائيل سنوات 2006 - 2008- 2012 -2014 و باءت بالفشل كلها، لأن الأهداف الإستراتيجية التي وضعتها إسرائيل لم تتحقق؟ بل منيت الآلة العسكرية بخيبة أمل كبيرة باعتراف الإسرائيليين أنفسهم "تقرير فينوغراد يؤكد ذلك"!؟ رغم ارتقاء شهداء كثر، وتهديم كبير للبنية التحتية بطريقة ممنهجة في غزة وجنوب لبنان..
لقد صار المجتمع الإسرائيلي يطالب جنرالات الحرب بكشف "مستور الاخفاق" والمزيد من "الأمن" لدى هؤلاء الذي كثيرا ما جعلوا من "الضرورة الأمنية " سببا في ثرائهم وبحبوحة أفراد عائلتهم، وهي حج واهية في نظر الصهاينة الذين يريدون الأمن.
فقدت إسرائيل مبررات شن عدوانها على المقاومة مثلما كانت تعربد في سنوات الانهزام العربي رغم أنها تواصل تهديداتها في المنطقة ظنا منها أنه مازال تفوقها الجوي يصنع الانتصار!؟ وهي تعلم جيدا أن اليوم ليس كأمس!؟
الآن تضع إسرائيل تهديداتها واستفزازاتها للمنطقة جانبا، وتطير فرحا لا مثيل له لأنها وجدت مبررا يقنع المجتمع الإسرائيلي بالجنوح للسلم صاغرة وأنه لا جدوى من الحروب المدمرة، ويجب التفرغ لاستغلال حقول الغاز والنفط التي اكتشفتها في حدودها البحرية، التي ستجعل منها دولة "غازية نفطية بامتياز" يؤهلها لتكون طرفا في "حروب الطاقة المستقبلية "، التي ستشعلها "في العالم النظيف" مما سيدر عليها أرباحا طائلة تغنيها من التسول والهبات والمساعدات التي تتلقاها من مختلف الدول وبالأخص فرنسا وبريطانيا وأمريكا خاصة وأنها تمتلك نحو 20% من مخزون المنطقة.
لكن الأشكال المطروح لديها والذي لا يمكن شرائه "بأي ثمن" ولا حتى منظومة مقلاع داود الصاروخية التي وضعت لحماية الحقول النفطية هو كيفية حماية منصات استغلال الغاز التي يعمل بها مئات العمال على مدار 24 ساعة من صواريخ المقاومة بغض النظر عن دقتها !؟ وبذلك يضاف لإسرائيل "وجع الرأس" القديم الجديد المتمثل في كيفية حماية خزانات الأمونيا بمينا حيفا التي هدد حزب الله علانية بضربها في حالة ارتكاب إسرائيل أية حماقة على هذا الصعيد!؟ بل قد تمتد يده المقاومة إلى مفاعل ديمونة النووي!؟ مثلما أشارت إليه وسائل الإعلام العبرية في نقاشاتها وتحاليل كبار المستشارين.
وبهذا تسقط إسرائيل في "شر أعمالها العدوانية" مما يحتم عليها إما أن تختار الحرب وما يتراتب عليها من "بهدلة جديدة لجيشها"؟ وعليه سترضخ للسلام صاغرة؟ من أجل جني ملايير الدولارات الصافية، وهو ما ستقبل به حسب "عقيدة حب المال حبا جما، حيث ستخصص جزء كبير منه "كرشوة" "لمواطنيها" لضمان بقائهم في "أرض الميعاد" من جهة، وجلب المزيد من الشتات لتعمير "أرض الأجداد " الذي تأسست من أجله سنة 1947 على أرض فلسطين من جهة أخرى، ولتفادي نزيف الهجرة العكسية الذي يهددها باستمرار في حالة عدم توفر "الأمن والرفاهية" في ظل مجتمع غير متجانس المواطنة بين بين يهود "الأشكناز الغربيين"، ويهود شرقيين "السفارديم اليهود الشرقيين".
وحتى لا تظهر إسرائيل لجيرانها استسلامها تواصل تهديداتها للمنطقة وبالأخص لبنان فيما يخص "المربع الغازي رقم 9 على أساس أنه تابع لها" حسب ما جاء على لسان ليبرمان، هذه التصريحات طبعا تدخل في نطاق الحرب النفسية التي ما انفكت تشنها إسرائيل ضد دول المنطقة التي تتعامل معهم" بعقلية المنتصر دوما والأقوى إلى الأبد.
لكنه هذا اللغط ما هو إلا مجرد الهاء للساحة السياسية الداخلية لطمأنتها أنها ما تزال الأقوى! بدون منازع من جهة، ولتعطل تنقيب الغاز في لبنان لسنوات وسنوات حتى تمتص أكبر كمية من الغاز المتواجد هناك والمقدرة بـ 122 ترليون متر مكعب من الغاز و1.7 مليار برميل من النفط "إنها أرقام خيالية".
لبنان أعلن أنه "سيدافع عن ثرواته بكل حزم"، وهي "رسالة مشفرة" ستدفع بإسرائيل فتح لاحقا قنوات تفاهم لتقاسم هذه الثروة الهائلة التي ستدخل إسرائيل ولبنان إلى نادي دول المصدرة للغاز إلى جانب قطر وروسيا ومن المتوقع أن تتغير "الخارطة الغازية" بالمنطقة لان إسرائيل تعتزم انجاز أنبوب غازي ينطلق يمتد من اليونان الى تركيا متوجها نحو أوروبا. علما أن الشركات الكبرى ستضغط على إسرائيل "لجمح عدوانيتها" على المنطقة للاستتباب الأمن مع جيرانها، وبذلك هذا الاكتشاف الغازي النفطي سيدافع إسرائيل للتحلي بحسن الجوار والحفاظ على الأمن بالمنطقة.
اضف تعليق