20321

موقع الامام الشيرازي

مؤخراً، برزت آراء صريحة لدرجة أنها كانت "صادمة" للكثير، آراء وضعت إصبعها على جرح نازف، ويفترض أن ترسم واقعاً جديداً، وقد لاتسارع العديد من وسائل الإعلام إلى نشر تلك الآراء خاصة التي تضمنت "اعتراف وإقرار" بأن "ليس لدينا نحن المسلمين السنة ما نقدمه للعالم وللإنسانية ولباقي الطوائف سوى القتل والدماء.

 فالعالم شرقاً وغرباً يئن من الإرهاب الإسلامي السني، وتطلب الأمر قيام تحالف دولي لمحاربة هذا الإرهاب. راجعوا التاريخ وانظروا إلى أحوال العالم والطوائف، هل تجدون أتباع دين أو مذهب في كل العالم، يعتقدون أنهم سيحصلون على النعيم والجنة، إذا قتلوا العشرات من الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، غير أهل السنة؟

رجاء لا تقولوا لي أن يقوم بتلك الجرائم شواذ لا يمثلون الإسلام السني. الشواذ في العادة يكونوا معزولين من مجتمعهم مرفوضين مطرودين، في حين ما نلاحظه هو العكس تماماً، فهم يتصدرون المشهد الحياتي بيننا، لذا فهؤلاء ليسوا شواذ بل ظاهرة عامة عند المسلمين السنة".

هذه الآراء والقناعات أطلقها مفكرون ومثقفون من الأخوة السنة، من بلدان خليجية والمغرب العربي ومصر، وغيرها.

أحد مصادر متانة هذه الآراء أنها تنبع من صميم الواقع، فهل لأحد أن ينكر – والكلام لمثقفين سنة – أن "العالم شرقاً وغرباً يئن من الإرهاب السني، فمن قطع رؤوس القرويين المسيحيين في الفلبين إلى قطع رؤوس طالبات المدارس بيد أتباع أبو سياف، إلى قتل السياح في اندونيسيا إلى تفجيرات الهند التي تستهدف الأبرياء الى تفجيرات المساجد الشيعية والحسينيات في باكستان، إلى مذابح مزار الشريف وباميان في أفغانستان التي ذهب ضحيتها الآلاف الأبرياء، إلى تفجيرات شرم الشيخ وسيناء، إلى مذابح الجزائر المروعة في التسعينات التي ذهب ضحيتها مئات آلاف من الجزائريين العزل، إلى التفجيرات التي تستهدف المدنيين في مدن أوربا وأمريكا، إلى الهجوم الإرهابي على نيويورك وواشنطن، إلى جرائم "بوكو حرام" التي يندى لها الجبين، والقائمة تطول وتطول، وليس آخرها المذبحة التي لا تتوقف منذ ١٢سنة في العراق والتي تستهدف الجميع من شيعة وأكراد ومسيحيين والإيزيديين والتركمان وحتى الطير والشجر والحجر".

هذه القناعات بدت انعكاساتها على واقع بلاد العالم بأسره، وليس في بلاد المسلمين فقط، حتى أن صحيفة أجنبية كشفت أن "داعش منتج فقهي سني متشدد، ويتلقى الدعم من أقلية سنية"!. وبالتالي، فإن مكافحة "الفكر – الفقه" المنتج للإرهاب لا يقل أهمية عن مقاتلة الإرهابيين، واليوم على عموم الأخوة السنة اتخاذ "القرار"، فأما أن يختاروا خالد بن الوليد ومعاوية وصلاح الدين الأيوبي أو أن يختاروا الإسلام الذي جاء به الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) رحمة للعالمين.

* أجوبة المسائل الشرعية العدد (206)
http://alshirazi.com/rflo/ajowbeh/ajowbeh.htm

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق