التعاون الاقتصادي الوثيق مع الجيران، يجعل منهم شريك يهتم بأمرنا كثيرا، ويبعدنا عن دائرة العزلة والعداء، وذلك بسبب ما سيربطنا معهم من مصالح اقتصادية عملاقة مشتركة، فالانفتاح مثلا نحو السعودية ومصر عبر مشاريع بناء واسواق مشتركة، بالإضافة لاعتمادهم كشريك في تطوير مشاريع النقل والزراعة والصناعة...
القرآن الكريم في واحدة من سوره يذكر سياسة قريش الاقتصادية، وذكرها كان في باب الاشادة على ما انتجه العقل البشري في تلك الفترة، والتي تمخضت عن رحلتي الشتاء والصيف لقوافل قريش ما بين الشام واليمن، فيشترون حاجاتهم ويوفرون متطلباتهم ومتطلبات المنطقة، بالإضافة لعملية بيع سلع الجنوب (اليمن) للشمال (الشام)، وكذلك العكس ايضا، مما جعلهم في وفرة مالية ضخمة طيلة تلك الفترة، دوما سياسات الانفتاح نحو اسواق متنوعة تنتج فرص كثيرة للنجاح، بدل التقيد بسوق واحدة.
الكل تابع باهتمام زيارات رئيس الوزراء عبد المهدي الاخيرة، والتي شملت اولا المنطقة العربية متمثلة ب (مصر والاردن وايران والسعودية)، والتي كان فيها دور سياسي كبير بالإضافة للجنبة الاقتصادية، وتحقق فيها توقيع اتفاقيات اقتصادية هامة، ننتظر ان تثمر شيئا مهما للعراقيين، ثم تلاها زيارات مهمة لمركزين اقتصاديين مؤثرين عالميا، وهما (المانيا وفرنسا)، وتكللت الزيارتان بتوقيع اتفاقيات اقتصادية هامة، ستكون ذات اثر كبير في قادم الايام.
اهمية الانفتاح نحو العرب
التعاون الاقتصادي الوثيق مع الجيران، يجعل منهم شريك يهتم بأمرنا كثيرا، ويبعدنا عن دائرة العزلة والعداء، وذلك بسبب ما سيربطنا معهم من مصالح اقتصادية عملاقة مشتركة، فالانفتاح مثلا نحو السعودية ومصر عبر مشاريع بناء واسواق مشتركة، بالإضافة لاعتمادهم كشريك في تطوير مشاريع النقل والزراعة والصناعة، مع منحهم فرص للاستثمار في العراق، كل هذا يربطهم بالاقتصاد العراقي، فتصبح هذه الدول مهتمة بأمر سلامة العراق وامنه، لان باستقرار العراق استمرار لمكاسبهم الاقتصادية.
ضرورة ان يكون الاعمار مع الكبار
كتبنا مقالا سابقا عن اهمية الاعتماد المباشر على الشركات العالمية الكبرى، في عملية الاعمار واصلاح منظومة الكهرباء وتطوير منشاَت النفط، بدل اللجوء لوسطاء بيننا وبين الكبار، فكانت من الاخطاء الكارثية للحكومات السابقة انها لم تنتج سياسة اقتصادية واضحة، بسبب وحش الفساد الذي تمددت اذرعه في كل مكان، فكان الوسطاء حاضرين في اغلب العقود الكبيرة، لتهدر الاموال العراقية.
وثانيا ان عملية الحاجة للتكنلوجيا، لا يمكن ان يوفرها لك صف من دولة افريقيا او اسيا، ممن تعد من دول العالم الثالث، وكل ما تجده عندها ستكون نسخ غير صالحة للاستمرار، ومجرد حلول ترقيعية، مع ارتفاع كلف الاستيراد، كما حصل مع نظام صدام والحكومات ما بعد 2003، حيث كانت دوما تلجأ لحلول غير واقعية بتكلفة ضخمة، فانتج فساد عظيم وهدر كبير للمال العراقي، مع بقاء العراق من دون خطوة واحدة نحو الاعمار والاصلاح والتطوير.
فالتكنلوجيا تطلب من مكانها المعروف، والان عبد المهدي في زيارته الاخيرة لألمانيا وفرنسا تم طرح موضوع الكهرباء والنفط والنقل وعملية اصلاح المنظومات وتطويرها، بالاتفاق مع المانيا وشركاتها العملاقة، واتفاقات كبيرة مع فرنسا في مجال الاعمار والتطوير.
نبارك هذا التحرك لرئيس الوزراء عبد المهدي، وننتظر ان يكون هذا الحراك ذو نتائج حقيقية، وليس مجرد زيارات اعلامية تخديرية كما فعلها من سبقه، فالشعب يراقب وينتظر فعلاَ على ارض الواقع، وهكذا ما ستكشفه الاشهر القادمة.
اضف تعليق