اصدر تنظيم "انصار السنّة" بيانا تبنى فيه عملية تفجير سيارة مفخخة
بواسطة انتحاري ارهابي ضد تجمع لعمال فقراء من الشيعة قدموا من الجنوب
الى تكريت بحثا عن لقمة عيش وقد سقط اكثر من ثلاثين شهيدا مضرجين
بدماءهم وهم يشكون الى الله من ظلم الجيرة واسرافهم في سفك الدماء
البريئة .. وقد وصف البيان العمال الشيعة بانهم مرتدون (اي كفار) وهي
وصفة عادة يطلقها السلفيون والوهابيون ‘ولحق بجمعهم البعثيون ‘ ضد
مخالفيهم في المعتقد وخاصة الشيعة حيث يقول البيان :
((اليوم جهز اخوانكم سيارة مفخخة ووضعوعا في ساحة في مدينة تكريت .هذه
الساحة يمر عليها العشرات من العمال "المرتدين"!! الذين يعملون داخل
قاعدة امريكية هناك))!
ويضيف البيان الاصفر لتلك الجماعة الارهابية المتحالفة مع اوباش
وبقايا البعث الشوفيني :
((ان العمال ‘ ثلة من "المرتدين" من الذين باعوا دينهم ورضوا بان
يكونوا خدما وذيلا للصليبيين!!))
هذا البيان يشكل ادانة واضحة لكل العلماء والفقهاء الذين لا تغادرهم
صغيرة الا وقد اصدروا بحقها فتوى لاتخرج عن اطر الحلال والحرام او
المباح المكروه الا ما يخص القتل والذبح بحق الشيعة في العراق حيث
السنتهم تسكت واقلامهم يجف مدادها وهم انفسهم يصدرون فتاوي ليست لها
قيمة اجتماعية لدي مجتمعاتهم التي تسخر منها تخص "ستار اكاديمي" كما
حدث في السعودية حيث 63 "عالما" سعوديا اصدروا بيانا دعوا المشاركين في
ذلك البرنامج
الى "التوبة" ! بعد ان اعد للفائز السعودي "هشام عبدالرحمن" حفلا
استقباليا لتسليمه الجائزة وقد رضخت "السلطات السعودية" لدعوة علماء "السلف"
والغت الاحتفال وتم تسليم الجائزة للفائز سرا وبعيدا عن الصخب الاعلامي
وهذا ان دل على شيئ فانما يدل على عمق النفوذ السلفي الارهابي وتأثيرهم
على القرار السياسي في السعودية .. هؤلاء العلماء عندما يتعلق الامر
بدماء الالاف من المدنيين الشيعة الذين تسفك دماءهم من قبل ابناء
جلدتهم الوهابيين الذين دخلوا العراق بليل وخلسة وهم ينفذون الاعمال
الارهابية باجسادهم القذرة يصمتون او
يباركون كما هو واضح من خطابهم الذي فيه وجه تشابه مع خطاب اكثر
المجاميع "العلمائية" وتنظيماتهم الدينية والسياسية ..فهم يقرؤون او
يسمعون لبيانات العصابات البعثية السلفية المجرمة تحت اسماء "انصار
السنة" وهي تكفر المسلمين وغيرهم من غير المسلمين وتوصمهم بالمرتدين
كمبرر لذبحهم وقتلهم دون ان يتخذو موقفا او يصدروا فتوى باالضد لتلك
الفتاوي والبيانات ..
اين علماء الرياض والقاهرة والرباط وصنعاء من افعال اتباعهم في
العراق؟ الم تمثل تلك الجرائم البشعة التي ترتكب باسم "السنّة والجماعة"
وصمة عار في جبينهم وهو ساكتون ولا ينبتون ببنت شفة استنكارا وتنديدا
ورفضا لتلك المخازي النكرة ؟
سكوتهم على تلك الافعال البشعة هو ادانة لهم وهم يرون بام اعينهم
اعمال الذبح والقتل بالجملة والتي يقوم بها ابناءهم في العراق ضد
ضحاياهم دون ذنب وتهمتهم فقط انهم يحملون هوية مذهبية من غير مذهب "السنة
والجماعة" ‘ فهم يدعون انهم يقتلون "الشيعة" او "المرتدون" كما يصفونهم
في بياناتهم لانهم عمال في "القاعدة الامريكية" ! ‘ فهل جموع المصلين
في حسينية الصدر في الموصل او في جوامع بغداد الشيعية الذين تم
استهدافهم هم "عمال في قاعدة امريكية" ؟!
هناك صوت شريف اكاد اجزم انه يعد من القلائل الذين سوف يشهد لهم
التاريخ بموقفهم الشريف والذي بصرخته المدوية يفضح بعض العلماء ويدين
سكوتهم ‘ هذا الصوت هو للدكتور الشريف متعب عبد الحميد ذوالنون الراوي
الذي وبشجاعة قل نظيرها يفصح عن حقيقة الموقف السني معترفا بخطأ
علماءهم في موقفهم ازاء الدماء التي تراق في العراق ‘ يقول الدكتور
متعب في بيانه الشريف والشجاع :
((والله اخجل ان اقول انا مسلم والله اخجل ان اقول انا سني إذا كان
اوباش اوغاد منحطين اكلي لحوم وشاربي دماء البشر واي بشر انهم ابناء
بلدي الجريح اقول إذا كانو هؤلاء ينتمون الى الاسلام والى سنة رسول
الله(ص) انا برئ من هكذا مسلمون..)) ..
فهل للعلماء الاخرين في العالم العربي وفي كل مكان مثل هذا الموقف
الشريف والشجاع ام انهم في غيهم سادرون وفي ضلالتهم يعمهون؟
ليس امام العلماء الا ان يعلنوا صراحة عن موقفهم او يبقوا على
سكوتهم اوتشجيعهم لاعمال القتل والارهاب وصمة عار في جبين الامة
والتاريخ .. |