اعلنت الشرطة العثور الثلاثاء على جثث ستة موظفين في مطعم احترق
اثناء اضطرابات نجمت عن اعتداء على مسجد شيعي في كراتشي بجنوب باكستان.
وبعد محاولة الاعتداء على مسجد شيعي مما اوقع خمسة قتلى -ثلاثة
مهاجمين وشرطي ومدني- اضرم مشاغبون النار في احد فروع سلسلة المطاعم "كنتاكي
فرايد تشيكن" بالقرب من المسجد.
واكد رئيس شرطة كراتشي طارق جميل لوكالة فرانس برس "ان الشرطة ورجال
الاطفاء عثروا على جثث الموظفين الستة في المطعم".
وقد حاول ثلاثة انتحاريين على الاقل يزنرون انفسهم باحزمة من
المتفجرات اقتحام مسجد مدينة العلم في حي غولشام-اقبال الشعبي في
كراتشي (جنوب) الاثنين اثناء صلاة العشاء.
وتم رصدهم في باحة المسجد من قبل الحرس وفي تبادل اطلاق النار الذي
اعقب ذلك قتل شرطي واحد المهاجمين فيما اصيب مهاجم اخر بجروح خطيرة كما
اعلن رئيس شرطة كراتشي.
وتمكن المهاجم الثالث من الدخول الى المسجد ليفجر نفسه مما ادى الى
مقتل اثنين من المصلين الشيعة بحسب رئيس الشرطة. واوضح جميل ان مهاجما
كان قد اعلن مقتله مساء الاثنين هو مصاب في الواقع بجروح خطرة.
واضاف "ان الاطباء يحاولون انقاذه لكنه ما زال فاقد الوعي" مشيرا
الى ان نجاته ستكون "حاسمة بالنسبة للتحقيق".
وهذا الاعتداء على مسجد شيعي والذي اسفر ايضا عن سقوط حوالى عشرين
جريحا وقع بعد ثلاثة ايام من اعتداء انتحاري اخر على ضريح اسلامي ادى
الى سقوط 19 قتيلا بالقرب من اسلام اباد.
ويقع الجامع في حي غولشان في كراتشي الجنوبية حيث الغالبية السنية
والتي غالبا ما تشهد اعمال عنف.
وقال المسؤول ان منفذ الانفجار دخل جامع (مدينة العلم) في حي غولشان
في المدينة أثناء اقامة صلاة العشاء وفجر نفسه عندما اعترضه ضابط شرطة
مكلف بالحراسة.
وقتل شريك لمنفذ الهجوم في تبادل لاطلاق النار مع قوات الامن خارج
الجامع في حين أصيب شريك ثان له بجروح خطيرة.
ونقل الجرحى الى مستشفيات قريبة واعلنت حال التأهب في صفوف الشرطة
المحلية وسط تصاعد التوتر في منطقة (جولشان الاقبال) حيث موقع الجامع.
وهذا هو التفجير الانتحاري الثاني في باكستان خلال الايام الثلاثة
الماضية.
وقتل 19 شخصا واصيب العشرات حين فجر انتحاري نفسه وسط تجمع ديني
للشيعة في العاصمة اسلام آباد الجمعة الماضية.
وقد شهد ضريح الامام باري الذي يعتبر من العتبات المقدسة لدى
المسلمين السنة والشيعة على حد سواء قبل اربعة ايام من ذلك احتفالات
بذكرى وفاة مرشد صوفي يحظى باجلال كبير لدى الشعب في باكستان.
ويوم الجمعة الماضي كان القسم الاكبر من زوار ضريح الامام باري من
الشيعة بعد ان كانوا من السنة في الايام السابقة لذلك.
والاثنين خطف في كراتشي ايضا وقبيل الاعتداء في غولشام-اقبال زعيم
حزب الجماعة الاسلامية السني وبرلماني سابق وقتل بالرصاص.
وخطف اسلام مجاهد (48 عاما) فيما كان متوجها الى جنازة وعثر على
جثته واثار الرصاص عليها بعد ساعات قليلة في حي كورانجي شرق كراتشي.
يشار الى ان اعمال العنف بين المتطرفين السنة والشيعة -الذين يمثلون
ما بين 15 الى 20 % من التعداد السكاني الاجمالي البالغ 150 مليون
باكستاني 97 % من المسلمين- اوقعت اكثر من اربعة الاف قتيل في باكستان
منذ بداية التسعينات.
وفي العام الماضي لقي زهاء 100 شخص مصرعهم في هجمات متبادلة بين
متشددين من الطائفتين السنية والشيعية. |