لقد مارسَ الأَمويُّونَ كُلَّ أَنواعِ الإِرهابِ المادِّي والمعنَوي في عاشُوراء، فلم يبقَ أَحدٌ من جبهةِ الحقِّ لم يتعرَّض لإِرهابهِم، بمَن فيهِم الطِّفلُ الرَّضيع عبدُ الله حفيدُ رسُولِ الله (ص)! وكلُّ ذلكَ من أَجلِ سحقِ عاشُوراء ومَحوِ أَثرها وإِخفاءِ تفاصيلِها لعلمهِم المُسبقِ بأَنَّ انتصار الحُسين السِّبط (ع) في كربلاء...
لقد أَراد الأَمويُّون أَن تكونَ القَسوة في عاشُوراء في أَقصى مدَياتهِا لتكونَ كربلاء عِبرةً لكُلِّ مَن تُسوِّل لهُ نفسهُ الخرُوج على الحاكمِ الظَّالمِ ولأَيِّ سببٍ!.
ولذلكَ كانت جرائِمهُم بشعةً وأَساليبهُم يندى لها جبينُ الإِنسانيَّة!.
أَمَّا الحُسينُ السِّبط (ع) فلقد أَرادَ أَن تكون التَّضحيات في القِمَّة لتكونَ كربلاء مدرسةً لكُلِّ مَن يسعى للإِصلاحِ والخرُوجِ على السُّلطةِ الظَّالِمة من أَجلِ حياةٍ حُرَّةٍ كريمةٍ.
ولذلكَ لم يُوفِّر شيئاً إِلَّا وضحَّى بهِ!.
فكانَ أَن انتصرَ الحُسين السِّبط (ع) على الطَّاغيةِ يزيد، وانتصرَ الدَّمُ على السَّيفِ، وانتصرت الإِرادة الصُّلبة واليقين على الإِرهاب.
وانتصرَت كربلاء.
لقد مارسَ الأَمويُّونَ كُلَّ أَنواعِ الإِرهابِ المادِّي والمعنَوي في عاشُوراء، فلم يبقَ أَحدٌ من جبهةِ الحقِّ لم يتعرَّض لإِرهابهِم، بمَن فيهِم الطِّفلُ الرَّضيع عبدُ الله حفيدُ رسُولِ الله (ص)! وكلُّ ذلكَ من أَجلِ سحقِ عاشُوراء ومَحوِ أَثرها وإِخفاءِ تفاصيلِها لعلمهِم المُسبقِ بأَنَّ انتصار الحُسين السِّبط (ع) في كربلاء، وبأَيِّ معنىً من المعاني، يعني سحقِ نهجهِم وفضحِ سلطتهِم وتعرِيةِ منهجيَّتهِم وطمسِ أَثرهِم.
أَمَّا الحُسين السِّبط (ع) فلقد سعى بالضدِّ من كُلِّ ذلكَ من خلالِ الخطابِ الإِعلامي العظيم الذي سمِعهُ العالَم في كربلاء على لسانهِ وعلى لسانِ أَهلِ بيتهِ وأَصحابهِ الغُرِّ الميامِين.
ومن ثمَّ بالتَّضحيةِ العظيمةِ التي قدَّمها والتي جرفَت كيدَ الأَمويِّينَ وأَفشلت خُططهُم وقضت على أَحلامهِم بالنَّصرِ وبأَيِّ عِنوانٍ كانَ.
فكانت كربلاء خالدةً إِلى يَومِ يُبعثُونَ، وكانت عاشُوراء مدرسةً لِكُلِّ الأَحرارِ الذين يُنشِدُونَ الحياةَ الكريمةَ ويرفضُونَ الضَّيم إِلى يَومِ يُبعثُونَ، وكانَ الإِمامُ الحُسين السِّبط (ع) سيِّداً للشُّهداءِ وأَبا الأَحرارِ إِلى يَومِ يُبعثُونَ!.
فمَن الذي انتصرَ إِذن؟! الأَمويُّون القتَلة المجرمُون الإِرهابيُّون؟! أَم الحُسين السِّبط (ع) الرِّسالي حفيد مَن وصفهُ القُرآن الكريم بقَولهِ {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍۢ}؟!.
الأَمويُّون بإِرهابهِم؟! أَم الحُسين السِّبط (ع) بتضحياتهِ؟!.
الأَمويُّون السَّاقطُون في كُلِّ شيءٍ؟! أَم الحُسين السِّبط (ع) المُتأَلِّق بأَخلاقهِ؟!.
وإِنَّما سخَّر الأَمويُّونَ كُلَّ شيءٍ ساقطٍ وسافلٍ ورخيصٍ وباطلٍ في كربلاء لأَنَّ هدفهُم كان مُتسافِلاً ومُتهافِتاً.
أَمَّا الحُسين السِّبط (ع) فالتزمَ بأَعظمِ القِيمِ السماويَّة والرِّساليَّة المُتعالية والعظِيمة، لأَنَّ هدفهُ كان عظيماً ومُتسامِياً.
إِنَّ طبيعة الأَدوات التي وظَّفها كُلَّ طرفٍ من طرفَي الصِّراع بينَ الحقِّ والباطلِ هيَ من نفسِ طبيعةِ الأَهداف التي سعى إِليها الطَّرفان، ولذلكَ كانت أَدوات الباطل باطلةً أَمَّا أَدواتُ الحقِّ فطاهرةً يلفَّها الحقُّ المُطلق.
إِنَّها طبيعةَ السلطويِّينَ المُستبدِّينَ على مرِّ التَّاريخ، فهُم يحاولُونَ أَن يكونَ ردَّهم على أَيَّةِ مُحاولةِ إِصلاحٍ ومواجهتهُم لكُلِّ حركةٍ تغييريَّةٍ في المُجتمع قاسياً جدّاً حتَّى تكونَ عِبرةً فلا يُكرِّر المُحاولةَ أَحدٌ.
لننظرَ كيفَ وصفَ القُرآن الكريم ردَّ فعلِ فرعَون على كلمةٍ قالها السَّحرة بعدَ أَن تبيَّنَ لهُم الحق.
يقولُ تعالى {قَالَ فِرْعَوْنُ ءَامَنتُم بِهِۦ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِى ٱلْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ* لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ}!.
فمَن يجرُؤ على تغييرِ دينهِ وعقيدتهِ قبلَ الإِستئذانِ من السُّلطة فهوَ يستحقُّ العذابَ حسبَ قوانين وقواعِد [حُماة الشرعيَّة الدستوريَّة]!.
نفس السِّياسات اتَّبعها نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين ضدَّ الشَّعب، فلقد مارسَ القتل والذَّبح والإِعدام والمُطاردة والإِغتصاب والإِعتقال والتَّهجير والأَنفال والمقابِر الجماعيَّة وإِسقاط الجنسيَّة ومُصادرة الأَموال المنقُولة وغَير المنقُولة، كُلُّ ذلكَ بمجرَّد أَن قالَ أَحدٌ لا لسلطتهِ الغاشِمة ونعم للإِطلاحِ والتَّغييرِ!.
ولم يشذُّ [الطَّرف الثَّالث] عن هذهِ القاعِدة، قاعدة فرعَون والأَمويِّين وصدَّام، في التَّعامُل مع الحركات الإِحتجاجيَّة، فلقد تعمَّدَ أَن يكونَ ثمن إِحتجاجات تشرين الباسِلة غالياً جدّاً لتكونَ عِبرةً! فقتلَ من المُحتجِّينَ في يَومَينِ فقط [٦٠٠ شهيد] وجرحَ [٣٠ أَلفاً].
واليَوم إِذ يُشرِّق العالَم ويُغرِّب وهو يُشاهد شعائرَ عاشُوراء بكُلِّ تفاصيلِها يتيقَّن بأَنَّ سياسات الأَمويِّين فشلت وستَفشل بتضحياتِ الحُسين السِّبط (ع).
فسلامٌ على الحُسين السِّبط (ع) وسلامٌ على أَولادهِ وأَهلِ بيتهِ وأَصحابهِ، و {اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَبا سُفْيانَ وَمُعاوِيَةَ وَيَزيدَ ابْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ اَبَدَ الاْبِدينَ}.
اضف تعليق