كان العدد كبيرا الذي أحصته وسائل الإعلام 39 قتيلا، عدا عن عشرات من الجرحي في موقعة هيسل الملعب البلجيكي الفخم الذي إحتضن لقاء اليوفونتوس بقيادة النجم الشهير ميشيل بلاتيني بطل أمم أوربا مع منتخب فرنسا 1984 والمتحفز لقيادة كوكبة السيدة الإيطالية العجوز للظفر بدوري الأندية الأوربية البطلة ضد النادي العريق بمنافس عنيد من إنجلترا هو ليفربول بقيادة الويلزي آيان راش.
المباراة إنتهت بكرة من قدم بلاتيني الذي أودع ضربة الجزاء الوحيدة في المرمى الإنجليزي بعد تأخر دام لساعات تخلله موت ودماء وجروح وتدافع، وكان جزاء الإنجليز أن حرموا من المشاركات الأوربية لسنوات قبل أن يعودوا الى المنافسة ويلعبون من جديد.
مضت حقبة بلاتيني، وجاءت الحقبة المارادونية مع نابولي بعد كأس العالم في المكسيك 1986 التي أظهرت الموهبة الخارقة لأرماندو مارادونا الذي قاد الأرجنتين للفوز بالكأس العالمية، ثم إنتقل للعب مع نادي الجنوب الإيطالي، ويقوده الى البطولات المحلية ولقارية، وكانت تلك الفترة مبشرة بكرة قدم رائعة مع اليوفي والميلان العريق والأنتر ونابولي، عدا عن الأندية الإنجليزية (تشيلسي والمان يونايتد وليفربول وتوتنهام هوتسبير ونوتنغهام فورست وأرسنال) بينما كان البايرن يظهر معدن الكرة الألمانية، وكانت إسبانيا من الدول التي تتلقى الهزائم بطريقة مذلة، بل إن هناك الكثير ممن عيروا كيغن كيغان نجم إنجلترا لأنه عجز عن دك المرمى الإسباني في بطولة 1982 لعجز الإسبان الفاضح، ثم هزيمتهم في أمم أوربا في باريس 1984 التي شهدت نجومية متفردة لبلاتيني وجويل باتس وتيجانا ولويس فرنانديز.
كنت أعشق اليوفي في إيطاليا، والبايرن في ألمانيا، وليفربول في إنجلترا، ولم أكن أعرف شيئا عن الدوري الإسباني وكرة القدم الإسبانية الهزيلة، بينما لم تستهوني الكرة الفرنسية حتى مع وجود موناكو نادي إمارة الجمال والراحلة (غريس كيلي والأمير رينيه وكارولين وستيفاني والأمير البيير) ومارسيليا، بينما عقد الأمور أكثر ظهور ليون الذي بقي بطلا لسنوات حتى إنهار أخيرا وخرج لنا (البي أس جي ومارسيليا ونيس) وكانت روعة كرة القدم خلال الثمانينيات والتسعينيات تتنقل بين إيطاليا والملاعب الإنجليزية وبعضا من الألمانية، ومازلت أحب الليفر والبايرن لأنهما يواجهان خصوما عنيدين، بينما كرهت اليوفي حين تربع على عرش الكرة الإيطالية في السنوات الأخيرة وإحتكر النجوم والبطولات، وحطم الكرة الإيطالية التي إفتقدت النجوم، وهجرها العالم، ولم يعد يلتفت الى (السان سيرو) ولا الى (سان باولي) و(لاتورينو) ولا (الملعب الاولمبي) في روما، وإنشغل ببرشلونة وريال مدريد الناديين المسؤولين عن تخريب كرة القدم بإحتكار النجوم والأموال، ولم تعد المنافسة موزعة بين فرق القارة العجوز، وإقتصرت على بضع نواد تتفاوت في القدرة على المنافسة، والإمكانيات المادية، ونوعية النجوم الحاضرين في ميدان المنافسة.
العالم بحاجة الى توزيع عادل لكرة قدم تجعل المنافسة موزعة دون أن نتوقع شكل البطل. فمانراه مزعج للغاية، ويمكن معرفة البطل قبل بدء البطولة وهذا لايترك مجالا للمنافسة، ويحصر الجمهور في مساحة مناصرة ضيقة، ويشير الى أن الرأسمالية البغيضة حولت جمهور كرة القدم الى قطيع تحت بند الإحتكار، وعلى طريقة السياسيين الذي يغرون الجمهور، وربما يتسلطون عليه ويهينونه ويحرمونه من حقوقه الطبيعية ويشترون ذمم الناس بأساليب ملتوية وحيل قانونية.
صرت أكره الأندية التي كنت أعشقها، وأحب الأندية التي كنت أكرهها، فاليوفي عدوي اليوم، والمان أتمنى له الفوز حتى على ناديي المفضل ليفربول، وريال ومدريد والبرشا صارا مزعجين للغاية، بينما نحن نتشوق لإنتصارات فالنسيا وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو لاكرونا وريال مايوركا وغيرها من أندية هسبانيا أو جزيرة الأرانب.
اضف تعليق