إن المحاور الثلاثة التي أكد على العمل عليها لمكافحة الإرهاب مساعد
وزير الدفاع الأمريكي بيتر رودمان هي: أولاً الجوانب الأمنية والوقائية
لحماية المواطنين في البلاد. وثانياً العمل على المستوى الفكري
والأيديولوجي من خلال مساعدة الأصدقاء على هزيمة المتطرفين وهذه أصعبها.
وثالثاً: العمل على تعزيز التعاون في الجوانب العسكرية ومكافحة الإرهاب.
وتبني المحور الثاني بالعمل على المستوى الفكري والقضاء على الجهل
وتشجيع مناخات حرية الدين والرأي وإن كانت بعيدة المدى إلا أنها مضمون
النتائج ومعدومة الأضرار والخسائر، إذ يبرز التعصب الديني أو القومي
بين الفئات الاجتماعية الضعيفة التعليم والثقافة الفكرية المستنيرة،
وهي فئات قد تعاني العزلة الثقافية والاجتماعية وضعف الإطلاع على
العوالم الروحية والإنسانية للجماعات الأخرى الواقعة خارج حدودها
الاجتماعية والثقافية.
وتعدّ الجماعات القبلية في مختلف أصقاع العالم أفضل مثال للتعصب
الروحي بجوانبه العقدية والطقوسية والأسطورية والسحرية. لكن التعصب
الديني يبرز في صيغ جديدة في بعض المجتمعات المتحضرة، وأكثرها انتشاراً
هو التعصب المذهبي والطائفي وما ينجم عنه من تصدع في العلاقات
الاجتماعية.
وغالباً ما ينشأ هذا التعصب من ضيق النظرة الدينية التي عندهم،
وحصرها في الفروق والاختلافات مهما كانت ضيئلة، في الإجراءات الطقوسية
المميزة لمختلف الطوائف والمذاهب، هذا الحصر الضيق غالباً ما يدفع إلى
إغفال نقاط التشابه المهمة في التوجهات العقيدية والأخلاقية التي من
شأنها أن تقرب بين الأديان أو الجماعات الروحية المختلفة.
أما العمل العسكرية فنتائجه سلبية غالباً، كما يؤكدها المسؤولون
العسكريون، فعن رودمان أن خلايا القاعدة لا تزال موجودة على رغم أننا
دمرنا جزءاً كبيراً منها ونواجهها عسكرياً على الحدود بين باكستان
وأفغانستان والتحالف الدولي يركز حربه ضد بقايا القاعدة، مشيراً إلى
تعاون استخباراتي مع عدد من الدول لوقف التدفقات المالية، مع كل هذه
الإجراءات أفادت إحصاءات أمريكية أن الاعتداءات الإرهابية الكبيرة في
العالم ارتفعت أكثر من ثلاث مرات خلال عام (2004) مما يهدد بتجدد
النقاش في ما إذا كانت الإدارة الأمريكية تنتصر فعلاً في الحرب على
الإرهاب.
وأكد مساعدون في الكونغرس أن إحصاءات وزارة الخارجية الأمريكية
ومسؤولي الاستخبارات تظهر أن عدد الاعتداءات الإرهابية الدولية الكبيرة
ارتفع إلى نحو (650) اعتداء العام الماضي بعدما قُدّر بنحو (175)
اعتداء عام (2003).
أما بالنسبة للأمن القومي وسلامة المواطنين فيمكن تحقيقه بالقضاء
على أساس الإرهاب وأسبابه وجذوره. |