البكاء واظهار علامات الحزن والكآبة ورفع الرايات على مصاب سيد الشهداء الإمام الحسين دليل على الإيمان والولاء والمحبة والوفاء، كما أنها رسالة تضامن ومواساة مع الرسول الأعظم وأهل بيته الطيبين الطاهرين لتلك المجزرة والفجيعة التاريخية التي وقعت في كربلاء بحق الإمام الحسين وأهل بيته، ليكون شهر محرم...
قال رسول الله ص: "إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا".
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): "بأبي قتيل كل عبرة. قيل: وما قتيل كل عبرة يا بن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن إلا بكى".
البكاء واظهار علامات الحزن والكآبة ورفع الرايات على مصاب سيد الشهداء الإمام الحسين -عليه السلام-، دليل على الإيمان والولاء والمحبة والوفاء، كما أنها رسالة تضامن ومواساة مع الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطيبين الطاهرين لتلك المجزرة والفجيعة التاريخية التي وقعت في كربلاء بحق الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام، ليكون شهر محرم شهر الأحزان والعزاء.
في قضية عاشوراء الإمام الحسين -عليه السلام- لا يمكن الفصل بين العبرة والعِبرة فثورة الإمام الحسين -عليه السلام- قائمة على دمج العبرة والعبرة، الحسين كلمة حق وإصلاح وتغيير.. بطولة وتضحية ومقاومة، والحسين قربان فصل رأسه عن جسده، وقطعت أوصاله وحطمت اضلاعه، وتعرض مخيم نسائه للاعتداء والحرق، فقتل من قتل وسبي من سبي.. نساء وأطفال... مصيبة تجبر المؤمن الموالي على البكاء والحزن والكآبة.
في عاشوراء الإمام الحسين -عليه السلام- اختلط الدم بالدمع، واختلطت الدماء الزكية والاشلاء الطاهرة بالتراب، ورفعت الرؤوس على القنا،.. ومن المستحيل الفصل بينهما العَبرة والعِبرة.
العَبرة الحسينية والجنة
هنيئا لمن يبكي ويتباكى على مصاب ريحانة النبي الكريم (ص).. فتلك الدموع الصادقة تعبير عن التأثر بما حدث خلال المجزرة والفجيعة التي أبكت ملائكة السماء قبل أهل الأرض. قضية عاشوراء الإمام الحسين -عليه السلام- عَبرة وعِبرة.
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ع) قَال: (مَنْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ فِينَا دَمْعَةً لِدَمٍ سُفِكَ لَنَا أَوْ حَقٍّ لَنَا نُقِصْنَاهُ أَوْ عِرْضٍ انْتُهِكَ لَنَا أَوْ لِأَحَدٍ مِنْ شِيعَتِنَا بَوَّأَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا فِي الْجَنَّةِ حُقُباً).
وقَالَ الإمام الرِّضَا (ع) فِي حَدِيثٍ: فَعَلَى مِثْلِ الْحُسَيْنِ فَلْيَبْكِ الْبَاكُونَ فَإِنَّ الْبُكَاءَ عَلَيْهِ يَحُطُّ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ ثُمَّ قَالَ (ع): كَانَ أَبِي (ع) إِذَا دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ لَا يُرَى ضَاحِكاً وكَانَتِ الْكَآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى تَمْضِيَ عَشَرَةُ أَيَّامٍ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْعَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وحُزْنِهِ وبُكَائِهِ ويَقُولُ هُو الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحُسَيْنُ (ع).
البكاء على الحسين عنوان وشعار ورسالة، والله -سبحانه وتعالى- قد أكد مشروعية ذلك كبكاء النبي يعقوب على أبنه يوسف (ع) بقوله تعالى: ((إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)).
بكاء النبي يعقوب وصل إلى درجة فقدانه البصر حيث ذهبت عيناه قال تعالى: ((وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ)). بكى وفقد بصره رغم انه يعلم بأن يوسف على قيد الحياة.
والسيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- بكت على والدها الرسول الأعظم (ص) لدرجة ان أهل المدينة قد طلبوا أن تختار السيدة البكاء في النهار او الليل فهم لا يتحملون بكاءها.. فقام الإمام علي عليه السلام ببناء منزل لها خارج المدينة وهو بيت الأحزان.
وأمير المؤمنين الإمام علي -عليه السلام- بكى على رحيل النبي الكريم (ص) عقود من الزمن إلى يوم شهادته.
والإمام علي بن الحسين زين العابدين -عليه السلام- بكى عقود من الزمن على ما حدث في كربلاء. "إن الحسين (ع) قتيل العبرة".
فالبكاء موقف وشعار محبة وولاء وتضامن مع الإمام المظلوم المقتول الثائر ومع ثورته ورفض الظلم والفساد...؛ والبكاء عنوان انتماء لمشروع الإمام الشهيد، والبكاء عنوان التأثر بالمصيبة لما حدث على أرض كربلاء من سفك الدم الحسيني والقتل وقطع الرؤوس وحرق الخيام وأخذ النساء والاطفال الأيتام اسرى، وكي تبقى فجيعة ومجزرة عاشوراء الإمام الحسين -عليه السلام- حاضرة في كل يوم "كل يوم عاشوراء"، وغرس البكاء والحزن والعبرة في وجدان الأجيال القادمة.
البكاء عنوان المحبة والتضامن والوفاء
اسكب العبرة الدمعة وأظهر علامات الحزن والأسى والكآبة.. أسوة بأفعال أئمة أهل البيت -عليهم السلام، ولتصفية وتطهير النفس ولتكون الروح شفافة، رحمة ومحبة وصدق ووفاء وهدى، وأخذ العبرة والفائدة والدروس من نهضة ثورة عاشوراء الإمام الحسين -عليه السلام- المبادئ والقيم لبناء الشخصية الناجحة والمجتمع الواعي والأمة القوية، ومقاومة الظلم و الفساد..
يقول الإمام أَبِي جَعْفَرٍ (ع) " أَيُّمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ (ع) دَمْعَةً حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ بَوَّأَهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ غُرَفاً يَسْكُنُهَا أَحْقَابا".
اضف تعليق