ولولا ذلك الدور لانطمست تلك المعالم فضلا عن دورها الخطابي المجلجل والمزلزل امام الجماهير وفي محاضر الطغاة كعبيد الله بن زياد والطاغية يزيد اذ يروي ارباب المقاتل الدور الفاعل للسيدة زينب وبما يشبه الملاحم الاسطورية لامرأة شجاعة في غاية الشجاعة والكمال الرزين والمنطق الحصيف والرزانة التي...

ما الدروس المستفادة من كربلاء بخصوص المرأة ودورها في الحياة السياسية؟ وكيف يمكن للمرأة المسلمة ان تسير على خطى المرأة في النهضة الحسينية والاسهام في التغيير الإيجابي والتصدي لمظاهر الانحراف بالسلطة؟

انطلاقا من الدور الاستراتيجي الهائل الذي لعبته عقيلة بني هاشم السيدة زينب بنت امير المؤمنين عليهما السلام في ادارة دفة النهضة الحسينية المباركة وتكملة الدور الالهي الذي انيط بالمعصوم (ع)، لايمكن فصل الادوار الجهادية عن بعضها البعض سواء مايخص منها الجهاد في الميدان ام في خارجه، وقد كان الدور الذي لعبته المرأة متمثلا بالسيدة زينب (ع) مكمّلا للدور الجهادي والتضحوي الذي لعبه الرجل متمثلا بالمعصوم (ع) ورفاقه الميامين (رض) فكان دور السيدة زينب مكمّلا لدور الرجال التضحوي.

 وكلا الدورين يصبان في بودقة واحدة الا وهو الجهاد في سبيل الله وينطلقان من الهدف الاول الذي اعلنه الحسين (ع) في برنامجه الاصلاحي (انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي)، فالإصلاح الحسيني وجهاد السيدة زينب وجهان لعملة واحدة شاء الله ان تكون السيدة زينب (ع) الوجه الاخر من تلك العملة النبوية/ العلوية الخالدة بدليل دورها الاعلامي في التبشير والتعريف لنهضة سيد الشهداء امام الامة.

 ولولا ذلك الدور لانطمست تلك المعالم فضلا عن دورها الخطابي المجلجل والمزلزل امام الجماهير وفي محاضر الطغاة كعبيد الله بن زياد والطاغية يزيد اذ يروي ارباب المقاتل الدور الفاعل للسيدة زينب وبما يشبه الملاحم الاسطورية لامرأة شجاعة في غاية الشجاعة والكمال الرزين والمنطق الحصيف والرزانة التي اذهلت الاعداء قبل الأصدقاء.

 كما يروي التاريخ نماذج عملاقة وسامقة لمايقرب من دور السيدة زينب (ع) مثل العلوية الطاهرة (آمنة) بنت الهدى الصدر شريكة السيد محمد باقر الصدر (رض) في التصدي والصمود امام الطاغية العفلقي ما أدى الى استشهادها في مطامير ذلك الطاغية بعد ان تركت ارثا معرفيا كبيرا للمساهمة في توعية النساء وتثقيفهن الثقافة الاسلامية والاجتماعية والاسرية الرصينة فكان دورها ايضا مكملا لدور اخيها الشهيد (رض) في مقارعة الطغيان والانحراف الشمولي في السلطة فكان المنطق الاسلامي (ذرية بعضها من بعض ) ينطبق عليهما.

 والامثلة كثيرة لمن يستقرئ التاريخ انطلاقا من الدور الزينبي/ الحسيني الفاعل وهو دور يكمل بعضه بعضا وتستطيع المرأة المثقفة والعالمة المجاهدة ان تتأسى بهذا الدور الجهادي والتضحوي للسيدة زينب وتقوم بالتغيير الايجابي في المجتمع والدولة والاسرة ايضا.

* مداخلة مقدمة الى الجلسة الحوارية التي عقدها مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات تحت عنوان (التأسيس لحق المرأة بالمشاركة في الحياة السياسية (قراءة في واقعة كربلاء)

اضف تعليق