ينبغي على المُتظاهرين أَن يُحافظُوا على مطلبيَّة مظاهراتهِم وأَن يحُولُوا دون إِستغلال الأَحزاب الفاسدة والزَّعامات الفاشلة لها ليحوِّلونها إِلى تظاهراتٍ سياسيَّةٍ الغرض منها تصفية الحِسابات مع بعضهِِم البعض الآخر! خاصةً من قِبل الذين انهزمُوا هزيمةً قاسيةً بالانتخاباتِ النيابيَّة الأَخيرة من الذين ظلُّوا يلمِّحون بالإِنتقام وتحريك...
١/ المُتظاهرُون السِّلميُّون الذين يطالبُون بحقوقهِم الدستوريَّة والإِنسانيَّة المشروعة ضحيَّة نوعَين من العُنف؛
الأَوَّل؛ هو الذي تستخدمهُ القوَّات الأَمنيَّة في بعضِ الأَحيان لأَيٍّ سببٍ كان.
الثَّاني؛ هم المُندسُّون في صفوفهِم من عناصر الأَحزاب الفاسِدة والزَّعامات الفاشلة والذين يورِّطونهُم تارةً بأَعمالِ عُنفٍ تطال المرافِق الحيويَّة، لإِستدراجِ القوَّات الأَمنيَّة لاستخدامِ النَّار ضدَّهم! وتارةً من خلالِ إِعتقالهم النَّاشطين من وسط المُتظاهرين، إِذ تندسّ عناصر الأَحزاب الفاسِدة باللِّباس المدني وهي تحمل مسدَّسات تُخفيها عن الأَنظار.
٢/ على السُّلطات الأَمنيَّة أَن تتعامل بمهنيَّةٍ وحذر مع المُتظاهرين السلميِّين ولا تنجرَّ إِلى إِستخدام العُنف بسبب المُندسِّين!.
كما ينبغي على المُتظاهرين السلميِّين أَن يكونوا على حذَر من المُندسِّين ويكشفون عن هويَّتهم ويعزلونهُم ويعرِّفونهم للقوَّات الأَمنيَّة من أَجلِ أَن لا يختلط الحابلِ بالنَّابلِ!.
٣/ التَّظاهرات مهما كانت شعاراتها ومطاليبها فهي جزءٌ لا يتجزَّأ من الديمقراطيَّة، ليس في العراقِ فحسب وإِنَّما في كلِّ النُّظم الديمقراطيَّة، ولذلك كفلها الدُّستور ونظَّمها القانون!.
٤/ للأَسف الشَّديد فإِنَّ في أَكثر التَّظاهرات سلميَّةً يتساقط الضَّحايا نتيجة إِستخدام العُنف من قِبل الجهات الأَمنيَّة!.
هذا ينطبق على التَّظاهرات المطلبيَّة الحاليَّة في العراق وعلى كلِّ التَّظاهرات السلميَّة في العالم بما في ذلك في أُوربا وأَميركا! ولقد شاهدنا كيف استخدمَ أَحد مُساعدي الرَّئيس الفرنسي شخصيّاً العُنف بيدَيه ضدَّ أَحد المُتظاهرين في باريس!.
٥/ أَنا أَأسف جدّاً لكلِّ قطرةِ دمٍ تُراق في التَّظاهرات التي يشهدها العراق الآن! فالَّذين يستشهدُون برَصاص القوَّات الأَمنيَّة هم بقيَّة السَّيف الذي قاتل الإِرهاب قَبْلَ عدَّة أَشهر جنباً إِلى جنبِ نفسِ هذه القوَّات الأَمنيَّة!.
وما يُؤسف لَهُ كذلك هو أَنَّ الشُّهداء الذين تضرَّجوا بدمائهِم هم من المُتظاهرين ومن عناصر القِوى الأَمنيَّة وهذا شيءٌ محزنٌ جدّاً ينبغي أَن تنتبهَ إِليه الحكومة والمُتظاهرين على حدٍّ سواء لإِيقافِ إِستخدام العُنف بالمُطلق!.
٦/ كما ينبغي على المُتظاهرين أَن يُحافظُوا على مطلبيَّة مظاهراتهِم وأَن يحُولُوا دون إِستغلال الأَحزاب الفاسدة والزَّعامات الفاشلة لها ليحوِّلونها إِلى تظاهراتٍ سياسيَّةٍ الغرض منها تصفية الحِسابات مع بعضهِِم البعض الآخر! خاصةً من قِبل الذين انهزمُوا هزيمةً قاسيةً بالانتخاباتِ النيابيَّة الأَخيرة من الذين ظلُّوا يلمِّحون بالإِنتقام وتحريك الشَّارع إِذا لم يتمّ تعديل النَّتائج بما يضمن لهم نجاحاً بشَكلٍ ما!.
٧/ أَتمنَّى أَن لا يزداد عدد ضحايا التَّظاهرات، إِذ يجب على الجميع توفير الدَّم الذي نزفَ كثيراً!.
صحيح أَنَّ عدد شُهداء التَّظاهرات التي مرَّ عليها أُسبوعَين تقريباً لا يُقارن بعددِ الضحايا الذين كانوا يتساقطُون في أَيَّة تظاهرة كانت تخرج في زمن الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين والذي كان يتعامل معها بالكيمياوي [حلبجة] والمقابر الجماعيَّة والحصد الدَّموي في الشَّوارع باستخدامِ الدبَّابات والصَّواريخ والطَّائرات! صحيح كلَّ ذلك، ولكن نبقى نحثُّ على عدم إِستخدام العُنف ضدَّ المُتظاهرين!.
طبعاً فإِنَّ القياس يدلُّ على أَنَّ النِّظام اليوم هو نظامٌ ديمقراطيٌّ ولذلك يتجنَّب سفك الدَّم ما أَمكنهُ ذلك وإِنَّ النِّظام البائد كان بوليسيّاً بامتياز!.
ويتساءل البعضُ؛ وهل في النِّظام الديمقراطي فسادٌ؟! وأُجيبُ؛ نعم، ففي أَعرق النُّظم الديمقراطيَّة في العالَم ينتشرُ الفسادَ! فالفسادُ لا يطعنُ بالدِّيمقراطيَّة وإِنَّما بالسِّياسيِّين الفاسدين!.
٨/ أَتمنَّى على مجلس النوَّاب الجديد أَن يحرص على الالتزام بـ [١٠٪] فقط من الدُّستور ليتأَكَّد العراقيُّون بأَنَّ مُشكلتهُم ليست مع الدُّستور وإِنَّما في تطبيقاتهِ وفِي التَّجاوز عَلَيْهِ!.
وللتَّدليل على ذَلِكَ فإِنَّ الدُّستور نصَّ على أَنَّ [النَّفط والغاز ملكٌ للشَّعب]! فما الذي جناهُ العراقيُّون من ذَلِكَ؟! أَلم يذهب ريع النَّفط إِلى جيُوب الأَحزاب الفاسِدة والزَّعامات الفاشِلة التي يستحوذ كلَّ واحدٍ منها على بئرٍ نفطيٍّ أَو أَكثر سواء في البصرةِ أَو في كركوك؟!.
٩/ الذين يريدُون خِداع الرَّأي العام بمسرحيَّة الإِعتراف بالذَّنب، أَقول؛
إِستعراضاتكُم البهلوانيَّة مفضُوحة! فلقد فعلها من قَبْلُ [القائد الضَّرورة] صاحب نظريَّة [بعد ما ننطِيها] عندما ظهرَ على قناتهِ الفضائيَّة مُعترفاً بفشلهِ! وها هُوَ يُعيدُ الكرَّة من جديدٍ مُقاتلاً على جبهِة [الوِلاية الثَّالثة]!. الصَّادقُ مِنكُم يعتذرُ ويقدِّم إِستقالتهُ ثمَّ يُسلِّم نَفْسَهُ للقضاءِ!.
التَّظاهُرات المَطلبيَّة دليلُ فَشلِ السَّاسَة
١/ لا أَحدَ في العراق يُرِيدُ العَودة بهِ إِلى سابقِ عهدهِ تتسلَّط فِيهِ عصابةٌ من مكوِّن واحد وتهمِّش الباقين! فلقد أَثبتت التَّجربة أَنَّ الاستئثار بالسُّلطة ومن قِبَل أَيٍّ كانَ لا يساعدُ على إِستقرار البلاد أَبداً، والبديلُ هو الشَّراكة الحقيقيَّة في إِدارة الدَّولة!.
الخلافُ ليس في أَصل الفكرة وإِنَّما في مفهومِها وطرُق تطبيقها.
أ/ فالشَّراكة الحقيقيَّة والسَّليمة هي التي يتمُّ تطبيقها في الدَّولة وليس بالضَّرورة في الحكومةِ حصراً! فبالنِّسبة للبعضِ فإِنَّ الشَّراكة تعني أَن يكونَ موجوداً في كلِّ مؤَسَّسات الدَّولة أَو أَنَّها بِلا معنى وهذا خطأٌ كبيرٌ! سببهُ أَنَّ الكلَّ لا يرى الدَّولة إِلَّا من خلال السُّلطة فقط [الحكُومة] لأَنَّ العقليَّة هي عقليَّة السُّلطة وليست عقليَّة الدَّولة! والتي هي كما نعرف جميعاً سُلُطات متعدِّدة ومؤَسَّسات متنوِّعة! وأَنَّ الشَّراكة التي تتبنَّى مفهوم السُّلطة لا يُمْكِنُ أَن تتحقَّق أَبداً وإِذا تحقَّقت فستدمِّر الدَّولة لأَنَّها ستتحقَّق بالمُحاصصة وهذا ما نراهُ الآن في العراق.
ب/ كما أَنَّ الشَّراكة الحقيقيَّة والسَّليمة لا تعني بالضَّرورة أَن تكون الأَحزاب الحاكِمة حصراً موجودةٌ في كلِّ مؤَسَّسات الدَّولة! وأَنَّ من يحصِر الشَّراكة بنفسهِ فقط أَو بحزبهِ فهو الآخر يرتكبُ خطأً كبيراً! فهو يعتبر الشَّراكة بخيرٍ إِذا كانَ الوزيرُ من حزبهِ وهي على كفِّ عفريتٍ إِذا كانَ مُستقلّاً مثلاً أَو من غيرِ حزبهِ! فهذه الأُخرى مُحاصصة وليست شَراكة!.
٢/ إِنَّ الواقعَّ العراقي الحالي لا يُمْكِنُ إِصلاحهُ إِلَّا بشرطَين أَساسيَّين؛
أ/ تأسيسُ أَحزابٍ سياسيَّةٍ معيار الإِنتماء لها هُوَ المُواطنة وليس الدِّين والمذهب والإِثنيَّة والمناطقيَّة وغير ذلك، لنضمِنَ صناعة أَغلبيَّة وأَقليَّة سياسيَّة حصراً.
ب/ أَن يعتمد الجميع مفهوم الدَّولة وليس الكانتونات أَو الطَّوائف!.
٣/ إِنَّ التَّظاهرات والإِعتصامات الشَّعبيَّة الحاليَّة هي دليلٌ واضحٌ على فشلِ السَّاسة في إِنجاز ما يتطلَّع إِليه المُواطن في الحياةِ الحرَّة الكريمة.
والفشلُ سببهُ الفساد المالي والإِداري المُتعاظم.
٤/ إِنَّ الإِتِّهامات التي يسوقها بعضُ السَّاسة والحزبيِّين ضدَّ المُتظاهرين دليلٌ على الحَماقة وإِنعدام الحسِّ الوطني وروح المسؤُوليَّة! فَلَو كان هؤلاء يمتلكونَ ذرَّة غيرة وشرف لتحمَّلُوا المسؤُوليَّة فإِمَّا أَن يستقيلُوا أَو يواجهُوا الحقيقة من دونِ أَن تأخذهُم العزَّة بالإِثم فيعالجُوا الفشل بجريمةٍ والتي تتمثَّل بإِتِّهام المُتظاهرين!.
بدلاً من أَن تنشغلُوا بتوزيع التُّهَم، تفنَّنُوا في إِنجازِ ما يخدم المواطن!.
٥/ إِنَّهُم يبيعونَنا دِيناً!.
إِحتفظُوا بدينكُم لأَنفسِكُم وبيعُونا إِنجازاً ونجاحاً تخدمُونَ بهِ الشَّعب!.
6/ للأَسف الشَّديد فإِنَّ التَّظاهُرات ليس لها رأسٌ [قِيادة] يُخطِّط لها بشكلٍ سليمٍ وصحيحٍ من أَجل تحقيق الأَهداف المطلبيَّة الدستوريَّة، ولذلكَ فمِن السَّهل جدّاً على الأَحزاب الحاكِمة التسلُّسل لها وتغيير وِجهتها كما يسهُل على القِوى الإِقليميَّة ذلك، ما يُحمِّل المُتظاهرين الكثير من المسؤُوليَّة الوطنيَّة حتَّى لا يتمُّ إِستغلالها لضربِ العِراق!.
7/ إِنَّ التَّظاهرات المقطُوعة [المُتعاقِبة] التي تشهدها المُحافظات بين الفِينةِ والأُخرى ولنفسِ الأَسباب، ولكن بشَكلٍ مُتفاوت وغير مُتَّسق، دليلٌ على أَنَّها تحملُ بذُورَ الفشلِ سلفاً ولذلكَ هيَ لم تعمُّ البلادِ في نفسِ الوقتِ ولَم تتحوَّل إِلى مِليونيَّة أَبداً! لأَنَّ التَّظاهرات المناطقيَّة التي تختلف في الشِّعارات والمطاليب يُمْكِنُ للأَحزابِ الحاكِمةِ والسُّلطاتِ المحليَّةِ الإِستفرادِ بها وهضمِها واستيعابِها بكلِّ سهُولةٍ ويُسرٍ! وهذا ما يحصلُ في كلِّ مرَّةٍ!.
التَّظاهُرات المطلبيَّة لا تعتَدي على أَحدٍ!
لقد تراكمَ الغضبُ الشَّعبي عند الشَّارع بسبب الفشل المُرعب الذي مُني به العراق جرَّاء فساد الطَّبقة السياسيَّة الحاكِمة التي ثبُت بالتَّجربة أَنَّها لا تُعير أَيَّة أَهميَّة أَو إِنتباه للشَّعب ومعاناتهِ الحياتيَّة اليوميَّة! ولذلك لا تبذل جُهداً يُذكر لإِنجاز ما يحقِّق الحياة الحُرَّة الكريمة للعراقيِّين وإِنَّما كلَّ همِّها هو السُّلطة وامتيازاتها!.
العراق بلدٌ غنيٌّ بكلِّ المقاييس فلماذا يعيشُ أَهلهُ الفقر والأُميَّة والمرض وإِنعدام أَبسط مقوِّمات الحياة الحُرَّة الكريمة؟!.
وفِي نفس الوقت فإِنَّ العصابة الحاكِمة تنعم بكلِّ أَسباب ومقوِّمات الرفاهيَّة هي وأُسَرِها ومَن أَعلن الولاء والطَّاعة لها!.
وهذه ليست المرَّة الأِولى التي يتظاهر بها الشَّارع مُطالباً بحقوقهِ الدُّستوريَّة المشروعة فلقد شهدت البِلاد آلاف التَّظاهرات المطلبيَّة خلال السِّنين التي أَعقبت التَّغيير عام ٢٠٠٣ وإِلى الآن، ومن أَقصاه إِلى أَقصاه لكن يبدو أَنَّ العِصابة الحاكِمة لازالت تعيش في أَبراجِها العاجيَّة فلا تهتمَّ بكلِّ ذلك بعد أَن {جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}.
وحسب معلوماتي فإِنَّ عمليَّات الإِقتحام والحرق التي طالت مقار بعض الأَحزاب السياسيَّة الحاكِمة وكذلك لدُور عدد من السياسيِّين هي تصفية حسابات من جهةٍ وهي من عَمَلِ الأَحزاب ذاتها ضدَّ بعضِها البعض الآخر من جهةٍ ثانيةٍ! إِذ ليسَ من طبيعةِ التَّظاهرات المطلبيَّة التعدِّي بالإِغارة والحَرق.
أَتمنَّى على السُّلطات المعنيَّة التَّحقيق في هَذِهِ الحالات لكشفِ المُحرِّض الحقيقي من أَجل أَن لا يبتلي البعض المواطنين السلميِّين في مثل هذه الأَعمال! وليقف الرَّأي العام على هوَّية الفاعل الحقيقي لكلِّ هذه الغارات وعمليَّات الحرق والنَّهب!.
وللتَّذكير فقط أَودُّ أَن أُشير إِلى أَنَّهُ في كلِّ مرَّةٍ يتظاهر فيها المواطنُون في هَذِهِ المُحافظة أَو تلك ويتم خلال التَّظاهر الإِعتداء على مقارِّ بعض الأَحزاب السياسيَّة الحاكِمة يتبيَّن فيما بعد أَنَّ ذلك من عَمَلِ أَنصار وأَزلام هذا الحزب ضدَّ الآخر!.
طبعاً هذا لا يُلغي إِمكانيَّة إِنجرار بعض المُتظاهرين وراءَ العقل الجمعي لهؤُلاء فيفعلُون مثلهُم ويشاركُون في الغاراتِ والحرقِ! فضلاً عن وجود المُندسِّين في كلِّ تظاهُرةٍ! لكنَّ أَصل الأَمْر هو من عَمَلِ الأَحزاب السياسيَّة الحاكِمة ضدَّ بعضها من خلالِ تحريك عناصرِها خُفيةً ومن وراءِ جُدر!.
لم أَتثبَّت بعدُ من هويَّة الذين اقتحمُوا المطار، ولكنَّني أَعتقدُ أَنَّ وراءَ ذَلِكَ دافِعَين؛
أَلأَوَّل؛ هو أَنَّ الشَّارع يعتقدُ بأَنَّ الأَحزاب هي التي تُسيطر على المطار وليس الدَّولة [وهذه حقيقةٌ لا يُجادلُ فيها أَحدٌ] ولذلك أَراد المُقتحمُون إِيصال رسالة لهذهِ الأَحزاب تُنذرهُم بالعواقبِ الوخيمةِ إِذا استمرُّوا على هذا الحالِ.
الثَّاني؛ أَنَّ الشَّارع لم يلمس أَيَّة آثار إِيجابيَّة لعوائدِ المطار على حياتهِ اليوميَّة فكلُّ إِيرادات المطار، وهيَ هائلةٌ جدّاً بِلا شك، تعودُ بالنَّفع على الأَحزاب المُتحاصِصة في إِدارتهِ!.
طبعاً؛ من نافلةِ القَول التَّذكير هُنا بأَنَّ عمليَّة الإِقتحام مُدانة بكلِّ المقاييس وفِي نفس الوقت فإِنَّ سيطرة الأَحزاب الفاسدة على عائدات المَطار هُوَ الآخر عملٌ مُدان ومُستقبح بكلِّ المقاييس!.
إِنَّ التَّظاهرات المطلبيَّة لا تعتدي على أَحدٍ لأَنَّها إِذا اعتدت على شَيْءٍ فإِنَّما تُدينُ نفسها وبالتَّالي تصطفَّ بذلك إِلى جانب الأَحزاب الفاسدة والفاشِلة! فالمرافقُ الحيويَّة العامَّة هي ملكُ الشَّعب فإِذا سطَت عليها الأَحزاب الفاسِدة فهذا لا يعني أَنَّها أَصبحت جُزءً من أَملاكِها الخاصَّة بل يجب إِسترجاعها لمالكِها الحقيقي [الشَّعب] وَلَيْسَ تدميرها وتخريبها!.
المسؤُولُون لا يتغاضُون عن المشاكل الحياتيَّة المُزمنة للشَّعب كالكهرباء والماء وغير ذلك، إِنَّهم عاجزُون بسبب فسادهِم المُخيف، المالي والإِداري، ولذلكَ فهم فشلُوا فشلاً ذريعاً في إِدارة الدَّولة، ففشلُوا في إِنجازِ شَيْءٍ يُذكر على كلِّ المُستويات!.
لنتخيَّل مثلاً كيفَ أَنَّهم أَهدرُوا ميزانيَّات إِنفجاريَّة ضخمة في عهد [القائد الضَّرورة] رئيس الحكومة السَّابق الذي إِنشغلَ، ولا يزال، بالقتالِ على [الوِلاية الثَّالثة] بذريعةِ أَكثر من [٦] آلاف مشروعٍ وهميٍّ! إِلى جانب الفساد المالي والاداري الذي نخرَ الدَّولة ومؤَسَّساتها! خاصَّةً المنظومة الأَمنيَّة والعسكريَّة!.
حتَّى على المُستوى الأَمني فشلُوا فشلاً ذريعاً! فلولا فتوى الجِهاد الكِفائي التي أَصدرها المرجع الأَعلى لانتهكَ الإِرهابيُّون حُرمة البلاد بالكاملِ!.
آمُل أَن تتشكَّل الحكومة القادمة على أَساس معايير النَّزاهة والخِبرة والمِهنيَّة بعيداً عن المُحاصصة والحزبيَّة والكُتلويَّة ليتسنَّى لها تحقيق الإِنجازات الحقيقيَّة وعلى كلِّ المُستويات بما فيها الخدمات الأَساسيَّة كالكهرباء والماء والصِّحَّة والتَّعليم وغيرها! فتكون مطاليب المُتظاهرين في تحقيقِ الحياة الحُرَّة الكريمةِ على رأس الأَولويَّات.
أَخشى ما أَخشاه هو أَن يغفل المتظاهُرون عن أَهدافهِم المطلبيَّة فتركب أَطرافٌ محليَّة وإِقليميَّة مُختلفة ظهرهم لتأزيمِ الوضعِ أَكثر ممَّا هُوَ عَلَيْهِ الآن!.
إِنَّ تغلغُل المشبُوهين أَو المتصيِّدين بالماءِ العكِر بمثلِ هذه التَّظاهرات والعُملاء سواء للأَحزاب السياسيَّة الحاكِمة أَو لهذهِ الدَّولة أَو تلك سيدمِّر مسار التَّظاهُرات ويُحرِّف أَهدافها! ولذلكَ ينبغي الحذر جيِّداً!.
ولا ننسى التَّهديدات بإِشعال الحرب الأَهليَّة التي أَطلقها قُبيل الإِنتخابات النيابيَّة الأَخيرة عددٌ من السَّاسة الفاسدين والفاشلين إِذا ما فشلُوا في الإِنتخابات، فالخشيةُ والحذرُ من أَن ينفِّذ هؤلاء تهديداتهم باستغلالِ الإِحتجاجات المطلبيَّة الحاليَّة!.
فالحذر الحذر قَبْلَ فواتِ الأَوان!.
ولا أَعتقدُ بأَنَّها ستأخذ مَديات أَبعد ممَّا هي عَلَيْهِ الآن سواء على صعيد الكمِّ أَو النَّوع، لأَنَّها تظاهرات مطلبيَّة لحدِّ الآن على الأَقلِّ، ولذلك فإِنَّ الإِجراءات والقرارات التي اتَّخذها السيِّد رئيس مجلس الوُزراء خلال زيارتهِ الأَخيرة إِلى مُحافظة البصرة هي إِستجابة طبيعيَّة لمثلِ هذا النَّوع من التَّظاهرات!.
أَمَّا إِذا تطوَّرت وتحوَّلت إِلى تظاهرات سياسيَّة فعندها لكلِّ حادثٍ حديثٍ! إِذ ستتغيَّر أَهدافها وأَدواتها وشروطها والتي لا أَعتقد أَنا شخصيّاً أَنَّ البلاد مُستعدَّة لمثلِها لأَسبابٍ عدَّة! خاصَّةً في هَذِهِ الفترة الزمنيَّة وهي إِنتقاليَّة فلازالت المحكمة الدُّستوريَّة العُليا لم تُصادق على نتائج الإِنتخابات النيابيَّة الأَخيرة وبالتَّالي فليس في البلادِ برلمانٌ يُشرِّع ولا حكُومة تقترح القوانين والتَّشريعات! كما أَنََهُ ليس بإِمكانِها أَن تُقيل وزيراً وتستبدل آخر مع غيابِ مجلس النوَّاب الجديد!.
إِنَّها، كما نعرف، حكومة تصريف أَعمال فحسب!.
أَمَّا المُعارضة السياسيَّة فلا وجودَ لها في البلاد لأَنَّ كلَّ الأَحزاب السياسيَّة، مهما تضاءل حجمها، فهي في السُّلطة! الأَمرُ الذي يُعقِّد الأُمور أَكثر فأَكثر!.
بقيَ أَن أُشيرَ إِلى أَمرَين؛
أ/ ينبغي أَن يبتعدَ الجميعُ عن لُغَةِ التَّخوين والطَّعن والتَّشكيك بهويَّة المتظاهرين، خاصَّةً الطَّبقة السياسيَّة التي يجب عليها أَن تتعامل مع التظاهُرات كحقٍّ كفلهُ الدُّستور للمواطن!.
ب/ ينبغي على الجميع الحذر عند تناقُل أَخبار التَّظاهرات، إِذ يلزمنا التَّعامل بواقعيَّة والإِبتعادِ عن التَّضخيمِ والأَكاذيبِ وغير ذَلِكَ!.
يلزم التَّعامُل بحضاريَّة حتَّى لا نكونَ ضحيَّة التَّضليل والخداع ولُعبة الإِعلام الكاذِب الذي ينشط بشكلٍ واسعٍ في مثلِ هَذِهِ الظُّروف!.
اضف تعليق