q
لابد من فائزين في الإنتخابات ولكنهم ليسوا ناجحين فطريق النجاح يسبقه إمتحانات في تحقيق مشاريع وتشريعات نوعية وكبيرة تحدث فرقاً نوعياً للأفضل عما كان من قبل. كثيراً ما فاز مرشحين لا فكر لهم ولا كفاءة سوى دعم شخصيات دينية وسياسية بارزة لهم فانتخبهم...

بدأت الدعايات والمنشورات الترويجية للإنتخابات في العراق.

إنتخابات تلو إنتخابات تلو إنتخابات في بلد مزقته الحروب والنزاعات.

سياسات داخلية وخارجية لعبت بمقدرات الوطن ومصير الشعب لعباً ضاعت فيه الحقوق وأُهدِرت فيه الثروات.

يزداد السوء سوءاً أكثر بعد كل إنتخابات.

بالرغم من أن للشعب إرادة وحرية يُعبّر عنها بكل قوة وحرية في صناديق الاقتراع. ولكنها أتت بذات الفاشلين والفاسدين والانتهازيين مرة اولى وثانية وثالثة. تتبدل الأسماء والوجوه ويبقى العراق بلد النفايات وسوء الخدمات وسوء المؤسسات وسوء ما شئت من أمثال تضربها فتصح في جميع الأحوال.

أكثر المرشحين والمسؤولين همهم الفوز في الإنتخابات ونيل المناصب لا أكثر. يؤمنون عميقاً بداخلهم أن مجرد فوزهم المزعوم يجعل منهم ناجحين مُصلحين وخيّرين!

تفكير ساذج وبائس وتعيس.

ليس الفوز في الإنتخابات يُسمى نجاحاً بالمرة، فالنجاح يكون في الإدارة أيها السادة.

مهما كانت نوع المسؤولية التي تتولاها فالنجاح بها يكمن في إدارتها على أحسن ما يكون وتحقيق أكبر قدر من التنمية من خلالها بما يحدث فارق عما كان قبلها.

لابد من فائزين في الإنتخابات ولكنهم ليسوا ناجحين فطريق النجاح يسبقه إمتحانات في تحقيق مشاريع وتشريعات نوعية وكبيرة تحدث فرقاً نوعياً للأفضل عما كان من قبل.

كثيراً ما فاز مرشحين لا فكر لهم ولا كفاءة سوى دعم شخصيات دينية وسياسية بارزة لهم فانتخبهم الكثيرين من الناس وفق ذلك وحسب.

قطيع بشري رهن إشارة قادة رعاة ممن أيضاً يتصورون أنفسهم ناجحين ومصلحين وخيّرين لمجرد دعم شعبي لهم وهم بالحقيقة أسفل سافلين.

أكثر هؤلاء الفائزين في الإنتخابات السابقة فشلوا فشلاً ذريعاً لما تسنموا مسؤوليات ومهام ليسوا أهلاً ولا هم كفؤاً لها فلطخوا وجوههم بسخامٍ أسود ليجعلوا من أنفسهم حدادين مهرة فصاروا مهرة (فقط) بتسخيم وجوههم بالسواد ولم يصبحوا حدادين أبداً.

لم تشفع لهم وسائلهم الإعلامية ومنشوراتهم الدعائية وتبعياتهم الدينية والسياسية بتنظيف تلك الوجوه الملطخة بالسواد إلا بزيادة سوادهم سواداً ونفاقهم نفاقاً.

بالطبع فقط العاقل النبيه من يراهم كذلك فجمهور الجهلة يعاندون وينافقون للحفاظ على ميلهم الديني والسياسي لتيار أولئك السياسيين والمسؤولين وسياساتهم فيصرون أن سوادهم بياضاً وأعوجهم مستقيماً.

(صخّم وجهك وصير حداد) مثل عراقي دارج يُقال لمن يعمل عملاً هو ليس أهلاً له وليست له الكفاءة ولا الفكر لإنجازه.

أتتصورون أن الوزراء الحاليين صاروا وزراءاً لكفائتهم؟!

أو أن سفيراً أو قنصلاً تم تعيينه في الخارج لأنه كفوء؟!

إن كادر ادارة مكاتب الوزراء والمسؤولين وكبار مسؤولي دوائر الدولة وكبار موظفي تلك المكاتب والوزارات والسفارات والقنصليات، كلهم تم زجهم ولصقهم بمناصبهم تلك لتبعية حزبية وتزكية ألصقته بمنصبه رغم الأنوف، وأما من كان مستقلاً ويحمل فكراً وأداءاً ادارياً سابقاً مميزاً فلا يشفع له ذلك بشيء ولن يتم تعيينه وليضرب رأسه (بالحايط) ما لم يتم الدفع به حزبياً وطائفياً.

فازوا بالإنتخابات من قبل مرات كثيرة ولكنهم فشلوا في مسؤولياتهم فكان (الصفر) يرافقهم ما تقادمت الأيام عليهم وهم يعاندون ويغضون النظر عن (صفر) فشلهم بل ويستمرون (بصفرهم) الذي يرافقهم دون إكتراث بل دون (الصفر) قد نزل أكثرهم سالباً يُقرأ لما زادوا السوء سوءاً أكثر والنفاق السياسي والديني نفاقاً أكثر وأكثر.

في الوقت الذي أقصت الإنتخابات وخسر فيها صاحب العقل الناضج والفكر النير.

النجاح في الإدارة وإحداث تنمية والتخطيط لإنجاز مشاريع كبيرة وإعداد برامج منهجية علمية منظمة للنهوض بالدولة والمحافظة والمدينة بما يجلب أكبر قدر من التمتع بثرواتها وتحقيق أعلى سقف من التنمية والعدل في توزيع الثروات وإحداث تشريعات مستقلة وشجاعة تخدم المحافظة، والاستعانة بالخبرات الخارجية وجلب الشركات الرصينة، فيكفي جلوس أعضاء مجالس المحافظات ومجلس الوزراء والبرلمان وهم يصوتون على مشاريع وقوانين وبرامج أما تافهة أو بائسة أو غير مهمة أو مشاريع لم يعدوا لها ويفكروا بها أصلاً وكفى تبعية جهلاء لسياسات سابقة ولكبار شخصيات كل كبرها بالزور والبهتان.

بعضهم يتفاخر بإنجازاته العظيمة عندما يراجعه مواطن فيقضي له حاجته فيفاخر بذلك (وهو/وهي) مجرد أدى واجبه ووظيفته لا أكثر. في الوقت الذي هو نفسه يساهم كل يوم من حيث يدري أو لا يدري بتردي أحوال مئات الالاف من المواطنين بجلوسه في مقعده دون إحداث أي تنمية وتطوير يُذكر للمحافظة التي هو مسؤول فيها أو ممثل عنها.

وغيرهم من الذين كل همهم تغطية نشاطاتهم إعلامياً لإضفاء هالة من وهم الإنجازات والنجاح، والحقيقة أن نشاطاتهم المزعومة تلك مجرد واجبات عادية مكلف بأدائها.

يجب عدم تكرار خطأ إنتخاب اولئك المرشحين الفاشلين الذين لم يحدثوا أي تغيير يذكر في السنوات الماضية، فكان همهم الكبير أن يكسبوا رضا قادتهم الدينيين والحزبيين وكسب ود حاشيتهم وجماعتهم على حساب الفشل الكبير في الإدارة لمحافظة يسكنها مئات الالاف من الناس.

يكون النجاح في إعداد برامج ومشاريع وقوانين وخطط تحدث نقلة نوعية بالاستفادة من فظاعة أخطاء الماضي لتجنبها في تغيير بؤس الحاضر والسعي للتألق والنجاح في المستقبل.

هنالك الكثير من الكفاءات الفكرية ممن يمكن إستشارتهم والاستعانة بخبراتهم فليس العيب بالاستشارة والتعلم عند عدم المقدرة، بل العيب أن تجلس كالجماد تسيء حكم مئات الالاف من الذين بإمكانك من خلال منصبك أن ترتقي بهم للأحسن.

يجب أن يكون لدى كل مرشح للإنتخابات برامج وأفكار واضحة والسعي لتنفيذها في حالة فوزه في الإنتخابات حتى يسمى مرشحاً فائزاً ومن ثم ناجحاً.

على ضوء أفكار المرشح يكون إنتخابه، بأن تعرف من تنتخب أما بمعرفة شخصية أو بتجربة سابقة أو فكر يشفع له أن نعطيه صوتنا الإنتخابي أو من ينتمي لهم.

إن تجارب السنين الماضية بينت من هو ذو فكر سليم صالح ومن هو ذو فكر عقيم طالح، ولمن يتبع الاثنان. والغالبية العظمى منهم فاشلة بامتياز فهل من متعظ من الناس أم سيتم تكرار تلك الوجوه وحتى الجديدة التابعة منها ولكنها تابعة لذات الجهات القديمة ممن غيرت إسمها فقط وبقى الفشل على حاله بل زاد.

[email protected]

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق