شيخ الازهر او "الامام الأكبر"، الشيخ احمد الطيب الذي يمثل أكبر مؤسسة دينية (الازهر) في العالم الإسلامي (للمذهب السني) اوضح في كلمة له أمام اجتماع "مجلس حكماء المسلمين" في القاهرة ان "الإرهاب لا دين له ولا هوية" ولا يعدو كونه "مرض فكري ونفسي" ولا يمكن باي حال من الأحوال ربطه بالإسلام او بالسواد الأعظم من المسلمين.
كلمة الازهر وامامها الأعظم جاءت لتخفيف الاحتقان وامتصاص أجواء التوتر بعد سلسلة الاعتداءات الإرهابية التي ضربت لبنان وباريس والطائرة الروسية ومالي والتي نفذت على يد منظمات متطرفة تعتنق التفسير المتشدد للإسلام، وراح ضحيتها العشرات بينهم أكثر من 250 (جريح وشهيد) من المسلمين (الشيعة) والذين يعتبرهم المتطرفون بمرتبة الكفار الواجب قتالهم كما في الغرب.
الطيب شدد في كلمته التي القاها للتعريف بالإسلام الحقيقي على "تجفيف ينابيع الفكر الإرهابي، من خلال منظومة متكاملة، تشمل التعليم والثقافة والشباب والإعلام، وخطاب ديني معبر عن حقيقة الإسلام وشريعته"... ولو طبق هذا الكلام الى واقع عملي لكان العالم بعيدا عن التطرف والإرهاب ولما عرف الأفكار المتشددة التي اباحت كل المحرمات وتجاوزت جميع الخطوط.
الغريب في الامر ان من نطق هذه الكلمات (شيخ الازهر) لم يلتزم بها عندما اطل في حديثه الرمضاني اليومي على التلفزيون المصري قبل أشهر قليلة، وهو يتناول بـ"التسقيط" و"المغالطة" معتقدات المسلمين الشيعة، في مواضيع حساسة كالإمامة والعصمة والصحابة، وهي احدى اهم المسائل الخلافية بين اغلب الفرق والمذاهب الإسلامية، والاغرب انه تناولها في شهر فضيل كشهر رمضان الكريم الذي كان من الأولى ان يكون سببا في جمع المسلمين لا تفريقهم والتنقيب عن أسباب الخلاف.
كما لم يلتزم (شيخ الازهر) بهذه الكلمات مع المسلمين الشيعة، عندما حاصر جميع علماء الازهر وكبار قراء القران الكريم، ومنعهم من التواصل مع الدول او المؤسسات او الحوزات الدينية للشيعة، وقد فتح الازهر مع من خالف هذه القاعدة... التحقيق والعزل واجبر اخرين على الاعتذار لمجرد انهم تواصلوا مع المسلمين الشيعة، كما هو الحال مع الدكتور أحمد كريمة والدكتور فرج الله الشاذلي والدكتور نعينع وغيرهم كثر.
كما لم يلتزم (الامام الأعظم) بالكلمات التي وجهها الى الغرب خلال مواساته لهم، بنفس الموقف مع المسلمين الشيعة، بعد ان أعلن امام الملا وهو زعيم لمؤسسة دينية مهمة في العالم الإسلامي، ان "هناك محاولات خبيثة وماكرة لضرب استقرار مصر من خلال دعوة شبابها إلى ترك مذهب أهل السنة الذي تربوا عليه إلى مذهب آخر، وهذا هو ما يجب علي الأزهر أن يتصدى له، خاصة أن هذا التبشير والغزو هو في المقام الأول غزو ديني ويتشح بوشاح الدين ووشاح الإسلام"، مضيفا: "الذي يحدث أنهم يدخلون (وخصوصا للعوام والبسطاء) من باب محبة آل البيت ثم شيئًا فشيئًا يجرونهم إلى أن عمر ضرب السيدة فاطمة، وبالتالي لابد أن تلعن عمر وعائشة لأنها ضد علي"... وتابع بالقول "سبق أنْ قلت في الصيغة التي تلقن للذي يريد التحول من مذهب السنة للمذهب الآخر، وكأنه دين آخر أشهد إلا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن عليا حجة الله، ثم يقولون: ونبرأ من عائشة، وأنها من أهل النار، هذا جزء من الصيغة التي يتركون بها مذهب السنة ويدخلون بها المذهب الآخر".
كما لم يلتزم (شيخ الازهر) بالكلمات ذاتها لجمع امر المسلمين وتحقيق وحدة الكلمة والصف خصوصا مع المسلمين الشيعة عندما وضع الشروط لأي لقاء ممكن ان يجمع السنة مع الشيعة حيث نقلت المواقع الرسمية عنه "استعداد الأزهر لعقد لقاء مشترك بين علماء السنة والشيعة، شريطة صدور فتاوى صريحة من المراجع الكبرى في العراق وإيران، تحرم بشكل قاطع سب الصحابة وأمهات المؤمنين، وتوقف محاولات نشر المذهب الشيعي في البلاد السنية".
يمكن في النهاية ان نسأل سؤال بسيط للغاية... لو كانت هذه الأفكار والمواقف والتوجهات التي عبر عنها (الطيب) وغير الطيب ممن على رأس اهم المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي، تمثل "خطاب ديني معبر عن حقيقة الإسلام وشريعته" فما الذي تمثله أفكار الاخرين؟.
اضف تعليق