هذه المجالس الحسينية والفعاليات التي تقام كلها تكتسب العظمة لأنها ترتبط باسم الحسين ولأجله(ع)، وكل من يحضر المجلس يحمل أسم عاشق وخادم الحسين(ع)؛ لذا عليه التحلي بالصفات التي يحبها الإمام الحسين(ع) مثل الوعي والبصيرة والأخلاق واللباس والخطاب والتعامل والسلوك الحضاري، لتقديم عاشوراء بأفضل صورة للعالم لتكون أفضل رد...
يتجه عشاق الإمام الحسين (عليه السلام) لله تعالى -عز وجل-، بالشكر لأنه جعلهم ينتسبون لمدرسة أهل البيت (ع)، والتشرف باحياء ذكر أمامهم الحسين(ع)، ورفع رايته والتمسك بإحياء شعائره ومبادئه، لأنهم بذلك يشعرون بالحياة في رحابه (عليه السلام) للحصول على رضاء الله -عز وجل- والحصول على محبة جده الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) وأبيه أمير المؤمنين الإمام علي المرتضى، وأمه سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء، وأخيه الإمام الحسن المجتبى (عليهم السلام) فهو وجيه عند الله تعالى، ولأجله يقدمون التضحيات، ويواجهون كل محاولات التضييق والاستهداف من قبل أعداء الحق والعدالة الذين قتله ومن يسلك طريقهم، أعداء جده رسول الله (ص) وأعداء الرسالات السماوية وأعداء الإنسانية..، ومن يتبعهم في هذا العصر؛ ومواجهة اي استغلال للملاحظات للتشويش وتشويه مراسم وشعائر عاشوراء الإمام الحسين الخالدة (ع).
الوعي والبصيرة
مطلوب من كل عاشق حسيني أن يكون واعيا عند احياء شعائر عاشوراء الحسين(ع)، بان هذه المجالس الحسينية والفعاليات التي تقام كلها تكتسب العظمة لأنها ترتبط باسم الحسين ولأجله(ع)، وكل من يحضر المجلس يحمل أسم عاشق وخادم الحسين(ع)؛ لذا عليه أولا التحلي بالصفات التي يحبها الإمام الحسين(ع) مثل: الوعي والبصيرة والأخلاق واللباس والخطاب والتعامل والسلوك الحضاري..، لتقديم عاشوراء بأفضل صورة للعالم لتكون أفضل رد عبر السلوك العملي على كل من يريد التشويش والتشويه لثورة عاشوراء.
شعائر الحسين عالمية
العالم يتابع تفاصيل الاحياء لشعائر عاشوراء التي تحولت إلى حدث عالمي، وفي كل عام تزداد مجالس احياء شعائر عاشوراء الحسين في العالم، وترفرف راية الحسين في كل مكان في أرجاء الأرض، وهذا يغضب أعداء عاشوراء الحسين (ع) الذين يبذلون المزيد من الأعمال الإجرامية والارهابية والحملات الإعلامية المغرضة للتشويش واستهداف ثورة عاشوراء الخالدة، والنيل من عشاق الإمام الحسين(ع).
دور الإعلام
تحية لكل وسائل الإعلام الحسيني بأنواعه المختلفة ومنها: المرئي والمسموع والمكتوب، والقنوات الفضائية ومواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي. ومن المهم أن يشعر القائمون على تلك الوسائل المؤثرة في العالم بأهمية دورهم، ولهذا ينبغي الإهتمام بما يعرض ومراجعة المادة قبل نشرها من قبل متخصصين يملكون الخبرة في المجال العلمي والإعلامي، فالمتلقي مختلف عن السابق؛ إذ كان من يحضر المجلس الحسيني من أهل الحي أو البلدة أو المدينة أو الوطن أو من أصحاب نفس المذهب لأهل البيت (عليهم السلام) أو من المسلمين أو العرب، بل حاليا عبر الوسائل الإعلامية الحديثة العالمية هناك من يختلف معك في الفكر والمرجعية والاختلاف في المذهب والعقيدة والدين والعادات والتقاليد، فهناك من لا يعرف شيئا عن عادات وتقاليد عشاق الحسين في أيام عاشوراء، وهناك من لديه معلومات خاطئة، وهناك من يريد أن يتعرف على فكر أهل البيت (عليهم السلام) وعلى قيم وأفكار ثورة الإمام الحسين(ع)، ولذا ينبغي أن تعرض بضاعة الحسين بأفضل صورة للمتلقي بصورة حضارية عالمية فن التسويق بما يوافق منهج أهل البيت (ع). قال الإمام الصادق عليه السلام: "كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد (أي الاجتهاد في العمل بطاعة الله) والصلاة والخير، فإن ذلك داعية. (أي يكون عملكم الحسن داعياً للناس للدخول فيما أنتم فيه من ولاية أهل البيت عليه السلام)".
وقال أيضا عليه السلام: "كونوا دعاة الناس بأعمالكم و لا تكونوا دعاة بألسنتكم فإن الأمر ليس حيث يذهب إليه الناس.. ".
تقبل الله أعمالكم وجهودكم يا عشاق الحسين، في سبيل احياء مبادئ وقيم ثورة عاشوراء الإمام الحسين (ع) التي هي امتداد لمبادئ وقيم رسالة جده رسول الله (ص).
أيام الحسين
إن الأجواء والمجالس والمواكب والأحداث والخطب التي تقام خلال شهر محرم كلها أيام الحسين، تقام باسم الحسين(ع) فقط؛ ولهذا فهي تكتسب العظمة والشرف الحسيني، فالحضور والاحياء ليس لأجل الخطيب أو الرادود ولا لأجل صاحب المجلس أو ما يقدم في المجلس، بل عشاق الحسين يتحملون كل شيء كالتضييق والمنع والاعتقالات التعسفية نتيجة احياء المجالس في البيوت وبعض المجالس أو رفع الرايات الحسينية أو مواكب الخدمة أو العزاء..، وتحمل الحرارة العالية والرطوبة الشديدة والبرودة القارصة والجوع والعطش والازدحام،.. ويتسابقون بتقديم التضحيات والخدمة لأجل احياء شعائر الحسين (عليه السلام)، وبفضل الله تعالى الذي تكفل بإحياء ذكر الإمام الحسين الذي جعل له عشاق يقدمون التضحيات لأحياء شعائره الحسينية(ع). وبفضل روح التحمل والتضحيات طوال مئات السنين من قبل الأجيال السابقة.. استمرت تلك المجالس لغاية اليوم، وكأن أحداث ثورة عاشوراء وشهادة الإمام الحسين(ع) ومن معه من الشهداء الأبرار وسبي نساء آل بيت النبي (ص) قد حدثت هذ الأيام.
الحضور الإيجابي في مجالس الحسين
يحضر المجلس الحسيني: الكبير والصغير الغني والفقير ومهما كان اللون والمستوى العلمي والشهادات العليا والمناصب الرفيعة..؛ اكراما وتقديرا لصاحب المجلس سيد الأحرار الإمام الحسين (ع) الذي هو أعظم معلم في كافة المجالات، وتقديم أفضل الدروس لمن يبحث عن التقدم والتطور وتحقيق النجاح في الدنيا والآخرة.
ولذا يحرص العاشق الحسيني أن يتجرد من حالة الأنا والغرور المعرفي، وأن يركز على ما هو إيجابي، والدعوة بشكل إيجابي لشعائر عاشوراء والتشرف بتقديم الخدمة وأن يساهم بفعالية كبيرة ليكون المجلس هو الأفضل!. أيها العاشق الحسيني كن عاملا إيجابيا لمبادئ وقيم الحسين (ع).
والابتعاد عن التشويه والتشويش وإثارة النعرات والفتن والنيل من المجلس والخطيب والفكر والروايات وتضخيم الملاحظات ووو، باسم النقد!.
أين الوعي والبصيرة الحسينية من هولاء؟
من المؤسف قيام البعض- ربما نتيجة نقص الوعي والبصيرة والخبرة، وربما بدافع الغيرة والحماس والتعصب لفكرة وتوجه يعتقد به - منذ قبل بدأ أيام عاشوراء الحسين الشهيد المظلوم المذبوح(ع)، بإثارة قضايا جانبية مصاحبة لإحياء عاشوراء الحسين، قد تحدث على صعيد محدود جدا، ومن خلال الإثارة والحملات الإعلامية المضادة وتضخيمها بشكل سلبي،.. تتحول -بسبب من يثيرها- إلى قضية كبيرة تشغل الناس قبل بداية مراسم عاشوراء الحسين، رغم انها غير موجودة بذلك الحجم المضخم إعلاميا..، فيجعلها قضية مثيرة أمام الأهداف الأساسية والاستراتيجية للمشروع الحسيني العظيم، وبدل القيام بالدعوة للقضايا الكبرى والفعاليات الإيجابية الحسينية للعالم، على العكس يقدم مادة لأعداء مدرسة أهل البيت ومنهج ثورة عاشوراء كربلاء الإمام الحسين، لتشويه سمعة الشعائر!.
بإلاضافة قيام البعض بإثارة قضايا معظمها تسقيط في الفكر والسيرة وما يطرح..، وفي الخطباء وغيرها ويتخذ من برامج التواصل الإجتماعي ساحة لطرح ما يريد هو كشخص وما تهواه وتحبه نفسه؛ ويتخذ من اسم الحسين وأيام الحسين منبرا للنيل من الشعائر الحسينية بمبررات.. !.
لبيك يا حسين
إن أيام الحسين (ع) ليست أيام عادية بل عظيمة "لا يوم كيومك يا أبا عبدالله" وكل أيام الحسين عاشوراء لها قدسية لأنها تحمل شعائر الحسين(ع). (كل يوم عاشوراء كل أرض كربلاء).
المجلس الحسيني في شهر محرم الحرام، أيام العَبرة والبكاء والصرخة والحزن..، وأيام العِبرة والإيمان والمعرفة والعزة والشموخ، والإباء والوفاء والولاء والتلبية.. لبيك يا حسين.. لبيك يا حسين.
تعظيم الشعائر والبعد عن السلبيات
إن وجود الملاحظات وربما الأخطاء من قبل بعض من يحيي ذكرى عاشوراء وارد وموجود، حيث إن هذا الاحياء عالمي، وهناك فعاليات تقام من باب مبادرات شخصية، حيث مطلوب من كل عاشق حسيني إقامة مجلس حسيني، ونتيجة تفاوت الوعي والثقافة والمستوى تقع أحداث ليست بالمستوى المطلوب ربما بحسن نية، ولكن لا ينبغي التركيز على تلك الملاحظات وتضخيمها ونشر المقاطع والكتابات حولها عبر برامج التواصل !.
فهناك مقاطع وكتابات لا ينبغي تصويرها والكتابة عنها، لأنها غير (..)!، المشكلة ليست في من قام بالخطأ فقط ربما نتيجة الجهل والاجتهاد الخاطىء، بل المشكلة في من قام بنشرها على مستوى العالم وتشويه كل الفعاليات الإيجابية للشعائر الحسينية وما أكثرها.
الحسين هو الأفضل
نعم مطلوب من كل شيء يحمل اسم الحسين (ع) أن يكون هو الأفضل على كل المستويات، فالإمام الحسين (ع) عظيم، وكل ما ومن يحمل أسمه ينبغي أن يكون عظيما: المنبر الحسيني والقناة الحسينية والموقع والموكب والخطيب والرادود الحسيني، والحضور الحسيني وكل ما يحمل اسم الحسين هو الأفضل، من ناحية التنظيم والترتيب والنظافة والمادة التي تقدم..، فالحسين مشروع حضاري.
وينبغي على من يتكلم حول قضية الإمام الحسين(ع) وخاصة الخطيب الحسيني أن يتحلى بالإيمان والأخلاق والورع الحسيني، ويحمل العلم والمعرفة، وفن الخطابة، وأن يتحدث بما هو متمكن منه، وأن يدعو إلى قيم ومبادئ نهضة الإمام الحسين (ع) التي هي امتداد لجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأن يجتهد بالتحضير وتقديم كل ما هو مفيد، فالمنبر الحسيني مصباح هدى كما روي عن جده المصطفى (صلى الله عليه وآله): "إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة".
التنوع في المجالس الحسينية
المجالس الحسينية متنوعة كما ان الخطباء كذلك، فهناك من يتحدث حول السيرة الحسينية، وهناك من يتحدث حول العقيدة وغيره عن الأخلاق وغيره عن الأمور الإجتماعية وغيره من يركز على التأثير والتصوير للمصيبة، وهناك من يستخدم الصوت الشجي المؤثر، وهناك من يركز على المشاركة التفاعلية مع الجمهور. وغير ذلك، وهناك تنوع في الخطاب، وعلى العاشق الحسيني أن يذهب للمجلس الذي يجد نفسه فيه ويجد الاستفادة.
كل هذه المجالس والخطابات مطلوبة، فهناك من يحضر للبكاء على الحسين(ع)، يريد خلال العشرة أن يكون من البكائيين على الإمام(ع)، وهناك من يبحث عن المجالس ذات الفكر والبحث العلمي، وهناك من يبحث عن روح الثورة والإباء والفداء والتضحية، وهناك من يريد خطاب السيرة، وهناك من يريد التركيز حول المسائل الشرعية، وهناك من يبحث عن الرادود الحسيني. في البداية والنهاية: الإمام الحسين (ع) يوحدنا ويجمعنا.
اضف تعليق