المرشح وهو على بعد خطوات قليلة من انطلاق الحملات الانتخابية لا يحتاج الى ميثاق شرف انتخابي بقدر حاجته الى تحمل المسؤولية في الالتزام بالتنافس الشريف مع اقرانه بعيدا عن صراع الاحزاب ورغبات الاستئثار، لان الظفر بأصوات الناخبين لن يأتي الا بالصدق والوفاء بالوعود واحترام الاخر...
تعتبر الانتخابات آلية الديمقراطية في تداول السلطة؛ يتقاسم طرفاها المرشح والناخب... واذا كان جل الاهتمام ينصب على الناخب (المواطن) باعتباره صاحب القرار بدعوته الى الاختيار الدقيق والاستفادة من جدوى خياراته السابقة، فان المرشح هو الاخر مدعو للاستفادة من تجارب الذين سبقوه في الترشيح، ومن تجارب سابقيه بالاداء في مجلس النواب.
والسؤال: اذا كانت الوظيفة العامة تكليف لا تشريف، فاين يقع دور المرشح للانتخابات بين الاثنين؟ هل هو تكليف في التصدي للمسؤولية ينطلق من مباديء وقيم ورغبة بالعمل وقيادة المجتمع نحو الافضل ام هو تشريف وبحث عن مناصب وامتيازات ومكانة اجتماعية يترفع بها عن الناس؟.
ولماذا يقدم الشخص على الترشيح؟ ولماذا يتحمل هذه المسؤولية الجسيمة؟ هل بناءا على رغبة شخصية ام هو اختيار حزبي ام هو تصويب جماهيري وهو ما تتسم به بعض القيادات التقليدية!!!.
واذا كان ميثاق الشرف الانتخابي المؤلف من ٢٤ بندا والذي وقعته القوى السياسية مؤخراً قد ضمن في فقرته الاولى الحق للجميع في الترشح والانتخاب فانه فرض على المرشحين واجبات ومبادئ اساسية قبل وبعد الانتخابات، اهمها:
التصرف كرجال دولة واحترام المتنافسين في الانتخابات بالابتعاد عن أساليب التسقيط والتشهير والتجريح.
وتقديم نموذج في الحس الديمقراطي والوطني من خلال تحريم اللجوء للعنف السياسي ومنع التهديد المباشر أو المبطن بين المتنافسين.
والالتزام بالقانون والنظام واحترام استقلالية القضاء واحترام المشاعر والمقدسات لكل الأديان والطوائف وعدم استخدام الدين أو الرموز الدينية للدعاية الانتخابية أو التوظيف السياسي.
والالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة والممارسة الديمقراطية والقبول بنتائج الانتخابات بعد إقرارها رسميا.
والسؤال هل سيلتزم المرشحون بما وقعته أحزابهم وقوائمهم الانتخابية؟ وهل لجنة متابعة الميثاق التي شكلها الموقعين على الوثيقة قادرة على مراقبة ومحاسبة المخالفين؟ وهل الميثاق يتناغم مع الواقع السياسي الذي اتصف بالصراع السياسي الدائم طيلة السنوات الماضية ام انه مجرد مبادئ مثالية غير قابلة للتطبيق؟ وهل سيعترف الخاسر بنتيجة الانتخابات ويذعن لها؟ وهل سيكون لهذا الميثاق اثرا في نشاطات المرشح ام انه سيكون حبرا على ورق وتحصيل حاصل من شروط الترشيح مثل استمارة قواعد سلوك المرشحين في موقع مفوضية الانتخابات؟.
ان المرشح اليوم وهو على بعد خطوات قليلة من انطلاق الحملات الانتخابية لا يحتاج الى ميثاق شرف انتخابي بقدر حاجته الى تحمل المسؤولية في الالتزام بالتنافس الشريف مع اقرانه بعيدا عن صراع الاحزاب ورغبات الاستئثار، لان الظفر بأصوات الناخبين لن يأتي الا بالصدق والوفاء بالوعود واحترام الاخر والعمل بجد من اجل التغيير والنظر بعين المسؤولية الى امال وتطلعات وحاجات الناخبين، والاستمرار والتواصل مع الناخب حتى بعد اغلاق صناديق الاقتراع.
اضف تعليق