يجب تطمين الطفل عند الخروج من المنزل واخباره بكونهم سيعودون عند انقضاء وقت الدوام او العمل الذي ذاهبون لقضاءه، لكون ذلك سيمنحهم امان نفسي وامل بعودتهم لتبديد هاجس المغادرة، اذ ان كثير من الاطفال يخافون من عدم عودة والديهم الى المنزل بعد أي خروج...

بديهياً ان يرتبط الابن بوالديه ارتباطاً فطرياً، وهو ما يجعل الطرفين محبذين لهذا الارتباط ومستعدين له لكن الخشية تكمن في ان يتحول الى تعلق مرضي فلا يستطيع الطفل الانفصال عنهما وهو ما قد يسبب العديد من المشكلات للأبوين والطفل معاً، فكيف يمكن ان نتعامل مع هذا التعلق دونما يؤثر سلباً على الطفل على اعتباره الحلقة الاضعف والاكثر حاجة الى الاحتواء والاحتضان؟

إن الأمومة أو الأبوة أمر غاية في الروعة والجمال والحياة بدون هذا الامر ستبقى منقوصة الى اهم ركائز امنها واستقرارها ولكن رغم ذلك نحتاج جميعا إلى مساحتنا في بعض الأحيان، والتعامل مع طفل ملتصق بك أكثر من اللازم قد يكون خانقاً ومتعباً للابوين، كما انه يضر بنمو شخصية الطفل فمن المهم للطفل أن يتعلم كيف يكون مستقلاً.

مثال:

لي زميل يصطحب طفله ذو الثلاث سنوات معه الى مكان العمل وكنا نعتقد للوهلة الاولى ان منفصل عن والدته او انها مريضة وغير قادرة على ابقاء معها وبعد ان تكرر الامر اصابنا فضول لمعرفة سر هذا التلازم بينه وبين طفله الصغير، ليجبنا بالمعنى وليس بالنص انه المنزل سيتحول الى حجيم ان على امه ان لم يصطحبه معه وهو ما يجبره على ذلك على الرغم من مقيد له ويعرضه للانتقاد في العمل.

بعض الاباء والامهات ولعدم علمهم بعواقب تعلق الطفل بهما يتفاخرون بكون ابناءهم متلصقين بهم في عند الجلوس، عند النوم، عند الخروج الى الاسواق، وفي كل تفصيلات الحياة الصغيرة، لكن بمرور الوقت يرون ان الامر مقيد لهم وسالب لحرياتهم فيبدئون بالبحث عن طرق واساليب تفك هذا التعلق او تقلل منه على اقل تقدير.

كيف نتعامل مع تعلق الطفل بوالديه؟

عبر عدة سلوكيات يمكننا ان نقلل من ذلك التعلق لتجنب المشكلات التي تنتج عنه، ومن اهم هذه السلوكيات هي:

اظهار التعاطف معه حيث ان سلوكية التعاطف من اكثر السلوكيات فاعلية في تقليل التعلق وذلك يتم عبر الربت على كتف الطفل والتحديق بوجهه واللعب بشعره حين يريد مرافقتها، وهذا ما يجعل يفهم ان ابواه غير متثاقلين منه لكن خصوصية بعض الاماكن التي سيذهبان لهما لا تسمح لهما بمصاحبة الاطفال مثل مكان الدوام او لقاء احد او ماشاكل.

ومن المفيد لفك هذه التعلق هو ابرام عقد اجتماعي مع الطفل، على سبيل المثال الاتفاق معه ان يجلب له ما يحتاجه من حاجات عند عودته من الدوام مقابل البقاء في المنزل والحفاظ على الهدوء والابتعاد عن الصراخ والمطالبة بالخروج، وفي هذا العقد يجب الالتزام من قبل الوالدين ليلتزم الطفل بالعقد ايضاً والا فلا نتيجة ترجى من هذا الاتفاق لان الطفل بالتأكيد لن يلتزم بها مرة اخرى.

ومن الاهمية بمكان ان يضع الوالدين حدود للاطفال والعمل على عدم تخطيها، وهنا يجب اتابع اسلوب الاقناع وليس الفرض لان الاقناع سيكون اساساً للحل بينما الفرض سينتهي بمجرد تمكن الطفل من الانتصار لنفسه، فلو استطعنا ان نفهم الطفل انه يجب ان يتواجد في الروضة او في المدرسة او في المنزل في ايام العطل فسيعرف انه عليه الذهاب لهذه الاماكن وعدم ملاصقة والديه اين ما يذهبون.

ومن الجيد توفير بعض الالعاب في المنزل يمكن عبرها ان يملئ الطفل وقته ويبدد طاقته التي لابد تتبدد، وحين يجد الطفل ما يلهيه حتماً سيخف لديه التعلق بوالديه لكونه يبحث عن المتعة وقضاء الوقت حين يريد الذهاب معهم.

وفي الختام يجب تطمين الطفل عند الخروج من المنزل واخباره بكونهم سيعودون عند انقضاء وقت الدوام او العمل الذي ذاهبون لقضاءه، لكون ذلك سيمنحهم امان نفسي وامل بعودتهم لتبديد هاجس المغادرة، اذ ان كثير من الاطفال يخافون من عدم عودة والديهم الى المنزل بعد أي خروج، وبهذه السلوكيات يمكن فك الارتباط غير الطبيعي بين الطفل ووالديه.

اضف تعليق