ينفعُ تحديثُ سجلِّ النَّاخب لضَمان مشاركتهِ في الانتخابات النيابيَّة القادِمة، وهو أَمرٌ حسنٌ ومهمٌّ للغايةِ يحمي حقَّ النَّاخب الدُّستوري في الإِدلاءِ بصوتهِ في صُندوق الاقتراع!.

ولكن؛ هناك سِجلٌّ آخر ينبغي على النَّاخب فحصهُ والتَّدقيق بهِ من الآن ليُحسن إِختيارهُ هذه المرَّة فلا يستنسِخ نفس الوجوهِ الكالحة التي ظلَّت تتحكَّم بمفاصل العمليَّة السياسيَّة برُمَّتها طِوال السَّنوات الـ [١٥] الماضية من دون أَن تجلب الخير للعراق! أَو حتَّى تدفع عَنْهُ مفسدةً!.

إِنَّهُ سجلِّ المُرشَّح!.

لا أَحدَ يُعِيْرُ أَيَّ اهتمامٍ لَهُ! ولا أَحدَ يسأَلُ عَنْهُ وينقِّبُ فِيهِ رُبما بسبب المعايير التي يعتمدَها النَّاخب عند التَّصويت للمرشَّحين!.

إِذا أَراد النَّاخبُ أَن يترُكَ بصمتهُ في عمليَّة التَّغيير المُرتقبة وإِذا أَراد أَن يُزيح الوجوه الكالِحة عن المشهد السِّياسي وإِذا أَراد أَن يُعاقب [العِصابة الحاكِمة] من خلالِ صُندوق الاقتراع فانَّ عَلَيْهِ أَن يعتمدَ معياراً واحداً فقط لا غير عندما ينتخب ليمنحَ ثقتهُ لمرشَّحٍ ما!.

ذَلِكَ هو مِعيار الإِنجاز!.

أَتصفَّح أَحياناً مواقع التَّواصل الاجتماعي فاطَّلع على أَسماء مرشَّحين تافهين لدرجةٍ كبيرةٍ! وأَتفه منهم ذاك النَّاخب الذي سيمنحهُم ثقتهُ!.

فيهم الكذَّاب والمُنافق والُّلص و[العِمامة الفاسِدة] ومَن إِعترفَ بفشلهِ ومَن لا يحمِل من الخُصوصيَّة إِلّا كونهُ [زَوج بنت دولة رئيس الوُزراء]!.

إِنَّ إِعتماد مِعيار الإنجاز يعني التَّدقيق في سجلِّ المُرشَّح الانتخابي إِذا كان قد خدمَ في الشَّأنِ العام، فمثلاً؛ إِذا كان نائباً في البرلمان فينبغي العَودة إِلى سجلِّهِ تحت قُبَّة البرلمان لنعرف؛

* كم مشروعِ قانونٍ تقدَّم به؟!.

* وكم مشروعِ قانونٍ نجح في تمريرهِ؟!.

* وما هي طبيعتها؟ قُربها وبُعدها عن مصلحةِ المُواطن وحقوقهِ؟.

* ما هي نسبة إِلتزامهِ بما تحدَّث عَنْهُ في حملتهِ الانتخابيَّة؟.

* هل يظهر من سجلِّهِ الانتخابي أنَّهُ كان مُهتمّاً بالفعل في تغيير حياةِ النّاس نحو الأَفضل وعلى أَيِّ صعيدٍ كان؟! أَم أنَّهُ يُظهر مجرَّد حرصهِ للحصولِ على السُّلطة والاحتفاظِ بها؟!.

* ما هي طبيعة التَّشريعات التي صوَّت عليها والتي لم يصوِّت عليها؟! وكيفَ؟! ولماذا؟!.

* وهل ظلَّ قريباً من النَّاخب؟! أَم أَقفلَ هاتفهُ وتوارى عن الأَنظار؟!.

وإذا كان وزيراً؛

* كم هي نسبة الإِنجازات التي حقَّقها بالمقارنةِ مع وعودهِ التي أَطلقها؟!.

* هل كانت هويَّة وزارتهِ وطنيَّة؟! أَم أَنَّها كانت دينيَّة أَو مذهبيَّة أَو إِثنيَّة أَو حزبيَّة أَو عشائريَّة؟!.

* هل اعتمدَ خلال تصدِّيه للوزارة على الخِبرات والكفاءات بغضِّ النَّظر عن الخلفيَّة بكلِّ أَشكالِها؟! أَم أنَّهُ كان يعتمد الحزبيَّة والعشائريَّة والأَقارب عند التَّوظيف؟!.

* هل تركَ أَثراً في الوزارة وهو يودِّعها؟! أَم خاويةً على عُروشِها؟!.

أَمّا إِذا لم يكُن قد خدمَ في الشَّأن العام نائباً أَو وزيراً، فينبغي التَّدقيق في سجلِّهِ الوظيفي أَو سجلِّهِ في العمل الذي مارسهُ في حياتهِ؛

* هل كان ناجحاً؟!.

* وهل كانَ يتطوَّر ويُطوِّر دائماً في مجالِ إِختصاصهِ؟!.

* ما إِذا كان نزيهاً أَم لُصّاً يسرق جهدَ زُملاءِ العمل مثلاً؟!.

* هل كانَ يُمكِّنهم أَم يتربَّص بهِم؟!.

* هل كانَ حسوداً، أَنانيّاً، حقوداً؟! أَم إِنسانيّاً مُتعاوناً، يُحبُّ الخيرَ لغيرهِ كما يحِبُّهُ لنفسهِ؟!.

* إِذا كان أُستاذاً في قطَّاع التَّعليم [الابتدائي أَو الجامعي لا فرق] هل عُرِف عَنْهُ التَّفاني في جُهدهِ العلمي والمَعرفي؟! أَم كانَ يتعاملُ مع العلمِ كوظيفةٍ يسترزِقُ منها فقط؟!.

* هل كانَ مُعلِّماً ومربِّياً؟! أَم كانَ متهتِّكاً لا يحترمُ الصفَّ؟!.

* وإذا كان طبيباً مثلاً؛ هل كان نزيهاً؟! أَم أنَّهُ كان يُتاجِرُ بمُعاناةِ النَّاس وآلامهُم وأَرواحهُم؟!.

* أَمّا إِذا كان صاحبُ رأيٍ وقلَمٍ [مُحلِّلاً أَو إِعلاميّاً أَو كاتباً] فهل كان وطنيّاً أَم طبّالاً من طبّالي القائِد الضَّرورة والتّاريخي أَو بوقاً من أَبواق السيِّد القائد أَو ذَيلاً مِن ذيُول العِجل السَّمين؟!.

* أَمّا اذا كانَ مُعمَّماً فهل كانَ يُذكِّرُك بالآخرة إِذا نظرتَ في وجههِ؟! أَم أَنَّهُ تاجراً يُتاجرُ بالدِّينِ والمذهبِ وبعِمامةِ رَسُولِ الله (ص)؟!.

إِنَّ للنَّجاحِ معيارٌ واحدٌ فقط لا غير، أَلا وهوَ الإِنجاز! فهو الحدُّ الفاصل الذي يميِّز النَّاجح عن الفاشل! أَمّا أَيَّ معيارٍ آخر كالخلفيَّة بكلِّ أَشكالِها وأَلوانِها والزيِّ بكلِّ أَشكالهِ وأَلوانهِ والشَّهادة مهما علَت أَو هبطَت فهي ليست معيارَ نجاحٍ أَبداً! فكم من بروفسور فاشل خاصَّةً الذين أَنتجتهُم حُقبة الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين ومن بعدِها حُقبة التَّغيير التي انتشرت خلالَها ظاهِرة تزوير الشَهادات!.

إِنَّ التَّدقيق في سجلِّ المُرشَّحين سيُسقط من حِسابات النَّاخب كلَّ المُنافقين فـ {آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ} على حدِّ قولِ رَسُولِ الله (ص) فما بالكَ إِذا كانَ المُرشَّح يحمل الآيات الثَّلاث مُجتمِعةً؟!.

لا ينتخبُ المنافقَ إِلّا مُنافقٌ مثلهُ! فالطُّيورُ على أَشكالِها تقعُ! وشبيهُ الشَّيءِ مُنجذِبٌ إِليهِ!.

‏ nazarhaidar1@hotmail.com

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق