يواجه شيخ الازهر حملة كبيرة تطالبه بالاستقالة بعد البيان الذي أصدره ضد الحشد الشعبي، حيث اتهمته مصادر بالرضوخ للضغوط السعودية التي تمول الاقتصاد المصري المنهك، فيما اتهمته مصادر أخرى بدعم الطرف حيث يشكل البيان دفاعا عن داعش وليس سنة العراق.
فقد قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في بيانٍ له الأربعاء، ان "الأزهر الشريف يتابع ببالغ القلق ما ترتكبه ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، المتحالفة مع الجيش العراقي، من ذبح واعتداء بغير حق ضد مواطنين عراقيين مسالمين، لا ينتمون إلى "داعش" أو غيرها من التنظيمات الإرهابية".
وأكّد شيخ الأزهر إدانته الشديدة لما ترتكبه هذه الميليشيات المتطرفة، من جرائم بربرية نكراء في مناطق السُنة التي بدأت القوات العراقية بسط سيطرتها عليها، خاصة في تكريت والأنبار، وغيرها من المدن ذات الأغلبية السُّنية.
وأوضح الطيب، أن ما ترتكبه هذه الجماعات من عمليات تهجير وقتل وإعدامات ميدانية ومجازر بحق المدنيين السُّنة وحرق مساجدهم وقتل أطفالهم ونسائهم بدم بارد، بدعوى محاربة تنظيم «داعش»، جريمة وحشية يندى لها جبين الإنسانية جمعاء.
جماعة علماء العراق السنية تدين البيان
من جهتها قالت جماعة علماء العراق، برئاسة الشيخ الدكتور خالد الملا، انها تابعت البيان الأخير الصادر من الأزهر الشريف والمتعلق بالحشد الشعبي وما نُسب إليه من سلوكيات غير صحيحة إطلاقا.
وأوضحت الجماعة، في بيان صدر عن مكتبها الإعلامي الخميس 12 آذار 2015، إن ما جاء في بيان الأزهر الشريف حول الحشد الشعبي هو بعيد عن الحقيقة وغير مستند إلى الواقع وليس له صلة بما يجري في المناطق التي تحررها القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر.
وأكدت الجماعة أنه في الوقت الذي تدرك فيه أهمية الأزهر ودوره المهم في نشر ثقافة التسامح والحوار والسلام في الأمة العربية والإسلامية، إلا أنها تتحفظ على ما جاء في البيان من اتهامات تمس أبناء العراق ممن قدموا أرواحهم من أجل العراق. وشددت الجماعة على أن الأزهر ربما لا يعلم أن الحشد الشعبي ليس تشكيلا طائفيا كما يُروج له بل أنه يتألف من شيعة وسنة يقاتلون جنبا إلى جنب من أجل غايات سامية وطنية تتمثل في تحرير المناطق المحتلة ذات الغالبية السنية من تنظيم داعش الإرهابي.
كما ودانت الجماعة المصادر والجهات المغرضة التي اعتمد عليها الأزهر في إصدار بيانه هذا مشيرة إلى أن تلك المصادر تحاول التغطية على هزائم وإجرام داعش والإرهابيين وتضلل الرأي العام وهي نفسها التي صمتت ولم تنتقد سلوكيات هذا التنظيم وما قام به في العراق من تفخيخ للشوارع والبيوت والمساجد منذ سنوات عديدة.
وبيّنت الجماعة حرصها وتأكيدها على ضرورة إبعاد المدنيين عن الحرب والحفاظ عليهم وعلى ممتلكاتهم حتى لو حاول داعش اتخاذهم دروع بشرية من اجل أغراضه الخبيثة. وشددت الجماعة على أن المرجعية الدينية في النجف الاشرف خاطبت الحشد الشعبي في أكثر من بيان من أجل الحفاظ على أرواح الأبرياء والابتعاد عن كل عمل يسيء إلى جهادهم الوطني ودفاعهم عن العراق وقد التزم اغلب أفراد الحشد والمتطوعين بتوصيات المرجعية وتعاليمها وما حدث من حالات فردية شاذة لا تمثل مطلقا الخط الذي سار عليه رجالات الحشد الشعبي في كل سلوكياتهم التي تحرص قياداتها الميدانية والأمنية والعسكرية على متابعة تحركاتهم وتفاصيل ما يجري على ارض المعركة.
وتمنت الجماعة من الأزهر الشريف أن ينظر إلى الإنجازات التي حققها رجال القوات الأمنية والحشد الشعبي وفرحة أهالي المناطق المحررة بعد أن تم استئصال داعش وكشف كذبهم وادعائهم بالدفاع عن أهل السنة، داعين الأزهر الشريف أن يلعب دورا كبيرا في تصحيح المفاهيم الإسلامية التي شوهها المتطرفون الداعشيون في بلادنا الإسلامية.
وفي سياق متصل نقل "موقع الحدثنيوز" ان السياسي المصري محمد البرادعي، كشف الخميس، عن أن شيوخ الأزهر الشريف تعرضوا لضغوط كبيرة من اجل إصدار بيان ”ميليشيات الحشد الشعبي”.
وقال البرادعي في تصريح صحفي، إن “الاخوة في وزارة المالية طلبوا مساعدة مشيخة الازهر لإصدار بيان يدين فصائل شيعة تقاتل تنظيم داعش في العراق”.
واوضح ”وهناك منحة سعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار كانت متوقفة على إصدار هذا البيان”، مبررا الأمر بأن “الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن، تضعها تحت ضغوط هائلة قد تضطرها احيانا” لاتخاذ مواقف تخدم اطراف اخرى”.
وكان الإعلامي عمرو أديب قد شن هجومًا حادًا على شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ووكيله الدكتور عباس شومان، خلال برنامج المذاع على فضائية «اليوم»، بسبب المناهج الأزهرية التي تدعو لـ«التطرف»، على حد وصفه، مطالبًا الطيب بتقديم استقالته.
اضف تعليق