عثر العلماء على هيكل عظمي في شمال شرقي أثيوبيا يعد من أقدم ما عثر
عليه لجد الانسان الحديث. ونقل عن فريق العلماء الذي عثر على الهيكل
المكون من علماء أمريكيين وأثيوبيين قولهم ان "الهيكل يرجع عمره الى
أكثر من أربعة ملايين سنة". واضافوا انه من المؤكد ان هذا الكائن كان
يمشي على رجلين مثل الانسان الحديث.
وقال رئيس فريق لعلماء آثار يدرسون الاصول البشرية في شرق اثيوبيا
انهم اكتشفوا 12 حفرية يبدو انها أقدم من الحفرية الشهيرة (لوسي).
وقال عالم الآثار الاثيوبي يوهانيس هيلا سيلاسي في مؤتمر صحفي يوم
السبت ان "اكتشاف 12 حفرية للانسان البدائي الاول تتراوح أعمارها بين
3.8 و 4 مليون عام شيء مهم فيما يتعلق بفهم المراحل المبكرة للتطور
البشري قبل (الحفرية) لوسي."
وتابع قوله "من المأمول ان تساعد الاكتشافات الجديدة العلماء على
ربط المعلومات ببعضها البعض وتعميق معرفتنا بالمراحل الزمنية للتطور
البشري."
ولوسي اكتشاف اثري تم في اثيوبيا عام 1974 وحظي باستحسان العالم.
وكان اكتشاف الهيكل العظمي شبه الكامل للانسان البدائي الاول الذي قدر
عمره بنحو 3.2 مليون عام على الاقل علامة بارزة في البحث عن أصول
البشرية.
وقال يوهانيس ان الاكتشاف الجديد عثر عليه على بعد 60 كيلومترا
شمالي الموقع الذي اكتشف فيه هيكل لوسي في منطقة عفار بشرق البلاد.
وأضاف ان البقايا التي عشر عليها تشمل هيكلا كاملا بالضلوع والفقرات
القطنية والحوض. كما عثر على بقايا لحيوانات.
وبعد 20 عاما من العثور على حفرية لوسي عثر علماء اثار على بقايا
هيكل عظمي لقرد في حجم حيوان الشمبانزي قدر عمره بنحو 4.4 مليون عام في
منطقة عفار.
والاسم العلمي ل"انسان" تلك المرحلة يمكن ترجمته الى "شبيه الانسان"
أو ال"متأنسن" واوضحت (بي.بي.سي) انه الحلقة المفقودة التي طالما تكلم
أصحاب نظرية النشوء والارتقاء عنها بين القرد والانسان وهي تلك المرحلة
التي بدأ فيها حجم المخ يكبر وبدأ فيها الكائن يسير قائما وليس على
أربع كالقرد. ويقول العلماء ان الكائن المتأنسن الذي منه لوسي والهيكل
الذي عثر عليه حديثا هو بالفعل الحل لتلك المعضلة التي طالما حيرت
الباحثين في أصل الانسان. ولم يطلق على الهيكل القديم الجديد أي اسم
بعد. ونسبت (بي.بي.سي) الى العالمين الأمريكي بروس لاتيمر والاثيوبي
يؤنس هايله سلاسي القول ان هذا الكائن هو أقدم كائن مشى على رجلين تم
العثور عليه حتى الآن وانه سوف "يكون ثورة في علم النشوء والارتقاء".
وعثر على عظمة الساق كاملة وأجزاء من عظمة الفخذ وبعض الأضلاع وجزء من
العمود الفقري وجزء من الحوض والمنكب كاملا. وأثبت تشريح عظمة مسمار
القدم ان الكائن كان يمشي على رجليه مثلما يفعل الانسان الحديث.
وأثبت تشريح عظمة مسمار القدم إن الكائن كان يمشي مثلما يمشي
الإنسان الحديث.
وأضاف لاتيمر أنه من شبه المؤكد أن هناك المزيد من الهياكل العظمية
التي ترجع إلى نفس الحقبة، والتي لم تخرج من باطن الأرض بعد، وأنها سوف
تزيح الستار عن الحلقة المفقودة بين القرد والإنسان.
وتم العثور في إثيوبيا على بقايا تسعة متأنسنين تم الإعلان عنها في
يناير كانون ثاني الماضي ولم تخرج من باطن الأرض بعد. |