قوبل قرار غالبية الناخبين الفرنسيين برفض الدستور الأوروبي الموحد
بردود فعل أوروبية واسعة أمس، تراوحت بين الصدمة والتحفظ والشعور
بالدهشة والحزن وعدم الرضا، فيما حاول مسؤولون أوروبيون التقليل من
أهمية الأمر، مشيرين إلى أن المعاهدة لم تمت، وداعين إلى مواصلة عملية
المصادقة على الدستور الأوروبي على الرغم من الرفض الفرنسي.
ويتوقع أن يكون للرفض الفرنسي للدستور الأوروبي انعكاسات على الدول
الـ(15) المتبقية، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن (65%) من
الهولنديين سيرفضون غداً الدستور، مما قد يدخل الاتحاد في مشكلة أكبر.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها تتوقع استمرار (الشراكة) مع الاتحاد
الأوروبي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نويل كلاي (كما
قال الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية رايس: إننا سعيدون بأن تكون
أوروبا قوية ومنسجمة وشريكة فاعلة تتجاوب مع التحديات الرئيسية التي
نواجهها معاً، وأضاف: لقد أصبح لدينا هذا النوع من الشراكة مع الاتحاد
الأوروبي ونتوقع أن تستمر مهما كانت التغييرات داخل الاتحاد.
وأعلن رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر الذي تتولى بلاده حالياً
الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن المعاهدة لم تمت، مؤكداً ضرورة
مواصلة عملية المصادقة على الدستور الأوروبي وأشار يونكر: إلى أن أكثر
من (220) مليون مواطن أوروبي قد ساندوا بالفعل المعاهدة بعد تصديق (9)
دول عليها. وقال: العملية الأوروبية لن تتوقف اليوم، عملية التصديق يجب
أن تستمر في الدول الأخرى، مضيفاً: أجد الموقف غريباً للغاية حين أقول
للدول الأخرى أبقوا في بيوتكم لأن الفرنسيين اتخذوا القرار نيابة عنكم.
ووعد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي (خافيير
سولانا) أن يواصل الاتحاد الأوروبي أداء دور على الساحة الدولية رغم
الاضطرابات السياسية التي سببها رفض الدستور، محذراً من مغبة إدخال
الاتحاد في حالة شلل، وقال سولانا: لقد كان الاتحاد الأوروبي لاعباً (على
الساحة الدولية) حتى قبل أن نبدأ بالتحدث عن الدستور، وسنواصل العمل
على مدار (24) ساعة في اليوم بنفس الحماس الذي كنا عليه في السابق،
واعتبر أن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن تدخل شعوب الاتحاد الأوروبي
وقادتها في حالة من الشلل نتيجة لذلك التصويت.
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير إنه (من المبكر للغاية) أن
نقرر ما إذا كان ينبغي على لندن طرح مسألة الدستور الأوروبي الموحد
للتصويت في استفتاء. |