يرى باحث مصري أن المراكز البحثية في الولايات المتحدة تلعب دورا في
صياغة السياسة الخارجية الامريكية مستشهدا بأن بعض موظفي الادارة في
البيت الابيض ووزارتي الدفاع والخارجية "هم بالاساس باحثون."
وقال مصطفى عبد الغني في كتابه (مراكز الابحاث العربية.. صعود وصمود
مركز زايد) ان هذه المراكز تدرس المستجدات الدولية "كالارهاب" لمعرفة
اثارها على المصالح الامريكية كما تنشر الوعي بين الامريكيين بأبرز
القضايا الدولية التي تواجه بلادهم عن طريق نشر مقالات ودراسات بالصحف
اضافة الى ظهور "خبراء المراكز" في وسائل الاعلام المرئية.
ويقع الكتاب الذي طبعته مؤسسة روز اليوسف بالقاهرة وصدر هذا الاسبوع
في 124 صفحة.
وأضاف عبد الغني ان المراكز البحثية تكتسب أهميتها من دورها في
صناعة أفكار وأهداف السياسة الخارجية حيث تكسر الحواجز بين العمل
الاكاديمي النظري في الجامعات والعمل السياسي التطبيقي لصناع القرار.
وذكر أن أبزر موظفي الادارة الامريكية من الباحثين ومنهم مساعد وزير
الدفاع السابق ريتشارد بيرل وهو مفكر محافظ ومبعوث الادارة الامريكية
السابق الى الشرق الاوسط دينيس روس.
وقال ان المراكز البحثية "تتدخل تداخلا مباشرا في بعض القضايا
الدولية كمؤسسة فاعلة تهدف الى تحقيق بعض النتائج بالتنسيق مع الادارة."
وذكر أن المركز الامريكي للسلام أجرى مفاوضات قال انها غير رسمية
بين الاسرائيليين والفلسطينيين "كما قام بتدريب موظفي الادارة
الامريكية على كيفية ادارة المفاوضات بين كلا الطرفين."
كما استعرض الباحث أنشطة بعض مراكز الابحاث العربية ومنها المركز
الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ومركز الدراسات الاستراتيجية
بالجامعة الاردنية والمركز اللبناني للدراسات ومركز الدراسات والبحوث
الاجتماعية بالرباط.
ولكنه رأى أن مركز زايد الذي كان تابعا لجامعة الدول العربية ويمارس
دوره في البحث والنشر من دولة الامارات "كان يقوم بدور ايجابي لصالح
انتاج معرفة موضوعية... دافع عن الانسان في توجهه لنيل حريته في هذه
الفترة الصعبة من تاريخنا."
وقال ان مركز زايد الذي أنشيء كمؤسسة تابعة للجامعة العربية عام
1999 نظم عشرات المحاضرات والمؤتمرات التي استضافت شخصيات بارزة من
العرب والأجانب كما أصدر أكثر من 60 كتابا الى أن أغلق في أغسطس اب
2003 "بعد أن وجهت اليه اتهامات أمريكية بمعاداة السامية والترويج
لنظريات المؤامرة. كما اتهمته جامعة هارفارد بتشجيع العداء بين الأديان."
وضم الكتاب أيضا مناشدات باعادة فتح المركز لسياسيين ومثقفين عرب
منهم الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ومدير مركز دراسات
عالم الجنوب بالجامعة الامريكية بواشنطن كلوفيس مقصود.
ولعبد الغني أكثر من 50 كتابا منها (الاتجاه القومي في الرواية)
و(نقد الذات في الرواية الفلسطينية) و(المثقفون وعبد الناصر) و(المثقف
العربي والعولمة) و(حقيقة الغرب بين الحملة الفرنسية والحملة الامريكية)
و(معجم مصطلحات التاريخ العربي الحديث والمعاصر). |