بما أن الحزم صناعة، وثمرته السلامة، وذلك بحفظ التجربة والنظر في
عواقب الأمور، والجد والعزم على ما يجب فعله فإن خطوات اليابان جريئة.
قبل سنوات عندما كثر شكاوى النساء والفتيات من تحرش الشباب والرجال بهن
وازدياد الجرائم والاغتصاب مع تخصيص مبالغ طائلة لمكافحة هذه الظاهرة
لكن دون جدوى وعندها أجاب الوزير الياباني إذا لم تحل المشكلة من
جذورها فلا ينفع أنصاف الحلول وذلك بلومه النساء ومبالغتهن في التعري
وكشف المفاتن وحركات الغنج والدلال.
والآن بعد أن أطلقت شركات قطارات طوكيو حملة لحماية النساء من
الرجال الذين يلتصقون بهن في القطار عبر زيادة عدد العربات المخصصة
للنساء فقط، أدى ذلك إلى إثارة غضب بعض الركاب الذكور.
وفي دراسة أجريت في طوكيو في العام الماضي، قال نحو ثلثي النساء
اللواتي تراوح أعمارهن بين (20 و40) عاماً أن رجالاً تحسسوهن في
القطارات. وقال متحدث باسم شركة أوداكيو الكتريك للسكك الحديدية:
ليس لدينا ما يمكن أن نقوم به بشأن الزحام ويصعب منع هذا النوع من
الجرائم حتى في ظل تعاون مع الشرطة، وأضاف: يطالب الركاب أيضاً بعربات
مخصصة للنساء فقط. ويؤيد بعض الرجال تلك الخطة التي تطبق في الغالب
خلال ساعة الذروة، وقال معارض للخطة: العربات المخصصة للنساء شكل من
أشكال التمييز ضد الرجال. وارتفع عدد بلاغات حوادث التحرش في القطار
إلى (2201) عام (2004) وهو أسوأ رقم حتى الآن ويبلغ ثلاث أمثال العدد
في عام (1996).
وقال مسؤول حكومي في مدينة طوكيو: يمكن أن يكون ازداد عدد الرجال
الذين يقومون بأفعال مماثلة، ولكن ربما يكون أيضاً نتيجة أن النساء
اللاتي كن لا يتحدثن عن معاناتهن سابقاً أصبح لديهن الشجاعة الكافية
للتعبير والشكوى. أو أن السبب هو النفور من رواح السكائر والمشروبات.
وعلى كل حال ومهما كان السبب فهذه الخطة استراتيجية ناظرة إلى عمق
المشكلة وحبذا لو يوسع نطاق هذه الخطة ليشمل بقية المرافق الحكومية
والمدارس والجامعات وأماكن العمل.
وفي خطة مثيلة أجريت في شركة في موسكو حيث تم إخطار العاملات بأن
يقللن من استعمال المساحيق التجميلية وعدم استعمال الألوان الفاقعة
والتنانير القصيرة لأن من شأنها التأثير في مستوى الإنتاج وقلتها. |