"... فإن في العدل سِعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق"، إنها حقيقة وجدانية، يكشف عنها الإمام علي بن أبي طالب، عليه السلام، قبل ان يكون لها مدخلية في الاقتصاد والاجتماع والامن، فقد وسع العدل السموات والارض، حتى بات الكون الفسيح، بما فيه من مجرات وكواكب ومنظومة شمسية، أشبه بالجهاز الواحد، يرتبط كل جزء بسائر الاجزاء، أي خلل في جزء ينعكس فوراً بالاضطراب وربما حصول كوارث رهيبة.
وما يضمن الاستقرار للكون الفسيح، دقّة عمل النجوم والكواكب وحتى حركة النيازك التي طالما أثار البعض مخاوفاً من احتمال تهديدها للأرض، بينما علماء الفلك والرياضيات أكدوا أنها تتحول الى كتلة نارية ملتهبة مع اقترابها الى الغلاف الجوي للأرض، ثم تتشظّى وتتحول الى قطع صخرية صغيرة جداً، لايحتملون أن تهدد أهل الارض – فيما لو سقط نيزك يوماً ما-.
وعلى سطح الارض، فان التكاملية في الحياة بين الطبيعة والحيوان والنبات والانسان، تمثل صورة مذهلة لنظام عادل متقن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وما نراه من المناظر الخلابة للسهول والوديان والجبال، وما ننعم به من مياه عذبة للانهار الجارية، والاشجار المثمرة والرياح والامطار ودورة حياة الحيوانات ومختلف أنواع الكائنات الحية في الماء واليابسة، كل ذلك وغيره، لم يكن لولا النظام العادل الذي يحكم الجميع، وإن حدث خلل في مكان ما فان مصدره، قطعاً، سيكون ما يناقض العدل، وهو الجور والظلم.
يكفي أن نعرف كيف ان الانسان يظلم نفسه والحيوان والنبات والطبيعة بسلوكه وتصرفاته وطريقة تفكيره الخاطئ، فيصطاد ويأكل ما يعتقده طيب المذاق ومفيد، بيد أن الحيوانات البرية والبحرية التي يأكلها بعض أهل الارض، تتسبب في نشوء الامراض الخطيرة من اجسامهم، او ان التدمير المتواصل للغابات بحثاً عن الخشب، وايضا تدمير الانهار والبحار وما فيها من كائنات حية، خدمة للمصانع والتجارب العسكرية، يتسبب في انقراض الكائنات الحية وافتقاد الطبيعة لانواع من الحيوانات التي تضمن التوازن البيئي في الارض.
هذا الواقع المرير الذي يخلقه الجور والظلم بحق الطبيعة والكائنات الحية، يمثل امتداداً لما يجري بين بني البشر من تجاوز على قيمة العدل في الحياة على أمل الوصول الى غايات شخصية ومآرب خاصة، بعيداً عن المصلحة العامة وحقوق الآخرين.
فما نشهده من مختلف اشكال الفساد وانتهاك الحقوق، يتسبب بدايةً في تشكّل ظاهرة الفقر والاختلال في النظام الاقتصادي والمعيشي، بازدياد الفاصلة بين الطبقات الاجتماعية، وانعدام تكافؤ الفرص، بيد أن الفقر، كظاهرة وأزمة، لن تنحصر في المجال الاقتصادي والاجتماعي وحسب، بل ستكون أداة مساعدة لتوجيه ضربات اخرى الى البيئة والى نظام الحياة بشكل عام، لان الحروب والنزاعات المسلحة بدوافع طائفية او عرقية او قومية، تتغذى على الحالمين بحياة سعيدة، ولذا نراهم يفعلون كل شيء لإحراز النصر لجماعتهم او تنظيماتهم التي تحارب في الميدان، بل وحتى يضحون بارواحهم دون الكيان او العنوان الذي يقاتلون معه، حتى وإن تسببب ذلك في تعرض التربة للتسمم بسبب استخدام لاسلحة الدمار الشامل او تعرضت للجفاف والتصحر، او تناقص اعداد الحيوانات الداجنة، مثل الماشية والدجاج والاسماك، التي تمثل مصدر غذاء استراتيجي للانسان.
وإذن؛ فان تحقيق العدل في المجتمع، ليس فقط يحقق مردوداً مادياً على الانسان، ويضمن فرص العمل والسكن وحتى الدراسة وغيرها، إنما ينعكس ايضاً على نظام الحياة بشكل عام.
وهذا ما أشار اليه الاسلام في منظومته الاحكامية والتعاليم الاخلاقية التي تجسدت في سيرة المعصومين، عليهم السلام، فالظلم كما هو مذموم ومحرم بحق الانسان، فانه محرم كذلك بحق الحيوان، فكما لا يجوز ضرب انسان، دون وجه حق، كذا الحيوان لا يجوز ضربه دون وجه حق او سبب معقول، كذلك الحال بالنسبة للنبات، يكفي أن نعرف أن رسول الله، صلى الله عليه وآله، حرّم على المسلمين قطع الاشجار حتى وإن كانوا خلال الحرب، فكيف اذا كان الكثير منّا في حالة السلم وهو يوسع في الاشجار بتراً واجتثاثاً من الجذور واستبدالها بأرض صالحة للاستثمار والحصول على المزيد من المال؟!.
وهذا يعني أن العدل، قيمة انسانية ودينية في آن، ينبغي على جميع افراد المجتمع المحافظة عليها وترسيخها في السلوك والثقافة العامة، فهي ليست هدية للمتخرج حديثاً متأبطاً شهادته الجامعية، بأن يتحسس برودة العدل في تعيينه في المكان المناسب، او هدية للباحثين عن السكن في المناطق التي تسمى في العراق بـ "التجاوز" او في البلاد الاخرى بالعشوائيات، فالعدل يسع كل شيء في الحياة، وهو أكبر بكثير من المال والوظيفة والمسكن وغيرها من الامور المعيشية التي تمثل العنوان الرئيس والعريض للعدل، إنما الخطوط التفصيلية تتفرع في جميع نواحي الحياة.
"... فإن في العدل سِعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق"، إنها حقيقة وجدانية، يكشف عنها الإمام علي بن أبي طالب، عليه السلام، قبل ان يكون لها مدخلية في الاقتصاد والاجتماع والامن، فقد وسع العدل السموات والارض، حتى بات الكون الفسيح، بما فيه من مجرات وكواكب ومنظومة شمسية، أشبه بالجهاز الواحد، يرتبط كل جزء بسائر الاجزاء، أي خلل في جزء ينعكس فوراً بالاضطراب وربما حصول كوارث رهيبة.
وما يضمن الاستقرار للكون الفسيح، دقّة عمل النجوم والكواكب وحتى حركة النيازك التي طالما أثار البعض مخاوفاً من احتمال تهديدها للأرض، بينما علماء الفلك والرياضيات أكدوا أنها تتحول الى كتلة نارية ملتهبة مع اقترابها الى الغلاف الجوي للأرض، ثم تتشظّى وتتحول الى قطع صخرية صغيرة جداً، لايحتملون أن تهدد أهل الارض – فيما لو سقط نيزك يوماً ما-.
وعلى سطح الارض، فان التكاملية في الحياة بين الطبيعة والحيوان والنبات والانسان، تمثل صورة مذهلة لنظام عادل متقن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وما نراه من المناظر الخلابة للسهول والوديان والجبال، وما ننعم به من مياه عذبة للانهار الجارية، والاشجار المثمرة والرياح والامطار ودورة حياة الحيوانات ومختلف أنواع الكائنات الحية في الماء واليابسة، كل ذلك وغيره، لم يكن لولا النظام العادل الذي يحكم الجميع، وإن حدث خلل في مكان ما فان مصدره، قطعاً، سيكون ما يناقض العدل، وهو الجور والظلم.
يكفي أن نعرف كيف ان الانسان يظلم نفسه والحيوان والنبات والطبيعة بسلوكه وتصرفاته وطريقة تفكيره الخاطئ، فيصطاد ويأكل ما يعتقده طيب المذاق ومفيد، بيد أن الحيوانات البرية والبحرية التي يأكلها بعض أهل الارض، تتسبب في نشوء الامراض الخطيرة من اجسامهم، او ان التدمير المتواصل للغابات بحثاً عن الخشب، وايضا تدمير الانهار والبحار وما فيها من كائنات حية، خدمة للمصانع والتجارب العسكرية، يتسبب في انقراض الكائنات الحية وافتقاد الطبيعة لانواع من الحيوانات التي تضمن التوازن البيئي في الارض.
هذا الواقع المرير الذي يخلقه الجور والظلم بحق الطبيعة والكائنات الحية، يمثل امتداداً لما يجري بين بني البشر من تجاوز على قيمة العدل في الحياة على أمل الوصول الى غايات شخصية ومآرب خاصة، بعيداً عن المصلحة العامة وحقوق الآخرين.
فما نشهده من مختلف اشكال الفساد وانتهاك الحقوق، يتسبب بدايةً في تشكّل ظاهرة الفقر والاختلال في النظام الاقتصادي والمعيشي، بازدياد الفاصلة بين الطبقات الاجتماعية، وانعدام تكافؤ الفرص، بيد أن الفقر، كظاهرة وأزمة، لن تنحصر في المجال الاقتصادي والاجتماعي وحسب، بل ستكون أداة مساعدة لتوجيه ضربات اخرى الى البيئة والى نظام الحياة بشكل عام، لان الحروب والنزاعات المسلحة بدوافع طائفية او عرقية او قومية، تتغذى على الحالمين بحياة سعيدة، ولذا نراهم يفعلون كل شيء لإحراز النصر لجماعتهم او تنظيماتهم التي تحارب في الميدان، بل وحتى يضحون بارواحهم دون الكيان او العنوان الذي يقاتلون معه، حتى وإن تسببب ذلك في تعرض التربة للتسمم بسبب استخدام لاسلحة الدمار الشامل او تعرضت للجفاف والتصحر، او تناقص اعداد الحيوانات الداجنة، مثل الماشية والدجاج والاسماك، التي تمثل مصدر غذاء استراتيجي للانسان.
وإذن؛ فان تحقيق العدل في المجتمع، ليس فقط يحقق مردوداً مادياً على الانسان، ويضمن فرص العمل والسكن وحتى الدراسة وغيرها، إنما ينعكس ايضاً على نظام الحياة بشكل عام.
وهذا ما أشار اليه الاسلام في منظومته الاحكامية والتعاليم الاخلاقية التي تجسدت في سيرة المعصومين، عليهم السلام، فالظلم كما هو مذموم ومحرم بحق الانسان، فانه محرم كذلك بحق الحيوان، فكما لا يجوز ضرب انسان، دون وجه حق، كذا الحيوان لا يجوز ضربه دون وجه حق او سبب معقول، كذلك الحال بالنسبة للنبات، يكفي أن نعرف أن رسول الله، صلى الله عليه وآله، حرّم على المسلمين قطع الاشجار حتى وإن كانوا خلال الحرب، فكيف اذا كان الكثير منّا في حالة السلم وهو يوسع في الاشجار بتراً واجتثاثاً من الجذور واستبدالها بأرض صالحة للاستثمار والحصول على المزيد من المال؟!.
وهذا يعني أن العدل، قيمة انسانية ودينية في آن، ينبغي على جميع افراد المجتمع المحافظة عليها وترسيخها في السلوك والثقافة العامة، فهي ليست هدية للمتخرج حديثاً متأبطاً شهادته الجامعية، بأن يتحسس برودة العدل في تعيينه في المكان المناسب، او هدية للباحثين عن السكن في المناطق التي تسمى في العراق بـ "التجاوز" او في البلاد الاخرى بالعشوائيات، فالعدل يسع كل شيء في الحياة، وهو أكبر بكثير من المال والوظيفة والمسكن وغيرها من الامور المعيشية التي تمثل العنوان الرئيس والعريض للعدل، إنما الخطوط التفصيلية تتفرع في جميع نواحي الحياة.
"... فإن في العدل سِعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق"، إنها حقيقة وجدانية، يكشف عنها الإمام علي بن أبي طالب، عليه السلام، قبل ان يكون لها مدخلية في الاقتصاد والاجتماع والامن، فقد وسع العدل السموات والارض، حتى بات الكون الفسيح، بما فيه من مجرات وكواكب ومنظومة شمسية، أشبه بالجهاز الواحد، يرتبط كل جزء بسائر الاجزاء، أي خلل في جزء ينعكس فوراً بالاضطراب وربما حصول كوارث رهيبة.
وما يضمن الاستقرار للكون الفسيح، دقّة عمل النجوم والكواكب وحتى حركة النيازك التي طالما أثار البعض مخاوفاً من احتمال تهديدها للأرض، بينما علماء الفلك والرياضيات أكدوا أنها تتحول الى كتلة نارية ملتهبة مع اقترابها الى الغلاف الجوي للأرض، ثم تتشظّى وتتحول الى قطع صخرية صغيرة جداً، لايحتملون أن تهدد أهل الارض – فيما لو سقط نيزك يوماً ما-.
وعلى سطح الارض، فان التكاملية في الحياة بين الطبيعة والحيوان والنبات والانسان، تمثل صورة مذهلة لنظام عادل متقن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وما نراه من المناظر الخلابة للسهول والوديان والجبال، وما ننعم به من مياه عذبة للانهار الجارية، والاشجار المثمرة والرياح والامطار ودورة حياة الحيوانات ومختلف أنواع الكائنات الحية في الماء واليابسة، كل ذلك وغيره، لم يكن لولا النظام العادل الذي يحكم الجميع، وإن حدث خلل في مكان ما فان مصدره، قطعاً، سيكون ما يناقض العدل، وهو الجور والظلم.
يكفي أن نعرف كيف ان الانسان يظلم نفسه والحيوان والنبات والطبيعة بسلوكه وتصرفاته وطريقة تفكيره الخاطئ، فيصطاد ويأكل ما يعتقده طيب المذاق ومفيد، بيد أن الحيوانات البرية والبحرية التي يأكلها بعض أهل الارض، تتسبب في نشوء الامراض الخطيرة من اجسامهم، او ان التدمير المتواصل للغابات بحثاً عن الخشب، وايضا تدمير الانهار والبحار وما فيها من كائنات حية، خدمة للمصانع والتجارب العسكرية، يتسبب في انقراض الكائنات الحية وافتقاد الطبيعة لانواع من الحيوانات التي تضمن التوازن البيئي في الارض.
هذا الواقع المرير الذي يخلقه الجور والظلم بحق الطبيعة والكائنات الحية، يمثل امتداداً لما يجري بين بني البشر من تجاوز على قيمة العدل في الحياة على أمل الوصول الى غايات شخصية ومآرب خاصة، بعيداً عن المصلحة العامة وحقوق الآخرين.
فما نشهده من مختلف اشكال الفساد وانتهاك الحقوق، يتسبب بدايةً في تشكّل ظاهرة الفقر والاختلال في النظام الاقتصادي والمعيشي، بازدياد الفاصلة بين الطبقات الاجتماعية، وانعدام تكافؤ الفرص، بيد أن الفقر، كظاهرة وأزمة، لن تنحصر في المجال الاقتصادي والاجتماعي وحسب، بل ستكون أداة مساعدة لتوجيه ضربات اخرى الى البيئة والى نظام الحياة بشكل عام، لان الحروب والنزاعات المسلحة بدوافع طائفية او عرقية او قومية، تتغذى على الحالمين بحياة سعيدة، ولذا نراهم يفعلون كل شيء لإحراز النصر لجماعتهم او تنظيماتهم التي تحارب في الميدان، بل وحتى يضحون بارواحهم دون الكيان او العنوان الذي يقاتلون معه، حتى وإن تسببب ذلك في تعرض التربة للتسمم بسبب استخدام لاسلحة الدمار الشامل او تعرضت للجفاف والتصحر، او تناقص اعداد الحيوانات الداجنة، مثل الماشية والدجاج والاسماك، التي تمثل مصدر غذاء استراتيجي للانسان.
وإذن؛ فان تحقيق العدل في المجتمع، ليس فقط يحقق مردوداً مادياً على الانسان، ويضمن فرص العمل والسكن وحتى الدراسة وغيرها، إنما ينعكس ايضاً على نظام الحياة بشكل عام.
وهذا ما أشار اليه الاسلام في منظومته الاحكامية والتعاليم الاخلاقية التي تجسدت في سيرة المعصومين، عليهم السلام، فالظلم كما هو مذموم ومحرم بحق الانسان، فانه محرم كذلك بحق الحيوان، فكما لا يجوز ضرب انسان، دون وجه حق، كذا الحيوان لا يجوز ضربه دون وجه حق او سبب معقول، كذلك الحال بالنسبة للنبات، يكفي أن نعرف أن رسول الله، صلى الله عليه وآله، حرّم على المسلمين قطع الاشجار حتى وإن كانوا خلال الحرب، فكيف اذا كان الكثير منّا في حالة السلم وهو يوسع في الاشجار بتراً واجتثاثاً من الجذور واستبدالها بأرض صالحة للاستثمار والحصول على المزيد من المال؟!.
وهذا يعني أن العدل، قيمة انسانية ودينية في آن، ينبغي على جميع افراد المجتمع المحافظة عليها وترسيخها في السلوك والثقافة العامة، فهي ليست هدية للمتخرج حديثاً متأبطاً شهادته الجامعية، بأن يتحسس برودة العدل في تعيينه في المكان المناسب، او هدية للباحثين عن السكن في المناطق التي تسمى في العراق بـ "التجاوز" او في البلاد الاخرى بالعشوائيات، فالعدل يسع كل شيء في الحياة، وهو أكبر بكثير من المال والوظيفة والمسكن وغيرها من الامور المعيشية التي تمثل العنوان الرئيس والعريض للعدل، إنما الخطوط التفصيلية تتفرع في جميع نواحي الحياة.
اضف تعليق