عقدت مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، حلقة نقاشية تحت عنوان (الأدب الحسيني في مواجهة الطغاة)، يوم الأحد 22/11/2015، في كربلاء المقدسة.
وابتدأت الجلسة بافتتاحية تحدث من خلالها الكاتب والأديب علي حسين عبيد عن التحديات التي واجهة مسيرة الأدب الحسيني عبر الزمن وكيف حاول الحكام المستبدون الوقوف أمام الحركة الأدبية والشعرية المتعلقة بقضية الإمام الحسين عليه السلام.
وتضمن البرنامج ورقة تحت عنوان "الأدب الحسيني في مواجهة الطغاة" للباحث محمد طاهر الصفار، والذي تناول من خلاله مسيرة الأدب الحسيني وأدب الطف، ومواجهته من للحكام والسلطات الجائرة التي عرفت بعدائها لأهل بيت النبي (ص)، وكيف استطاع الشعراء عبر المراحل التاريخية المختلفة ببث روح الثورة الحسينية الخالدة، حيث ذكر الباحث الكثير من الشخصيات التاريخية التي استطاعت ان تغير مجرى التاريخ عبر بث الرسائل الأخلاقية والثورية النابعة من الثورة الحسينية.
وأشار الباحث الى ان كربلاء أصبحت النشيد الحزين لدى الشاعر فقد أصبحت أنشودته الحماسية في التنديد بالظلم، وكل الثورات التي أعقبت ثورة الحسين استمدت من كربلاء هذا المعنى وأصبحت كربلاء المثال والرمز الرافض للظلم وعلت أصوات الشعراء باسم كربلاء.
واكد الباحث انه الضروري الحديث عن الجريمة التي ارتكبها الأمويون والعباسيون والتي تضاف إلى سجل جرائمهم وهي جريمة قتل الكثير من شعر كربلاء والذي يمثل ذروة التراث الإسلامي ومحاولة إبادته لما يشكله من رعب لهم لأنه يكشف جرائمهم ويثير الرأي العام ضدهم.
وتضمن البرنامج مداخلات عديدة من قبل الحضور، كان منها مداخلة للدكتور صادق الموسوي رئيس جامعة أهل البيت (ع)، الذي تحدث بدوره عن عظمة الملحمة الحسينية مشيرا الى وقتها الذي لم يدم سوى ساعات قليلة وما احدثته هذه المعركة من تغيير لمجرى الأحداث وتداعيات الثورة فيما بعد وكيف انقلبت الأمور على الحكم الأموي.
من جهته اشار الشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، الى ان الشعر الحسيني اقوى من التاريخ الذي كتبه مؤرخو السلطة، داعيا الباحثين والمختصين الى كتابة التاريخ من خلال المعاني التي تضمنها الادب الحسيني كما فعل الشيخ العملاق العلامة الاميني في موسوعة الغدير.
وأضاف ان الشعر الحسيني يجسد القيم العظيمة التي نهض من اجلها الامام الحسين عليه السلام والتضحية بكل ما لديه هو من أجل ان يعيش الانسان بكرامة، ومن أجل ان تكون حياتنا أفضل بحيث يستطيع من خلالها الانسان ان يستثمر الحياة بأفضل ما يمكن، فالإمام الحسين (عليه السلام) استشهد من اجل ان نحيا بكرامة وحرية وايمان، مضيفا اننا اليوم مطالبون بان نستكشف كل القيم النبيلة من خلال الأدب الحسيني.
من جانبه تحدث الأديب فاضل عزيز فرمان، عن الحركة الشعرية تاريخيا وتحديدا في العصر الأموي وكيف انها كانت تعقد في اجواء مشحونة باللهو والطرب والمدح، وكيف استطاعت ثورة الإمام الحسين ان تغير من مسيرة الشعر لتكون الحركة الشعرية رفضا للظلم وبالتالي أصبح الشعر وثيقة ضد الظالمين ليكون الامام الحسين بمسيرته هو من أحيا الشعر.
بدوره تحدث مدير مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام علي الطالقاني، عن موقع الشعر واهميته في الحضارة الانسانية واصفا ايها بانه لغة الحياة لأنه يعبر عن المشاعر والأفكار.
واضاف الطالقاني، ان المكتبة الاسلامية اليوم بحاجة الى كتب تترجم وتصنف تراجم الشعراء واخبارهم وآثارهم بشكل يتناسب مع كل حقبة زمنية بحيث تكون هذه الكتب مصدرا ومرجعا علميا.
من جهته تحدث الاديب عادل الصويري عن البعد العقائدي في الشعر الحسيني حيث ان مراثي الإمام الحسين عليه السلام ذات البعد العقائدي بدأت منذ اللحظات الأولى لاستشهاده من خلال أبيات لم يتم التصريح بأسماء قائليها خوفاً من بطش السلطة الأموية الجائرة، مشيرا الى أهمية الحداثة في الشعر الحسيني وان الكثير من الشعراء اشتغل على قضية الإمام الحسين عليه السلام بملامح تجديدية صاغوا من خلالها جملاً شعرية أتاحت الغوص فيها بعيداً والتأمل في مدياتها لما لها من عمق تصويري وجمالي.
كما كانت المداخلة الأخيرة للدكتور محمد عبد فيحان التدريسي في كلية الصحافة، عن تراث الإمام الحسين عليه السلام الذي قال عنه كان المادة الاساس للمسيرة الأدبية والشعرية، كاشفا عن التحديات والقمع الذي تم ممارسته تجاه أدب الطف، مشيرا الى تداعيات هذا القمع على مسيرة الأدب والشعر، مضيفا ان الامام الحسين عليه السلام هو الذي خلد الشعراء الحسينيين.
واختتم البرنامج بالإجابة على ما طرحه المشاركون من تساؤلات بخصوص البحث.
اضف تعليق