مولاي عليّ:
صوتك الصادق ينبعث فينا.. يدعونا (اسألوني قبل ان تفقدوني)... دعوتك هذي مولاي تمتد لمئات السنين وتتربع فوق عروش الأزمان.. ولقد فقدناك قبل ان نسألك بل دون أن نسألك!!، يومها كان دمك الطهور يحتوي هموم الأمة.. أنبيك مولاي مازال النفاق يأبى أن يفارق الألسن وما زالت الردة فينا تلبس ثوب الأفعى تتجدد!!، ها هي تطلّ علينا كل يوم وجها لوجه وبلا نقاب !!كي تستنهض ثأرا موؤودا... مولاي عليّ: نحن الآن بمسيس الحاجة لأنوار حلمك وحكمتك ... إننا نجالس المحن نفترش المحن نستظل بالمحن نلتهم المحن وحين نهمّ بالهرب فلا مهرب لنا من المحن سوى المحن!! ليتك تحضرنا اليوم لترى .. إننا نجتمع لنفترق ونتفق لنختلف!، ترى من غيرك يعرف عنا ما عرفت وما قلت!!.. من سوانا ملأ قلبك قيحا؟!.. وأي قلب ! لقد انشغلنا بحبك عنك!، ونحن بقربك أبعد ما نكون عنك!!، فيا لبؤسنا ويا لحماقتنا!!، نتذكر أقوالك ولا نعمل بها.. نتبجح بولائنا لك ونعاشر الحقد والبغضاء!!.. لا أدري ألأنك جربت الجوع فقلت (ما جاع فقير إلا من تخمة غني) و(ما رأيت نعمة موفورة إلا وبجانبها حق مهدور).. رغم أن الله سبحانه يرزق من يشاء بغير حساب صرت أرى في وجوه المتخمين بؤس الجياع الذين فاقوا المعقول في وطني المتخم بالرعب المثخن بالجراح ... يبحث عن زاوية يلوذ بها ليس فيها حق مهدور!!، أنبيك مولاي يا من قلت: أعرف الحق تعرف أهله واعرف الباطل تعرف أهله... إننا فرّقنا بين الحق وأهله وبين الباطل وأهله.. عجزنا عن تمييز صوت الحق.. عجزنا عن ردع الباطل.. استعنّا بالباطل على الباطل.. أعوام مرت وها نحن نبكي حقوقنا وننعى نكبتنا فينا... نتساءل هل يعقل أن ينتزع الباطل حقا!!!، ما قالها محمد (ص) ولا رب محمد جلّ وعلا .. نبحث عن سيف ذي الفقار وهو بين أيدينا!.. ماذا ننتظر كي نغرسه في كبد الردة !؟..، نبكيك ولا نستلهم بصيصا من بسالتك .. مروءتك .. لا أدري هل نحن نبكيك فعلا أم نبكي أنفسنا .. نتأسّى فيك أم نعزّيك فينا !!، أليس حريّ بنا أن نستجمع دموعنا ونصبها فوق جراح التاريخ ليستعر جحيما يحرق رأس ابن أبي سفيان وأحفاد الشيطان... أيّها الوصيّ المرتضى أخبرنا بالله عليك : أما آن لنا أن نودّع الدسائس؟؟، أما آن لنا كي نواجه أبا لهب؟؟، أما آن الأوان كي نعي بأن فلسفة الأهازيج والتهريج والنواحشوّهت وجه الانتماء ؟؟ أما آن الأوان كي نتصالح مع أنفسنا بلا مقايضات ولا مساومات فنودع المحن والهزائم ؟؟، أتمنى لو اننا نختصر العراق فيك.. عينين نبصر بهما ونقرأ التاريخ كي نعرف جيدا الصديق والعدو والمنافق.. نفتحهما على نهارات مضيئة كوجهك لا يشوبها الضباب... أتمنى لو اننا نغتال الزمن العصيب بسيفك البتار.. فنقطع الطريق على قبائل المكر والخديعة والمراوغة .. ونصرخ بعالي الصوت لك عهد يا (عليّ) لك عهد يا(عراق): لن نرضى إلا فيك .. لن نحيا إلا فيك.. لن نقتل الردّة إلا فيك ..يا يعيش يا يعيش، إنها مجرد شكوى لروحك الخالدة لعلّها تبث فينا ومضة من صدق الإيمان والولاء والانتماء وهو كل ما ننشد فلقد تعبنا من تمثيل أدوار المغفلين والمهرجين والمنافقين والمرائين .. تعبنا من أدوار البؤساء الصابرين والمظلومين المتباكين على عليّ والحسين.
اضف تعليق