السوالف
جمع للسالفة وتعني الماضية، وهي عند العراقيين ما مضى من الحوادث
والوقائع والقصص، وفيها من العبر والحكم الشيء الكثير.
المحامي والكاتب العراقي الذي يحمل فوق ظهره ثمانية عقود من السوالف
والحواتيت التي دارت في شوارع بغداد وأزقّتها، فضّل مؤخراً من مهجره في
نيويورك ان يرفع عن كاهله بعضاً من أحمال السنوات واثقالها ويحدّث
الجيل الجديد بنحو 130 سالفة بغدادية في كتابه الذي صدر مؤخرا عن دار
فصلت للدراسات في نيويورك وحمل عنوان (سوالف بغدادية) في 430 صفحة من
القطع المتوسط وقدم له الكاتب السوري عبد الباسط ابراهيم ونشرت في مجلة
النور الصادرة في لندن في العدد (167).
السوالف البغدادية عقد منضود عانق مسرح الحياة في أزقة بغداد، فجاءت
السالفة تتبعها الاخرى باسلوب سلس محبب، وكلما قرأت سالفة ظريفة جاءت
اختها بأظرف منها.
ودوّن غالب مقصود في سوالفه جانبا من تاريخ العراق في العهد الملكي
بعامة وبغداد بخاصة، كما ان سوالفه ضمّّت المئات من الامثال الشعبية
البغدادية والعراقية ما يمكن اعتبارها كنزا، ولو أمكن جرد الأمثال
وضمها في آخر الكتاب في باب مستقل لجاءت الفائدة أكثر وأكبر، واعتقد ان
الجيل العراقي والبغدادي بخاصة في عراق ما بعد التاسع من نيسان - ابريل
- العام 2003 سيشعر بالمتعة ويمتح العبر وهو يدور بين سوالف غالب مقصود
من سالفة الى اخرى ومن زقاق الى آخر.
وحرص مقصود في الكثير من سوالفه ان ينقل القارئ من العهد الملكي الى
العهد الجمهوري عبر ربط مقصود للاتعاظ واخذ العبر من تجارب السابقين
بخاصة في مجال التعامل مع الشأن الاجتماعي العراقي والواقع السياسي
والعلاقات الاقليمية والدولية.
واذا كان الكتاب غنياً بالأمثال الشعبية فهو غني بالمفردات
والمصطلحات البغدادية والعراقية التي قد لا يعرفها غير العراقي، وهي
محاولة من الكاتب في التعريف بها لأن عدداً غير قليل منها لم تعد
تستعمل في الحوارات اليومية، على ان هناك مفردات جديدة لم يعايشها
الجيل السابق نشأت مع الاحداث التي حلت على العراق في العقود الاربعة
الاخيرة، وكل مفردة هي كتاب بحاله تحكي عن سوالف عاشها ويعيشها المجتمع
العراقي.
سالفة بريطانية!: نشرت صحيفة ميترو (METRO) اليومية الصادرة عن
شبكة محطة الانفاق والقطارات في لندن ليوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر
ابريل – نيسان، سالفة في الصفحة الثانية عن الجندي البريطاني كريستوفر
هيوجز الذي ابدل القاضي حكم السجن مقابل الخدمة العسكرية في العراق.
تبدأ القصة التي روتها الصحيفة اللندنية كالتالي:
حاول كريستوفر هيوجز البالغ من العمر 19 عاما اقتحام منزل
المتقاعد جون تيري (73 عاما)، الذي يعيش في دار منعزلة، فحطم له زجاج
النوافذ. وفي قاعة المحكمة التي انعقدت يوم الاثنين الحادي عشر من
نيسان – ابريل في مدينة اكستر، توسل كريستوفر الى الضحية وامام القاضي
بان يتنازل عن حقه ويعفو عنه مقابل ان يقضي محكوميته وهي ستة اشهر
للعمل في صفوف الجيش البريطاني في العراق.
قاضي مدينة اكستر غراهام كوتل قرر في النهاية بعد ان استمع الى
توسلات المتهم وموافقته على الخدمة في العراق تغريم كريستوفر الف جنيه
استرليني كحق عام والفين جنيه لترميم الاضرار التي اصابت منزل
المتقاعد. ثم توجه بحديثه الى المتهم: يرغب السيد تيري ان تستمر في
خدمة بلدك.
alrayalakhar@yahoo.co.uk |