قالت جماعات معنية بحقوق الانسان يوم الاربعاء إن تونس استخدمت
التعذيب والاغتصاب والحبس الإنفرادي لسنوات ضد السجناء السياسيين
للقضاء على المنشقين.
وأضافت الجماعات أن هناك أكثر من 500 سجين سياسي في تونس معظمهم
زعماء ونشطاء حزب النهضة الإسلامي المحظور وأن 40 على الأقل احتجزوا
رهن الحبس الإنفرادي لأكثر من عشر سنوات.
وقالت سارة ويتسون المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال
إفريقيا بمنظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها الولايات المتحدة في مؤتمر
صحفي في تونس مع ثلاث جماعات حقوقية تونسية "يجب أن تضع الحكومة
التونسية حدا لسياستها التي ترمي إلى سحق السجناء السياسيين بإلقائهم
في الحبس الإنفرادي لعدة سنوات."
وتنفي تونس أن لديها أي سجناء سياسيين وتقول إن بعض المحتجزين وضعوا
في عزلة بعد أن طلبوا إبعادهم عن أمور مزعجة مثل دخان السجائر. وتقول
تونس وهي حليف قوي للولايات المتحدة إن "الارهابيين" يسجنون لارتكابهم
جرائم عنف.
وقال مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان
وهي الجماعة الحقوقية المستقلة الوحيدة 536870913 المشروعة في البلاد
إن 11 سجينا على الأقل ماتوا من التعذيب وسوء المعاملة.
وأصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريرا من 39 صفحة بعنوان "سحق
الإنسان .. سحق حركة .. الحبس الإنفرادي للسجناء السياسيين" يتضمن
بالتفصيل الانتهاكات التي قالت إنها أدت إلى مشاكل جسمانية ونفسية
للسجناء.
وفي هذه الاثناء يفتتح معرض تونس الدولي للكتاب دورته الثالثة
والعشرين الجمعة فى الضاحية الشمالية للعاصمة بمشاركة نحو 274 عارضا من
22 دولة من العالم العربي واوروبا واميركا الشمالية.
واشار بوبكر بن فرج مدير المعرض الاربعاء خلال مؤتمر صحفي الى ان "الدورة
الجديدة شكلت مناسبة لمشاركة 128 ناشرا جديدا من بينهم 12 ناشرا تونسيا
و 16 مغاربيا و72 ناشرا من دول عربية اخرى و28 من دول اوروبية"
واكد بن فرج ان "الدورة الحالية تسعى الى تحقيق توازن فى العناوين
المعروضة التى يصعب حصرها" مضيفا ان "المعرض سيوفر للزائر كتبا فكرية
وادبية وفنية وعلمية و تقنية وكتبا موجهة للناشئة".
واكد اهتمام المعرض في الانفتاح على "الثقافات الاخرى ومواكبة
التطور المعرفي في العالم".
والدول العربية المشاركة هي الجزائر والمغرب والسعودية والاردن
والامارات العربية المتحدة وليبيا والكويت وسلطنة عمان وفلسطين والكويت
والسودان.
وهي المرة الثالثة على التوالي التي لا يشارك فيها العراق فى هذا
الحدث بسبب "الظروف القاسية التى يمر بها هذا البلد الشقيق" وفق
المنظمين.
والدول الاجنبية المشاركة فى المعرض فرنسا والولايات المتحدة
وبريطانيا وتركيا وكندا وايطاليا والمانيا وهولندا وسويسرا واسبانيا.
واشار بن فرج الى ان الدورة الحالية خصصت جناحا "لمعهد العالم
العربي فى فرنسا" يقدم صورة عما تقوم به هذه المؤسسة المهمة فى التعريف
بالحضارة العربية فى اوروبا.
وتقام على هامش معرض الكتاب الذي يستمر حتى الثاني من ايار/مايو
ندوات فكرية يشارك فيها نخبة من المثقفين العرب على غرار المغربي محمد
بنيس والسورى من اصل فلسطيني صالح الماني ورئيس اتحاد الكتاب العرب علي
عقلة عرسان والناشر الفرنسي "انطوان غاليمار".
و من ابرز الندوات "الترجمة فى زمن العولمة" و"الشراكة فى قطاع
النشر" و"المتخيل والمرجعي فى الرواية التاريخية" و"الكتاب والاعلام".
ويقام ايضا "فضاء للثقافة الرقمية" تمهيدا لاستضافة تونس المرحلة
الثانية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات عام 2005 وامسيات شعرية تحت
عنوان "قصائد مسافرة" تلقى خلالها قصائد شعراء عالميين. |