الاوّلُ؛ هو الارهاب الرّسمي، ومن ابرز مصاديقهِ احتلال نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية للبحرين الصامدة قبل ثلاثة أعوام وعدوانها الجوّي السافر الان على اليمن السعيد!.
الثاني؛ هو الارهاب غير الرّسمي، من خلال احتضان ودعم كل جماعات العنف والارهاب في مختلف دول العالم، وعلى رأسها العراق وسوريا ولبنان وغيرها من دول المنطقة تحديداً.
هذا يعني ان نظام القبيلة لا يعرف سوى الارهاب يمارسهُ بكلّ الطّرق وبمختلف العناوين والذّرائع لتحقيق أجنداته السّياسية، وهو منهجٌ قديم تبنّاه (ال سعود) منذ ان شنَّوا الغارات على بقية قبائل المنطقة فاعملوا فيها السّيف والقتل والاغتصاب والإغارات واللّصوصية قبل ان يبسطوا نفوذهم على كامل منطقة نجد والحجاز، الجزيرة العربية.
ان نظام القبيلة الفاسد يظلّ يتستّر خلف الكواليس يمارس الارهاب في الخفاء كلّما أسعفته الظروف، فهو منبع الارهاب في كلّ مكان من وراء ستار، لا يظهر بوجههِ الحقيقي الكالح والقذر، وانما من خلال فتاوى التكفير التي يطلقها فقهاء البلاط باعتبارها مواقف (دينية) تصدر عن المؤسّسة الدّينية ولا دخل للنظام بها! وبالبترودولار الذي يُغدقه على الارهابيين عبر مؤسسات الاغاثة، مثلاً، وما يسمّى بالدعوة والإرشاد، فما دخل النظام بكل ذلك اذن؟! وبالإعلام الطّائفي بذريعة حرية الاعلام، فما دخل النظام اذن؟!.
ولقد استمرّ نظام القبيلة يحتضن الارهاب ويغذّيه ويدعمه منذ اكثر من ثلاثة قرون، اي منذ الاعلان عن التحالف غير الشرعي بين (ال سعود) و (الحزب الوهابي) حتى بيّض الارهابُ وفقّس وفرّخ في مدارسه ومؤسساته ومَعاهده الدّينية المنتشرة في داخل وخارج المملكة، والتي تغذّي التلاميذ على الكراهية والتكفير والغاء الاخر واحتكار الحقيقة ونفي كل ثقافة تتعلق بالتّعايش والعيش المشترك والتنوّع والاندماج واحترام الاخر وغير ذلك.
اما عندما لا يجدي التخفي وراء كل هذا لدعم الارهاب، فترى نظام القبيلة الفاسد يكشّر عن انيابه ويكشف عن وجهه القبيح ليمارس الارهاب الرّسمي بشكلٍ مباشر بذرائع مثل دعم الشرعية وما الى ذلك.
ولقد فضحَ عدوانهُ الاخير على اليمن السعيد نواياه ومواقفه الحقيقية من الحرب على الارهاب، ففي الوقت الذي لم يُطلق هذا النظام رصاصة واحدة ضد الارهابيين في اي مكان في العالم، خاصةً في العراق وسوريا، على الرّغم من ادّعائه بانه عضو (فعّال) في التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة للحرب على الارهاب، الا انّه لحدّ هذه اللحظة لم يُطلق ولا رصاصة ضِدّ الارهابيّين اينما كانوا، فيما نراه اليوم يشكّل تحالفاً للجبناء والمصلحيّين وبسرعة قياسية تعادل سرعة الضوء، لشنّ كل هذه الغارات الجويّة العدوانيّة على الشعب اليمني الآمن، بحجج وأعذار تضحك منها حتّى الثّكلى.
طبعاً؛ ليس من الصّعب والعسير على نظام القبيلة ان يشكّل مثل هذا التحالف للحرب على اليمن، وبهذه السرعة القياسيّة، في الوقت الذي لم يحرّك فيه ساكناً في الحرب على الارهاب، فاذا علمنا بانّ كل الأنظمة التي التحقت بحلفه، باستثناء المنظومة الخليجية ناقص واحد، هي أنظمة فقيرة وشحّاذة تعتاش على المساعدات وعلى فتات موائد الشيوخ والامراء الفاسدين، لعرفنا على وجه الدّقة كيف تمكّن نظام القبيلة من تحشيدها خلف عدوانه على اليمن بإشارة، اذ يكفي هذه الأنظمة الشّحاذة ان يلوّح لها نظام القبيلة بالدولار عن بعد لتأتي له مهرولةً طائعةً خاضعةً مستسلمة كما هو الحال مع مصر والباكستان الّلتان فشلتا لحدّ الان في مواجهة الارهاب الذي يضربهم في العمق ليصطفّوا خلف نظام القبيلة يضربون بقنابلهم وصواريخهم الشعب اليمني الاعزل!.
لقد فضح عدوانهم على اليمن نواياهم وحقيقة مواقفهم من الارهاب، انّهم غير جديين في الحرب عليه قيد انملة، فلو كانوا كذلك لما تَرَكُوا الارهاب يضربهم في العمق وينشغلوا باليمن الذي يعاني هو الاخر من الارهاب الّذي صدّره له نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية.
نِظامُ القَبيلَةِ..الى حَتْفِهِ مُهَرْوِلاً
لن يتأثّر العراق كثيراً بالعدوان العسكري الذي يشنّه نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية على اليمن السعيد، سوى ان الرياض ستؤجل فكرة فتح سفارتها في العاصمة بغداد!.
بل على العكس، فبرأيي، فبعد ان أصبح نظام القبيلة محاطاً بكمّاشة شديدة من كلّ الجوانب، كان يخشى هلالاً ليصبح اليوم بدراً، والتي بدأت تضيّق الخناق عليه، سينشغل بنفسه يأكلهُ القلق من مصيره الاسود المحتوم، ما يقلّل من اهتمامه بالملفّات السّاخنة التي له فيها اليد الطولى في دعم الارهابيين بكلّ اسباب الدّيمومة والاستمرار من أجل مزيد من القتل والتدمير.
انّها النّهاية المحتومة لنظامٍ ظلّ يثير الفتن الطائفية في المنطقة، فكان لابد ان تُحاصره يوماً ما، وها هو ذلك اليوم الموعود!.
انّ تورّط نظام القبيلة في اليمن سيُشغله عن دعم الارهابيين في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من دول المنطقة، وهو دليل فشلهِ الذريع بسبب عجزه عن تحديث الرؤى لتغيير المواقف ازاء العديد من الملفات الهامة في المنطقة.
انّه يسيرُ اليوم الى حتفه وساءت مُرتفقا!.
لقد صرف هذا النظام الفاسد مبالغ طائلة لتدمير العراق منذ سقوط نظام الطاغية الذليل صدام حسين، لما كان يعتبره تهديداً مباشراً لشرعيّته كونه والديمقراطية على طرفي نقيض.
كما انه فعل المستحيل للتحكم باتجاهات الوضع في سوريا.
اما في لبنان فحدّث ولا حرج.
فيما بذل كذلك جهوداً كبيرةً لعرقلة اي حوار حقيقي بين طهران والمجتمع الدولي.
وبينما هو مشغولٌ بنفسه يحاول استيعاب ما حصل لكل هذه الجهود التي بذلها، والتي لم تُنتج له الا خيبات الأمل والهزائم السياسية والإعلامية المتتالية، اذا به يواجه اليوم مصيره المحتوم، من حجارةٍ لم تُعجبهُ في يومٍ من الايام ابداً، واقصد بها اليمن السعيد، فلطالما رفضت الرياض طلبات متكرّرة تقدّمت بها عدن للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي، استخفافا بها لانها ترى في اليمن عالة على (الرّيال السعودي) اذا ما انضّمت الى المجلس!.
هذه اليمن الضّعيفة المُستضعفة التي طالما واجهت الاستكبار الخليجي واستجبار آل سعود، اذا بها تفاجئ الجميع لتقف اليوم شامخةً تُهدّد نظام القبيلة في عقر داره، والذي ظنّ ان عدوانه الجوّي عليها ليس اكثر من نزهة بعدها سيفرض شروطه على الشّعب اليمني، ناسياً او متناسياً بأنّ اليمن ليست البحرين، وانها كانت وستبقى مقبرةً لكلِّ من يتعدّى عليها بأيّ شكلٍ من الأشكال!.
برأيي فان نظام القبيلة بدأ يهرولُ الى حتفه بعد ان كان يزحف اليه، وقريبا جداً سيكتشف بانّه تورط في مستنقعٍ ليس من السهولة ابداً الخروج منه، بناءً على استشارة سيّئة، وانه سيدفع الثمن غالياً.
انّه سيدفع ثمن تراكم مظالم كثيرة جداً ارتكبها طوال العقد الاخير تحديداً عندما احتضن الارهاب الذي وظّفه لتحقيق أجنداته السّياسية في هذا البلد او ذاك، وما البحرين المظلومة من ذلك ببعيدٍ.
وسيُفاجأ أكثر فاكثر عندما يتحرّك اليمنيّون المنتشرون في طول بلاد الحرمين الشريفين وعرضها، اهل الغيرة والنخوة الوطنيّة، دفاعاً عن بلادهم من عدوان نظام القبيلة الغاشم.
لقد بدأت اليوم صحوة ضمير تجتاح البلاد العربية، فبدأ الكثير من العلماء والمفكّرين والمثقّفين والاعلاميّين يكشفون الكثير من الحقائق عن نظام القبيلة ودوره في احتضان الارهاب وتسخيره في السياسة والدبلوماسية، بعد ان كانت قد الجمتهم وقطعت السنتهم لسنين طويلة اموال البترودولار التي كان يغدقها عليهم نظام القبيلة للتستّر عليه.
انّه دم المظلومين الذي استباحه نظام القبيلة بالمال الحرام وفتاوى التكفير والاعلام الطائفي، لينتقم له رب العزة، وهو على كل شيء قدير، والعاقبة للمتقين، فالله تعالى يُمهل الظّالم الى حين، ولكنه بالتاكيد لا يَهمل، وصدق العلي الاعلى الذي قال في محكم كتابه الكريم {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} صدق الله العلي العظيم.
اضف تعليق