اشتهر عن سايمون لي ادمانه للقمار كما خسر 100 ألف دولار سنغافوري
(61650 دولارا) عام 1995 وفي النهاية قرر أن يطلب المساعدة من الواعظ
الذي يعيش بالقرب منه.
كان يبدو أنه تغلب على المشكلة ولكن ما حدث هو أنه بدأ يطلب من
أصدقائه اقراضه بعض المال بعد أن خسر 2500 دولار في ناد ماليزي للقمار
في ديسمبر كانون الاول.
وفي ذلك الشهر الذي غرق فيه في الديون وعانى من ضغوط الدائنين ألقى
هذا الرجل البالغ من العمر 40 عاما بنفسه من شقته الواقعة في الطابق
الثاني عشر. وكانت زوجته وابنهما (11 عاما) وابنتهما (4 أعوام) قتلى
داخل الشقة في حادث قتل.
وفي الوقت الذي يعاني فيه أبناء سنغافورة من انقسام بسبب خطط لفتح
أول ناد للقمار في البلاد فان هذا الحادث المأساوي يمثل للمعارضين حجة
دامغة لرفض هذه الخطط.
ونادرا ما يعارض السنغافوريون الحكومة صراحة ولكن هذا الحادث يثير
مشاعر الاسى لدى المواطنين وأثار جدلا سياسيا صريحا نادر الحدوث. ويقول
لي كوان يو وهو رئيس الوزراء المؤسس لسنغافورة أن هذه القضية قسمت
الوزراء الى "مدافعين عن المباديء الاخلاقية" و"عمليين".
وما زالت الشرطة تحقق في الحادث ولكن الكنيسة التي كان يتردد عليها
سايمون لي أكدت لرويترز أنه عانى من ديون كثيرة بسبب القمار. ونشرت
وسائل الاعلام الحكومية تفاصيل عن الميل إلى المراهنات يقول منتقدون
إنها تشيع بشكل مثير للقلق في منطقة تعود فيها المقامرة إلى قرون ماضية.
قال تان انج لوك (48 عاما) "تظهر مأساة أسرة لي المخاطر المتعلقة
باقامة ناد للقمار هنا. لابد أن تضع الحكومة حدا فاصلا بطريقة ما. لابد
أن يكون هناك حد والا سنرى المزيد من المآسي الاسرية."
جمع تان وهو اخصائي اجتماعي محنك نحو 29 ألف توقيع في التماس نشر
على الانترنت لوقف اقامة نادي القمار.
وأضاف "احساسي هو أن أغلب الناس يعارضونه. بعد الحادث زاد عدد
التوقيعات ولكنها لم تكن كبيرة للغاية" في اشارة إلى الالتماس الذي
كتبه تحت عنوان "الاسر تعارض خطر نوادي القمار في سنغافورة".
ومن المقرر أن تعلن الحكومة قرارها يوم 18 أبريل نيسان بعد أن قدم
المؤسسون خططا في فبراير شباط لاقامة ناد للقمار على غرار النوادي
الموجودة في مدينة لاس فيجاس الامريكية والذي قد يتكلف ما يصل إلى 1.9
مليار دولار كما يقول بنك ميريل لينش للاستثمارات. كما سيضم النادي
متنزهات ترفيهية ومراكز تجارية ومتحفا وقاعات اجتماعات.
وتقدمت أكبر الشركات المعروفة في مجال القمار بعروض لاقامة هذا
النادي.
ونادرا ما يثور الجدل في سنغافورة ولكن ما هو أكثر ندرة التلميح
بوجود أي انقسام داخل حزب العمل الشعبي الحاكم الذي حكم سنغافورة بلا
منازع منذ الاستقلال عام 1965 ويحتل كل مقاعد البرلمان عدا اثنين.
قال هو خاي ليونج وهو مؤلف لعدة كتب عن سنغافورة وباحث في معهد
دراسات جنوب شرق اسيا "ظهرت معارضة أو مخالفة الافكار السياسية في
الماضي في سنغافورة ولكنها ليست بالقوة التي ظهرت بها في هذه القضية
على وجه الخصوص."
وأضاف "مأساة أسرة لي جاءت في توقيت سيء سياسيا حقا. انها ليست في
صالح الحكومة."
ولا تشير أي استطلاعات للرأي موثوق بها إلى تأييد المواطنين لاقامة
ناد للقمار واستبعدت الحكومة إجراء استفتاء على هذه القضية. وتظهر
استطلاعات أجرتها على الانترنت وبالهاتف قناة نيواجيا الحكومية ميلا
بسيطا نحو معارضة اقامة مثل هذا النادي.
وقدم جوشوا جيياريتنام السياسي المعارض السابق وهو الآن نشط سياسي
طلبا إلى السلطات لتنظيم مسيرة في مجلس البلدية احتجاجا على نادي
القمار يوم 17 أبريل نيسان قبل يوم من القرار الذي من المفترض أن تتخذه
الحكومة. ومن غير المرجح الموافقة على هذه المسيرة.
والتعبير عن الرأي قضية حساسة في سنغافورة ونادرا ما توافق الشرطة
على طلبات تنظيم الاحتجاجات. كما أن التجمعات التي يزيد فيها الاعضاء
عن أربعة ولم تحصل على الموافقة من السلطات المعنية غير مشروعة.
ويتوقع أغلب الخبراء وسكان سنغافورة حصول الموافقة على اقامة نادي
القمار في الوقت الذي تحاول فيه سنغافورة ابعاد شبح التراجع الاقتصادي.
وسيزيد نادي القمار من جهود اعادة تشكيل اقتصاد سنغافورة الذي يقدر
حجمه بنحو 110 مليارات دولار لتصبح مركزا للخدمات في الوقت الذي سبب
فيه النمو الاقتصادي السريع للصين في تراجع قاعدة التصنيع التقليدية في
الجزيرة. كما أن مدنا سريعة النمو مثل بانكوك تسعى للحصول على الارباح
الكبيرة من عائد السياحة.
ويقوم أبناء سنغافورة بالفعل بالكثير من المراهنات في أوراق
اليانصيب أو عبر وسائل غير مشروعة. ويقدر بنك ميريل لينش أن أي ناد
للقمار سيعيد ما يصل الى 60 في المئة من 735 مليون دولار هو ما ينفقه
أبناء سنغافورة في الخارج سنويا في المقامرة.
وستعمل الحكومة على تقييد العضوية من سكان البلاد من خلال فرض رسم
عضوية يبلغ مئة دولار سنغافوري (62 دولارا) يوميا أو ألفي دولار
سنغافوري سنويا للحد من المخاوف من احتمال أن يؤدي النادي الى زيادة
الجريمة وظهور آفات اجتماعية في واحد من اكثر المجتمعات الاسيوية أمانا.
كتب اندرو بانج سيو كوان في واحد من بين عدد من الخطابات التي
أرسلها مؤخرا إلى الصحف المحلية بشأن هذه القضية "بمجرد اعطاء الضوء
الاخضر سيكون هذا نقطة اللاعودة. وستشهد سنغافورة المزيد من المآسي مثل
مأساة سايمون لي وأسرته." |