تقول آنجل كاربيرا، رئيسة مدرسة أميركية بارزة لإدارة الأعمال
الدولية، إن روح المواطنية الجيدة في الشركات أصبحت أولوية للأعمال
الكبيرة ومن المحتمل أن تبقى على ذلك الشكل بينما المزيد من الشركات
تدخل السوق العالمية وتنافس فيها.
وقالت كابريرا للصحفيين في مؤتمر صحفي في مركز الصحافة الأجنبية
التابع لوزارة الخارجية في واشنطن، "إن المسؤولية الاجتماعية في
الشركات ليست بدعة. بل الحقيقة أن هناك أسبابا بنيوية لحدوث هذا الأمر
وهو يحدث على نطاق واسع."
وكابريرا هي رئيسة "ثاندربيرد"، وهي مدرسة غارفن للإدارة الدولية في
أريزونا.
وقالت إن السبب الرئيسي لذلك هو الأهمية المتنامية ل "الأصناف"
العالمية المعترف بها على نطاق دولي واستعمال الانترنت لنشر المعلومات
والسماح للمستهلكين والناشطين بأن ينظموا أنفسهم.
وأضافت إن الشركات هي اليوم أكثر حساسية تجاه صورتها العامة وأكثر
انكشافا من أي وقت مضى للضغط من المستثمرين والرأي العام عموما.
وقالت كابرير، إذا كان لديك صنف عالمي، فإن وقوع خلل ما في جزء من
العالم يمكن أن يؤثر على عملياتك في جميع أنحاء العالم."
واستشهدت بفضائح الشركات التي انتشرت في الولايات المتحدة أواخر عام
2002، والتي انتجت تهما جنائية ضد عدد كبير من مدراء الشركات وشوهت
سمعة منظمات وقادة أعمال كانوا محترمين ذات مرة.
وأشارت كابريرا إلى أن عوامل أخرى ايجابية ساهمت في التشديد على
المواطنية الجيدة في الشركات تشمل الإجماع بين المنظمات غير الحكومية
وجماعات المساعدة بأن مشاكل أمثال الفقر وتدهور البيئة لا تمكن
معالجتها بصورة فعالة بدون تعاون قطاع خاص قوي ومسؤول.
وقالت إن شركات كثيرة عبر العالم وقعت على ميثاق الأمم المتحدة
العالمي ومبادئه العشرة للأعمال في مجالات حقوق الإنسان، والعمل،
والبيئة، ومكافحة الفساد. وهي تشمل شركات أميركية كبيرة أمثال دوبونت،
ذي غاب، هيوليت-باكارد، ستارباكس، وبفيزر إنك.
وقالت كابريرا إن هذه الشركات وغيرها أخذت تجد أن روح المواطنية
الجيدة من شأنها أن تجلب فوائد في المدى الطويل إذا تمت تلبية شروط
معينة.
الشرط الأول، كما قالت كابريرا، هو أن المشاريع الاجتماعية والبيئية
يجب أن تكون متصلة بالأعمال الأساسية للشركة. وبالنسبة إلى مدراء
الأعمال، إنها "في الحقيقة مسألة استعمال ما تحسن الشركة عمله" وترجمة
تلك المهارة إلى أعمال جيدة. وقالت إن هناك أمثلة متوفرة في شكل شركات
برامج كمبيور تخصص منتجات لمدارس في دول نامية وشركات نقل توفر الآليات
لنقل الأغذية إلى المناطق المحتاجة.
ثانيا، إن المشاريع الاجتماعية، كما قالت، يجب أن تنمي تنافسية
الشركة مع الوقت، بإيجادها بيئة أفضل للأعمال. وقالت إن البليون التالي
من أجهزة الكمبيوتر الشخصية سوف لا تباع في الولايات المتحدة وأوروبا
الغربية. إن البليون التالي من أجهزة الكمبيوتر الشخصية سوف تباع في
العالم النامي. وذلك هو المكان حيث يكمن النمو. وقالت إذا أصبحت
الشركات لاعبات نشيطات في ترويج التنمية في المجتمعات الفقيرة
والمساعدة على إيجاد طبقات متوسطة جديدة كبيرة، فتلك الشركات هي "أول
من سيحقق أرباحا."
ثالثا، إن المواطنية الجيدة في الشركات يجب أن "تتخلل" كامل تركيبة
الأعمال كي تكون لجميع الموظفين -- وليس فقط لكبار المدراء -- مصلحة في
النتيجة. وبين المنافع الأخرى، كما قال كابريرا، أن الشركات غالبا ما
تستعمل سمعتها الجيدة كوسيلة لاجتذاب أفضل المتخرجين من مدارس الأعمال.
ثم خلصت السيدة كابريرا إلى القول إن مواطنية الشركات هي جيدة، ليس
فقط لخير الأشخاص والمجتمعات حول العالم، بل إن لها أيضا معنى جيد من
حيث الأعمال. |