اتهموك يا سيدي بانك متقاعس .. وانك متخلف ، قالوا عنك انك اناني
جدا تريدها (حار.. مكسب .. وبلاش) على حد
تعبير الامثال الشعبية العراقية.
انك يا سيادة المواطن العراقي لا تضع الامور في ميزانها الصحيح، ولا
تملك وعيا سياسيا يرقى الى رهان المشروع الانتخابي على الاقل.
لكنك اصفحت وسامحت واثبت العكس للجميع .. فحين صاحت افواه الوطن
لبّى ندائك باستجابة مذهلة ساعة الحسم واقترعت للعراق، لقد اقترعت
للعراق وعلى خطى اقدامك تعزف اناشيد المستقبل عسى ان تبشر بما هو موعود.
تعمل كشجرة التين تثمر بدون ورود كاذبة ، فعلك ابلغ دلالة على وعيك
قبل ان تتفوه بحرف واحد. لقد حملت امانة الانتخابات بشرف ومنحت صوتك
لمن تريد ، فبخ بخ لك يا سيدي المواطن.
لكن ما قدمته من واجب ليس نهاية المطاف، بل القيت الكرة بدقة عالية
في ملعب المرشحين.. ماذا يا ترى عساهم ان يقدموا لك ؟ لقد راهنوا عليك
وربحوا وهذه المرة راهنت عليهم وسوف ننتظر ماذا هم فاعلون ؟
رغم انهم مناظلين واصحاب تاريخ الا اننا راينا حتى هذه اللحظة دورا
لا يلبي الطموح، لا ندعي ان ملفا استثنائيا كملف الحكومة شيئا اعتياديا
ولا ندعي ان المفاوضات الدائرة بين الاطراف العراقية الفاعلة في الساحة
من العبث بشئ...
ولكننا نجزم ان القصة طالت بمافيه الزيادة بحيث اصبحت الاولويات
التي ارادها المواطن العراقي في طي النسيان لا بل لا نتردد في اعلان
تخوفنا من ان تتجرد المفاهيم الديمقراطية الى اهازيج فارغة تبقى طقوسا
شكلية بعيدة عن الاهداف التي سيقت من اجلها .. لا نريد ان ننتخب فقط
لكي يقال عنا بأننا انتخبنا ولا نريد ان
تتحول الحكومة من اجل ان يقال عنّا ان لدينا حكومة.
الملاحظ ان سقف التشنج لا زال عاليا في خطاب ومطالبات القوى
السياسية في العراق وهذا ما شهدنا بشكل معلن في اشواط ومخاضات تشكيل
الحكومة مع ان الحكومة لمدة سنة ومع ان الحكومة لا تصل في اهميتها
واستثنائيتها الى اهمية الدستور وهذا ما يثير مخاوفا اكثر لدى الشارع
العراقي عن المدة الزمنية التي ستستغرقها صياغة الدستور وما اذا كانت
تلك الجمعية الوطنية قادرة على لملمة اوراقها مرة اخرى لخوض جدلية
سياسية من الوزن الثقيل من اجل دستور عراقي يلبي طموح اغلب مكونات
الشعب العراقي.
ثم ان على الجمعية الوطنية ان لا تنسى ان المواطن العراقي لا زال
يطالب بملفات لصيقة بالحياة اليومية للمواطن العراقي المرهق جدا،
فالصيف مقبل واليتار الكهربائي خلق عقدة سرطانية في نفوس العراقيين،
كذلك الحال بالنسبة لانقطاع الماء ثم قصة البطالة ، الرقابة وفوق جميع
ذلك الملف الامني.
هذه دعوة عامة لتذكير اعضاء الجمعية الوطنية ببريق الشعارت الكبيرة
التي رفعوها قبيل الانتخابات، علينا ان نذكر لعل الذكرى تسمع عند
المنتخبين.
فدعونا هذه المرة نتحلى بشئ من نكران الذات ، ونزرع في اعماقه بشائر
التغيير والاصلاح .. ذلك التغيير الذي يتأتى عن طريق ورقة يلقيها
المواطن العراقي بكل محبة وشفافية وسلام في صناديق الاقتراع بدافع من
الوعي السياسي المطلوب.
* كاتب عراقي
Mosawi_gamal@hotmail.com |