يجري التخطيط لتحويل مسار التوصيف الى وجهة أخرى بعد سنوات من العيش في ظل الإرهاب بتوصيفه السني الذي عانى منه الشيعة كضحايا لكنهم لايدرون أنه سيلصق بهم ايضا في يوم ما ووفقا لحركة المصالح. فالسنة والشيعة كمواطنين ليسوا سوى ضحايا لهذا التوصيف لكن الواقع يتطلب النظر الى الأمور من زاوية اخرى.

الجهد السعودي الإماراتي ينصب على تشكيل لوبي سياسي إعلامي في الداخل الأمريكي يعتمد المال والتواصل وتأسيس شركات دعاية تعلن المملكة بوصفها ضحية للإرهاب والتركيز على حل القضية الفلسطينية، وإطلاق يد الدول الكبرى في المنطقة على المستوى الإقتصادي وفتح الباب للشركات العملاقة ورمي الإرهاب بوصفه السني وراء الظهور، والتركيز على الدور الإيراني المقلق الذي يتحرك وفقا لمعادلة صراع مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي والذي يتطلب ان تكون إستراتيجيته موضوعة لتدمير إسرائيل.

وبينما يحتفل الشيعة بفلسطين ويتغنون بالمقاومة يجري التحضير لضم الجماعات السياسية والدينية الفلسطينية الى مشروع تهدئة كالذي جرى مؤخرا بين غزة ورام الله وبالتنسيق مع واشنطن مع تخدير الدب الروسي وشيطنة قطر أكثر مما هي متشيطنة ومعها تركيا الأوردوغانية التي تحاصرها الهموم من كل حدب وصوب وتقاطعها اوربا ويغمزها الاكراد من الجنوب وتسريع خطوات كبح جماح الجماعات الدينية السنية أو ترويضها والقضاء على التنظيمات العنيفة كداعش والقاعدة بأجنحتها العاملة في المنطقة العربية تحديدا تمهيدا لتطبيق الإستراتيجية الامريكية المقبلة والتي سيعلن عنها البيت الأبيض والتي تركز على الإرهاب الشيعي الذي تقوده إيران ويضم حزب الله والحرس الثوري وجماعة أنصار الله الحوثية وفصائل شيعية عراقية غضت واشنطن الطرف عنها بسبب الحاجة الى دعم الحملة الدولية ضد داعش.

المسعى الأمريكي ناتج عن ضغط سعودي إسرائيلي سببه هاجس القلق من التهديد الإيراني الذي يدعم القوى المناهضة لإسرائيل في لبنان وسوريا وفي غزة وكذلك نشاط طهران في سوريا والعراق ولبنان واليمن والذي أفشل الحضور السعودي في هذه الجغرافيا التي تتماس مع حدود المملكة وبينما تتمدد إيران وتصنع تأثيرها يجد السعوديون أنفسهم في تراجع يهدد النفوذ الذي يتمتعون به.

الولايات المتحدة تعمل على تقويض الإتفاق النووي مع طهران وتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية وفرض المزيد من العقوبات على قيادات وكيانات إيرانية وأخرى على صلة بحزب الله.

ومع تبني إيران لخطاب المقاومة والعداء لأمريكا وإسرائيل ودعمها لقوى مناهضة للسعودية وإسرائيل ومحاولات التقريب بين الرياض وتل أبيب ستبدو المملكة كحمل وديع في مواجهة الإرهاب الشيعي وبقايا إرهاب سني حليف لطهران وأوردوغان، ولابأس في ضم قطر الى هذا التوصيف في حال لم تذعن الدوحة للضغوط الخليجية وتغير وجهتها التي تعودتها خلال السنوات الماضية وإعتمدت على سياسة اللعب بالتناقضات.

وسيكون فرض العقوبات وإصدار القوانين الصارمة من اولويات الرئيس دونالد ترامب ضد إيران وحلفائها في الشرق الأوسط.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق