قال صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) يوم الاثنين ان الدول
النامية قطعت خطوات واسعة في مجال سد الفجوة في التعليم بين البنين
والبنات لكن ايقاع التقدم لايزال بطيئا خاصة في دول جنوب الصحراء
الكبرى بافريقيا وفي جنوب أسيا.
وتوصلت دراسة للمنظمة الدولية المعنية بالاطفال الى ان أقل من 100
مليون طفل على امتداد العالم قد لا يلتحقون بالتعليم الابتدائي في عام
2005 مقارنة بعام 2001 حيث قدر عددهم بنحو 115 مليون طفل.
تأمل الامم المتحدة أن تشهد انتفاء الفروق بين البنين والبنات في
التعليم الابتدائي كجزء من هدف الام المتحدة في تعميم التعليم
الابتدائي في العالم بحلول عام 2015.
وقالت كارول بيلامي المديرة التنفيذية لليونيسيف "هناك تقدم كبير
فيما يتعلق بكل من التحاق الاطفال بالمدارس وتقريب الفجوة بين البنين
والبنات... ولكن... معدل التقدم بطئ فحسب."
وقالت اليونيسيف ان غالبية الدول في منطقة جنوب الصحراء الافريقية
والكثير من دول جنوب اسيا لن تحقق هدف الامم المتحدة في تعميم التعليم
الابتدائي بحلول عام 2015 دون بذل مزيد من الجهد.
وقال تقرير لليونيسيف ان الدول الخمس الاكثر تخلفا في تقريب الفجوة
بين البنين والبنات في مجال التعليم الابتدائي هي اليمن والنيجر وتشاد
ومالي وبوركينا فاسو. وأضاف التقرير ان باكستان تأتي في منزلة متأخرة
أيضا.
وقالت بيلامي ان الاطفال في المناطق الريفية هم الاكثر تضررا كما
يعاني الاطفال في المناطق التي يسودها الفقر والصراعات المسلحة أو مرض
نقص المناعة المكتسب (الايدز).
وتصر اليونيسيف وكثير من الهيئات التنموية على ان التعليم الجيد
للنساء والبنات امر رئيسي لتحسين النمو الاقتصادي ومستوى المعيشة.
ويقيم التقرير الذي جاء بعنوان "تقدم من اجل الاطفال" الدراسة
الابتدائية والدراسة الثانوية للاطفال في العالم استنادا الى هدفين
للامم المتحدة يتمثلان بردم الهوة بين الذكور والاناث في مجال الدراسة
في 2005 وضمان حصول جميع الاطفال على التعليم الابتدائي بحلول سنة
2015.
ويشير التقرير الى ان تقدما "مهما جدا" تحقق في العالم باتجاه "هدف
المساواة بين الجنسين في ما يتعلق بوجود الفتيات في المدارس الابتدائية".
وذكر ان 125 دولة من اصل 180 تتوافر معطيات حولها ستحقق هدف المساواة
بين الجنسين خلال هذه السنة.
واضاف ان "دخول الفتيات الى المدرسة حقق تقدما اكثر من دخول الصبيان
في كل المناطق وفي معظم الدول النامية".
واشارت يونيسف الى ان المؤشر العالمي للمقارنة بين الجنسين بلغ 0,96
في 2005 اي ان هناك 96 فتاة في المدرسة مقابل 100 فتى في المرحلة
الابتدائية.
الا ان هناك نسبة عالية من انعدام المساواة ضمن هذا المعدل العالمي.
فهناك ثلاث مناطق في العالم هي الشرق الاوسط-شمال افريقيا وجنوب آسيا
وافريقيا الغربية والوسطى لا تزال متأخرة في موضوع تعليم الفتيات وبلغ
مؤشر المقارنة فيها 0,95.
وتبدو الفروق مثيرة للقلق خصوصا في جنوب آسيا وافريقيا الغربية
والوسطى. في المقابل يشير التقرير الى ان دخول الفتيات الى المدارس في
الشرق الاوسط وشمال افريقيا "تقدم بشكل بارز خلال السنوات الاخيرة".
والمساواة بين الجنسين هي مرحلة ضرورية من اجل بلوغ هدف تامين
التعليم الابتدائي للجميع قبل 2015.
وفي حال حافظت معظم الدول في الشرق الاوسط-شمال افريقيا وشرق
آسيا-المحيط الهادىء واميركا اللاتينية-الكاريبي على نسبة تقدمها
الحالي فيمكنها ان تصل الى تحقيق هدف التعليم للجميع في 2015.
الا ان التقرير ينبه الى ان على معظم دول افريقيا جنوب الصحراء ودول
كثيرة في جنوب آسيا ان تبذل جهودا ضخمة من اجل التوصل الى ذلك.
وتذكر منظمة الامم المتحدة للطفولة بان العراقيل الاساسية في هذا
المجال هي الفقر وانتشار فيروس الايدز والنزاعات وعمالة الاطفال
والكوارث الطبيعية.
الا انها قالت ايضا ان ثلاثة ارباع الاطفال الذين تركوا المدرسة
الابتدائية في الدول النامية ينتمون الى عائلات لم تذهب الام فيها يوما
الى المدرسة.
وفيما يخص العالم العربي، تبين البيانات الخاصة أن الفتيات تفوقن
على الأولاد خلال العقد الماضي في جميع الميادين الأكاديمية تقريباً،
وأن نسب الالتحاق بالمدارس الابتدائية للأولاد والفتيات تتقارب مع
المعدلات العالمية.
وأشار التقرير إلى أنه عند التحاق الفتيات العربيات بالمدارس
الابتدائية، فإنهن عادة يضاهين الأولاد إن لم يتفوقن عليهم، وتبين أيضاً
أن أعداد الطالبات اللواتي يرسبن الصفوف، في معظم الدول العربية، تقل
عن عدد الأولاد.
وأوضح تقرير اليونيسف أن نحو ثلثي الفتيات اللواتي ضمن الفئة
العمرية الملائمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ملتحقات بالمدارس
الابتدائية، وأكثر من 90 في المائة من الأولاد والفتيات في المنطقة
يصلون الصف الخامس الابتدائي.
ومع ذلك، فإن الفتيات العربيات مازلن يواجهن مشاكل حقيقية في مجال
إكمال التعليم المدرسي، حيث يُسحب الكثير منهن من المدارس قبيل فترة
البلوغ أو بعدها، إضافة إلى أن كثيراً منهن يحملن عبئاً كبيراً من
الأعمال المنزلية، مما يعيق دراستهن ويدفعهن إلى ترك المدرسة.
وفيما يتعلق بتسرب الأطفال من المدرسة، أكد التقرير أن التقاليد
والفقر يفاقمان حرمان الفتيات وذلك رغم أن دول عربية كثيرة اعترفت ببند
حقوق الإنسان الخاص بالتعليم الحر والإجباري.
غير أن الواقع هو أن ارتفاع أقساط المدارس يساهم في ردع الأباء عن
إرسال أبنائهم، وبناتهم على وجه الخصوص، إلى المدارس.
وأوضح التقرير أن ثمة تفاوت في توفير التعليم الابتدائي والالتحاق
به بين المجتمعين المدني والريفي مشيراً إلى أن المتغيرات المرتبطة
بمعدل غنى العائلة تظل دليلاً دائماً على هذا الوضع.
وفي معرض تعليقة على تقرير برنامج" التقدم من أجل الأطفال، أشار
محمود قابيل سفير اليونيسف للنوايا الحسنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال
إلى أنه مازال على العالم العربي مواجهة مشكلة تتمثل في وجود 7.5 مليون
طفل غير ملتحقين بالمدارس نصفهم من الفتيات. |