قال مستشار بارز لوزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس لشؤون
العراق يوم الثلاثاء ان الهيكل الاتحادي لالمانيا يمكن ان يكون نموذجا
للعراق عندما يبدأ وضع مسودة دستوره.
وقال ريتشارد جونز للصحفيين خلال زيارة الى برلين لإجراء محادثات
بشأن العراق مع مسؤولي الحكومة الالمانية "اعتقد ان المانيا نظرا
لهيكلها الاتحادي يمكن ان تلعب دورا بناء في صياغة او في مساعدة
العراقيين على صياغة الدستور."
واضاف "في المانيا لديكم .. الولايات .. واعتقد انها يمكن ان تكون
نموذجا مفيدا جدا للعراق." وكان جونز سفيرا للولايات المتحدة لدى
الكويت حتى يوليو تموز 2004 وهو مسؤول الان عن تنسيق سياسات العراق في
الخارجية الامريكية.
وتضم المانيا 16 ولاية تتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلالية والنفوذ
فيما يتعلق بالسياسات الداخلية التي تتقرر في برلين.
واعرب جونز عن ثقته في ان الازمة السياسية في العراق بشأن تشكيل
حكومة جديدة ستنتهي قريبا بما يسمح بالعمل في صياغة دستور جديد يستكمل
بحلول 15 اغسطس اب.
وقال جونز ان مناقشات جادة بشأن كيف يمكن للدول الاوروبية مساعدة
العراق ستجري على الارجح خلال مؤتمر يعقد في النصف الثاني من يونيو
حزيران في بروكسل.
واشاد جونز بجهود المانيا في المساعدة في تدريب قوات الامن العراقية
قائلا ان هناك حاليا ما اجماليه 150 الف عراقي مدربين ومجهزين بشكل
كامل. وتهدف الولايات المتحدة الى تدريب عشرة الاف فرد اخر شهريا خلال
العام القادم.
لكن جونز حذر من ان جهود قمع اعمال عنف المسلحين في العراق التي
تزايدت في الاسابيع الاخيرة بعد تلاشي الزخم السياسي الذي ولدته
انتخابات 30 يناير كانون الثاني ستستغرق وقتا.
وقال "ليس لدينا اي اوهام بشأن السرعة التي يمكن بها دحر التمرد.
والحق فان التمرد المتوسط على مستوى العالم يستغرق قهره ما بين ثماني
وتسع سنوات والتمرد الحالي مستمر منذ عامين فقط."
وصياغة دستور دائم يحل محل الميثاق المؤقت الذي وضع العام الماضي
ستكون واحدة من اولى مهام الحكومة العراقية الجديدة. ويتوقع ان يدور
نقاش حام بشأن درجة الحكم الذاتي بالنسبة للجماعات العرقية المختلفة.
وعارضت المانيا غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة في مارس اذار
2003 ورفضت ارسال قوات الى هناك لكن الزعيمين الالماني والامريكي اتفقا
على دفن خلافاتهما وعملا بجد لاعادة بناء علاقاتهما الثنائية. |