آراء وافكار - مقالات الكتاب

الطريق نحو الدولة الحضارية الحديثة

خطوات عملية للسنوات الاربع المقبلة

بقدر ما استطيع ويستطيع غيري، هناك دعوة الى اقامة الدولة الحضارية الحديثة في العراق. لا تخرج هذه الدعوة عن المحددات الدستورية للدولة العراقية، رغم ان من اهدافها تعديل الدستور بالطرق التي ينص عليها. والهدف هو اخراج العراق من حالة النظام الهجين كما هو حاله الان، الى النظام الديمقراطي...

بقدر ما استطيع ويستطيع غيري، هناك دعوة الى اقامة الدولة الحضارية الحديثة في العراق. لا تخرج هذه الدعوة عن المحددات الدستورية للدولة العراقية، رغم ان من اهدافها تعديل الدستور بالطرق التي ينص عليها. والهدف هو اخراج العراق من حالة النظام الهجين كما هو حاله الان، الى النظام الديمقراطي في اطار الدولة الحضارية الحديثة.

هذا اولا، وثانيا، دلت التجارب التاريخية لمجتمعات سبقتنا باقامة الدولة الحضارية الحديثة ان الامر يتعلق بصيرورة او مسيرة تاريخية طويلة ذات خطوط كثيرة توصل في النهاية الى تحقيق الهدف.

وثالثا، ليست اقامة هذه الدولة محصورة بفئة او مجموعة دون اخرى، انما هي حراك عام يستطيع ان يشارك فيه كل من يؤمن بفكرة الدولة الحضارية الحديثة. ومن الطبيعي ان نتوقع اختلاف درجات المساهمة باختلاف مستوى وموقع وقدرة الطرف المساهم. كما ستصح في الفقرات التالية.

اولا، على مستوى الافراد:

بعض العمل والسعي نحو الدولة الحضارية الحديثة يقوم به الافراد وبصورة فردية. لا نفترض ان كل الافراد سوف يشتركون بالعمل. فالافراد يختلف بعضهم عن البعض الاخر بالوعي والقدرة وظروفهم ومدى استعدادهم الخ. لذا يكفي في البداية ان يباشر بالسعي عدد منتخب من الافراد الذين يستطيعون القيام بما سوف اذكره من اعمال. وقد يكون عدد هؤلاء قليلا. لا يهم. اما بقية المواطنين الذين لا يستطيعون مباشرة العمل في المرحلة الاولى فيمكنهم الانتظار الى مرحلة قادمة تكون فيها ظروفهم افضل. الافراد الذين يقومون بهذا العمل في هذه المرحلة هم المواطنون الفعالون الذين سيكون عليهم القيام بما يلي:

1. التثقيف والمران الذاتيين على افكار وقيم الدولة الحضارية الحديثة الاخلاقية، لكي يكون بامكانهم القيام بالمهمة التالية ادناه.

2. الحديث المباشر مع المواطنين الاخرين الاقرب فالاقرب حول الدولة الحضارية الحديثة.

3. اثارة النقاش العام وتبادل الاراء حول الدولة الحضارية الحديثة في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.

4. استخدام كل وسائل الترويج المتاحة للمواطن.

••يستهدف عمل المواطن الفعال في هذه المرحلة اشاعة فكرة الدولة الحضارية الحديثة وكسب المزيد من الانصار والمؤمنين بها وتشجيعهم على الانخراط في العمل من اجل اقامتها.

••• عمل الفرد في غاية الاهمية. فلا يمكن تصور قيام الدولة الحضارية الحديثة دون وجود عدد مهم من المواطنين الفعالين المؤمنين بها الملتزمين بقيمها الاخلاقية ومعاييرها السلوكية.

•••• لا يشترط ان يكون هؤلاء المواطنون الفعالون المؤمنون بمشروع الدولة الحضارية اعضاء في حزب واحد. فقد يوجدون في عدد من الاحزاب، وقد يكون بعضهم مستقلا غير منتم لحزب. المهم ان يكون هذا المواطن رسول الدولة الحضارية الحديثة الى الناس، داعيا اليها مبشرا بها شارحا لافكارها ومفاهيمها.

ثانيا، على مستوى المجتمع

حين يوجد المواطنون الفعالون بعدد مناسب فانهم يقومون بعدد من الفعاليات والاعمال على مستوى المجتمع، ومن اهم هذه الاعمال:

1. تشكيل روابط طوعية او منظمات مجتمع مدني، غير سياسية وغير حزبية وغير ربحية. ويمكن ان تكون هذه الروابط قطاعية، للطلبة والاعلاميين والمدرسين وهكذا. كما يمكن ان تكون مناطقية بحسب المناطق التي يوجد فيها المواطنون الفعالون. تقوم هذه بنشر فكرة الدولة الحضارية الحديثة في مجالات ومناطق تواجدها. كما تقوم بتمرين فئات مختارة من المجتمع على القيم الحافة بعناصر المركب الحضاري.

2. العمل على ارساء عادات وتقاليد مجتمعية حضارية حديثة مقابل العادات والظواهر المجتمعية القديمة او المتخلفة.

3. القيام بانشطة طوعية مختلفة لخدمة الناس والمناطق التي يوجد فيها المواطنون الفعالون.

4. توعية الناس على اهمية الانتخابات المقبلة في عام ٢٠٢٢، وضرورة تشريع قانون الانتخاب الفردي، ورفض التزوير، والتصويت للاصلح بعد اقرار القانون المذكور.

5. توسيع ظاهرة النقاش العام وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.

ثالثا على صعيد الدولة:

لا نتوقع الكثير مما بمكن انجازه على صعيد الدولة في هذه المرحلة لصالح فكرة الدولة الحضارية الحديثة، ولكن ينبغي استثمار اية فرصة وتشجيع اي شخص في موقع متقدم في الدولة من اجل انجاز المهام التي تتطلبها عملية اقامة الدولة الحضارية الحديثة. وهنا لدينا امران، احدهما على الصعيد التشريعي والثاني على الصعيد التنفيذي.

1. فاما على الصعيد التشريعي فهي العمل مع النواب المؤيدين على تشريع قانون الانتخاب الفردي.

2. واما على الصعيد التنفيذي فهو العمل على وضع النظام التربوي الحضاري الحديث الذي تحدثنا عنه في منشورات سابقة كثيرة.

بنهاية السنوات الاربع، ستكون مؤشرات النجاح والتقدم نحو الدولة الحضارية الحديثة ما يلي:

1. عدد ملموس من المواطنين الفعالين الذين يؤمنون بالدولة الحضارية الحديثة، والذين يجسدون قيمها وافكارها ومعاييرها السلوكية في تصرفاتهم وعلاقاتهم ومواقفهم.

2. عدد من منظمات المجتمع المدني الطوعية المؤمنة بفكرة الدولة الحضارية الحديثة.

3. قانون الانتخاب الفردي

4. عدد من النواب المؤمنين بالدولة الحضارية الحديثة.

5. نظام تربوي حديث مضى على البدء بتطبيقه عدة سنوات.

6. عدد من الاعلاميين والكتاب والمدرسين من الجنسين المؤمنين بفكرة الدولة الحضارية الحديثة

7. ضمور عدد الظواهر الاجتماعية السلبية وبدء ظهور ظواهر مجتمعية حضارية حديثة.

••• سوف تتيح هذه الانجازات المجال امام مشروع الدولة الحضارية الحديثة للتحرك نحو السنوات الاربع التالية.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق