عندما نطالب بسحق الإرهاب، ونتحدث عن إستهداف الجنود العراقيين، وجرائم التكفيريين الذين لايميزون بين مواطن ومواطن. لانرغب بالذهاب الى دائرة التصعيد والشحن الطائفي، ونقول.. قال السنة، وقال الشيعة. بل نطالب ببناء دولة قوية تضرب على رأس كل من يريد أن يكون دولة لوحده، ولايرعوي، ويتجاوز القانون، ويعتدي على الحرمات.
الإرهاب وداعش، وكل من يتجاوز على الناس هو متمرد على القانون، وسواء كان خطابه دينيا، أم عشائريا، أم مناطقيا فيجب أن يقمع، ويتم ترهيبه، وتأمين المواطنين العاديين بكل الوسائل المتاحة عسكريا وقانونيا وإقتصاديا، وان لانستسلم لطموحات من يريد للدولة أن تبقى (سايبة عايبة) ليستمر بجني المكاسب والمناصب، ويتربح على حساب دماء الأبرياء ومعايشهم وكراماتهم، وهذه مسؤولية أخلاقية تقع على عاتق من بقي لديه بعض الشرف من المشتغلين في السياسة والدين والثقافة والصحافة والأكاديميات والمتنورين في المجتمع.
مؤلم جدا أن نرى العراقيين ينحازون الى مذاهبهم وقومياتهم بطريقة فجة ومخيفة وباعثة على القلق من تدهور الأوضاع لتصل الى مرحلة الإستسلام الكامل للتطورات في المنطقة، والتحول الى مجرد أدوات وأتباع لاحضور ولاوجود ولاتأثير لهم إلا بمقدار علاقتهم بهذه الدولة، أو تلك، وبمقدار ماتفضله تلك الدولة التي يعمل لحسابها مواطنون بمختلف المستويات، فهناك من يربط مصيره ومصير بلده بمواقف وقرارات دولية وإقليمية ولايخرج عنها، ويتقوى على شريكه في الوطن من خلال أدوات خارجية يدفع ثمنها من ولائه ووطنيته وإنسانيته، وبينما تنهض الشعوب وتتطور ننزاح نحن الى دائرة مواجهة غير أخلاقية نكون نحن القتلة فيها والضحايا معا بل والأدوات أيضا، بينما للأجنبي والخارجي الفرجة والمنفعة.
يبدو المواطنون العراقيون في حالة يأس وإحباط، ويبدو الساسة كذلك، والجميع يجري لاهثا خلف أمنياته ومطامحه التي يريد لها أن تتحقق ولو كان الثمن دمار بلده وتفتته وضياعه، وخسارة العلاقة مع الشركاء الأساسيين فيه، ومثل هؤلاء بل وأسوأ منهم السياسيون الذين يفقدون ثقتهم بأنفسهم مع إستمرار الفشل، ويفقدون الرغبة في العمل والكد من أجل بناء الدولة وينحصر همهم في بناء ممالكهم الخاصة، وتأمين مصالحهم، فهم يشعرون بغياب الرؤية، ولايجدون وحدة حقيقية بينهم على المباديء الأساسية والمصالح الوطنية المشتركة، ولايعودون سوى صدى لصوت أعلى، وممثلين لمصالح دول، بينما يغيب الوطن، ويضيع في الضباب.
العراقيون بحاجة الى العودة الى ذواتهم والثورة من أجل وطنهم.
اضف تعليق