سعت سلطات المملكة إلى الإستفادة من ملف أحداث حراك الشرقية والعوامية لجعل (العوامية والقطيف وأهل المنطقة الشرقية وكذلك البحرين) كبش فداء للخروج من ازماتها وللقضاء على اي حراك مطلبي شعبي ومنع تكرار ما حدث في عام 2011 من حراك شعبي في انحاء الوطن ضدها، ولتحقيق الكثير من الأهداف منها:

امتصاص الغضب الشعبي المتصاعد ضد سلطتها حيث شهدت مناطق البلاد مظاهرات واحتجاجات واسعة للمطالبة بالإصلاح والتغيير.

تغيير اتجاه الشارع الغاضب واشغاله عبر اثارة النعرات واللعب على الوتر الطائفي البغيض والتأجيج والتجييش ضد أهل الشرقية وبالخصوص القطيف والعوامية والاحساء والبحرين، والتخويف من خطر المكون الشيعي ومن الحراك في الشرقية وجعله العدو الأول الذي للاسف يتسابق له مرضى الطائفية الذي يؤمنون بفكر السلطة.

اتخاذ العوامية وقضية المطلوبين شماعة لتعليق اي فشل أمني وتنموي، وزيادة التجييش الطائفي ليقف بقية الشعب معها في ظل التأجيج الطائفي في المنطقة.

تشغيل الأمبراطورية الإعلامية الهائلة ضد حراك الشرقية وربطه بالخارج واتهام افراده بالخيانة والعمالة.

لجوء السلطة لاستخدام كلمة الإرهاب المطاطية ووصف المشاركين في التظاهرات والمطلوبين بالإرهابيين (دون دليل) لخداع الإعلام الأجنبي والحصول على التأييد الخارجي لكي تمارس أبشع اساليبها الدموية ضد من تصفهم بالإرهابيين.

إعدام رمز الحراك الشهيد الشيخ نمر النمر وتشويه سمعته وزج اسمه بالإرهاب والارهابيين.

تخويف المجتمع وبالخصوص الشخصيات والقيادات من ان مصير اي شخص يعارض السلطة أو يخرج في مظاهرات هو الاعدام باسم الإرهاب.

تهديد اي شخص لا يقف مع السلطة بكونه داعما للارهاب، مما أدى لتسابق بعض الشخصيات إلى تأييد روايات السلطة بوصف المشاركين في التظاهرات بالإرهابيين (دون دليل).

استعراض السلطة عضلاتها وقوتها البوليسية الحربية لإثبات هيمنتها وارداتها بالقمع والتدمير والحرق والقتل والتهجير.

تمكن السلطة من اختراق مجتمع الشرقية بطريقة لم تحدث من قبل واخضاع رموزه، اشعال الفتنة في المجتمع الشرقي.

تدمير آثار وتراث المنطقة وشراء أراضي في وسط الاحياء باسم السلطة.

إهانة عقيدة المكون الشيعي بالدخول إلى أماكن العبادة، والرقص فيها والاستعراض على أساس تحقيق هزيمة بمذهب وعقيدة أهل البيت.... وهذه الأهداف حتما تخضع ضمن مشروع لمؤامرة كبرى.

تساؤلات مثيرة؟؟

هل تسعى السلطات من خلال التدمير والحرق وتهجير الأهالي وشرائها للعقارات في العوامية وفي محافظة القطيف والأحساء والشرقية وكذلك في البحرين مع التجنيس لفرض تغيير ديمغرافي حسب مزاجها بطريقة جديدة مختلفة عن السابق على أساس أن الأرض لها بعد شرائها من أصحابها، وهي حرة في منحها لمن تريد وفعل ما تريد، ولماذا تستخدم أبشع أساليب العنف والدمار مع ملف العوامية؟.

ألا يوجد لدى السلطة قدرة على معالجة أي مشكلة وطنية عبر طرق أفضل بعقل وحكمة بعيدا عن اشعال حرب ضد عشرات الالاف من السكان، للقبض على أشخاص أقل من عدد أصابع اليدين كما تقول هي؟.

هل يحق لأي سلطة حاكمة أن يصل بها (..) أن تقوم بتغيير ديمغرافي عبر شن الحرب وشراء العقار من المواطنين؟.

دور السلطة (الحكومة) في الدول الحديثة هو الاشراف لخدمة مصالح الشعب، فهي جهة منفذة عبر الوزارات والهيئات وهي سلطة مسؤولة يمكن محاسبتها على أي تقصير وهذا من حقوق الشعب في الدولة الحديثة، وان قيام السلطة الحاكمة باستغلال نفوذها لفرض التغيير لشعب أصيل يملك الأرض قبل تأسيس الدولة الحديثة بمئات السنين، يعد جريمة تخالف كافة القوانين وينبغي محاسبتها، ولهذا على الشعب ان يكون واعيا لسياسة العائلة الحاكمة.

ان ما تقوم به سلطة الرياض من استهداف المنطقة وبالخصوص العوامية في هذه المرحلة بشن حرب شعواء باستخدام كافة الالات الحربية مدرعات ودبابات وطائرات، بعد حملات اعلامية ضد أهالي المنطقة الشرقية، وحملات لتشويه سمعة المطلوبين وحملات من القمع والاعتقال والتعذيب والاعدامات، هو لزرع الترهيب والخوف في الشعب من مخالفة توجهاتها ولأجل إخضاعه وإرهابه أكثر، وحتما للسلطة أهداف كبيرة تتجاوز حدود العوامية والمطلوبين ومنها:

ان العائلة الحاكمة تحاول بسط ارادتها الدموية القمعية وهيبتها الوحشية واثبات قوتها ووجودها حتى لو أدى لموت مئات الالاف وليس المئات وتجريف مدن وليس ارضا، فهي لا تهتم بالمواطن والوطن.

تريد السلطة إيصال رسالة لكل النشطاء والحقوقيين في الوطن من كافة المناطق والفئات والتوجهات بان الدولة ستمارس معهم أبشع الاساليب القمعية الوحشية أي رسالة تخويف وإرهاب.

بداية مشروع مؤامرة

الحرب الشاملة التي تقوم بها سلطة الرياض في المنطقة البحرين والشرقية وبالخصوص في العوامية، تمثل بداية مشروع للنظام أكثر من مجرد القبض على مطلوبين للجهات الأمنية بسبب الحراك السياسي والمظاهرات ومعارضة النظام، فالذي يحدث من تدمير شامل للعوامية يتجاوز حي المسورة التاريخي والعوامية والقطيف والشرقية والبحرين، والنفس الطائفي الذي ظهر به الجنود والعسكر عند الدخول إلى مسورة العوامية وما قاموا به من إهانة لدور العبادة والعقيدة والرموز هو استفزاز للملايين من أبناء مدرسة أهل البيت، ويؤكد ذلك على مدى التجييش والتحريض والكراهية لدى هولاء وغيرهم الكثير ضد المكون الوطني الشيعي وعقيدته عبر مؤسسات الدولة كالإعلام والتعليم حيث تدرس ذلك في مناهج التعليم والتي للاسف الشديد مازالت لغاية اليوم، وهي نفس الأفكار التي يؤمن بها داعش والجماعات التكفيرية. والأيام القادمة ستكشف المزيد من المؤامرة.

هل يؤمن المرء على نفسه ويثق في جنود وعسكر لديهم هذا النفس الطائفي الداعشي التكفيري، وفي السلطة الداعمة والمؤيدة لذلك الفكر؟.

أين بعض الشخصيات من المكون الشيعي الذين يمدحون السلطة ويصفونها بذات حكمة وعقل، والذين يتسابقون بالتطبيل لها وتأييدها والثناء على العسكر.. مما يحدث في مناهج ومؤسسات الدولة ومنها العسكرية تجييش وحقد وكراهية وقتل بنفس طائفي، والمسؤولة عن صناعة التكفيريين والارهابيين الذين استهدفوا دور العبادة للشيعة في الأحساء والقطيف وغيرها من مدن داخلية، وفي الخارج دول كالكويت والعراق وغيرها؟.

إذا كان للسلطة مشروع القتل والتدمير والفتنة، فينبغي على أهل المنطقة ان يكون لديهم مشروع الحياة بكرامة وعزة والتمسك بالأرض واعمارها، وان يقف الجميع ضد مشروع القتل والتدمير والتشويه والإهانة للعقائد والرموز، بشكل عملي فالحياة الكريمة والمحافظة على الأرواح والأرض لبناء مستقبل أفضل للجميع وبالخصوص للاجيال القادمة فهي تستحق البذل والتضحية والتعب والتحمل وعدم الاكتفاء بالتفرج. كما ان العوامية مدينة غالية، وأهلها جزء من أهالي المنطقة، فينبغي التحرك لإيجاد حل بعيدا عن سفك المزيد من الدماء مهما كان المبرر، نعم الأهم حاليا إنقاذ الأرواح والتمسك بالأرض، وافشال مشروع المؤامرة، قبل وقوع الكارثة فلا ينفع حينها الندم.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق