أخيرا.. ربما يدخل "أدب الشارع" عصره الذهبي في الولايات المتحدة
بعد أن ظل لسنوات حركة أدبية غير معترف بها نشأت كحركة ثقافية بين
ادباء سود غالبا ما ينشرون ويبيعون انتاجهم بأنفسهم.
والقصص في أدب الشارع فجة بكل ما تعنيه الكلمة.. اللغة والعنف
والوصف الفاضح للمشاهد الجنسية وتصميم الشخصيات على الفرار من أحياء
قاع المدينة الفقيرة والبائسة.
ويلعب الدين والهواجس والاسماء الشهيرة والصراعات الصريحة بين الخير
والشر دورا كبيرا في الكتب مما يجعلها مزيجا من الحكايات الاخلاقية
وروايات ماريو بوزو الاكثر عنفا عن عصابات المافيا والادب.
قال سيمبا سانا المالك المشارك لسلسلة كاريبو الصغيرة في ضواحي
العاصمة الامريكية واشنطن "في البداية لم تكن حقا ظاهرة... انها تناسب
أساسا سكان المدن الخارجين توا من السجن."
وباعت رواية "الشتاء الاشد برودة" لسيستر سولاجا مليون نسخة منذ أن
ظهرت قبل خمسة أعوام ولا تزال مبيعاتها جيدة. والتقط ناشرون كبار
سولاجا وكتابا مثل نيكي تيرنر جزئيا بسبب قرائها من النساء.
وقال سانا "سيستر سولاجا هي التي استهلت حقا هذا الطريق." ومضى يقول
"كان كتابا عن فتاة سوداء."
وأضاف أن ما بين سبعة الى ثمانية كتب من الكتب الرخيصة الافضل مبيعا
في سلسلة كاريبو في أي وقت هي روايات من أدب الشارع.
ويمكن أن يمضي أدب الشارع خطوة أخرى.
فالقراء من الطبقة المتوسطة الذين قرأوا ها جين بسبب اهتمامهم
بالصين أو ماريو فارجاس لالقاء نظرة خاطقة من الداخل على أمريكا
اللاتينية قد يقرأون أيضا رواية "الجسر" التي تستحوذ على الانتباه
لسولمون جونز لمعرفة شيء عن احياء الاقليات في مدينتهم.
ويفضل توني مدينا الذي يقوم بتدريس الادب والكتابة في جامعة هاوارد
أن يرى على الارفف كتبا مكتوبة بشكل أفضل عن الحياة في الشارع.
وقال "انها كأي مكان حيث يتجاور الجميل والقبيح. لماذا نحتفي
بالقبيح." وتابع قائلا "أرى أنه (أدب الشارع) يسبب مشكلة... انه يضفي
طابعا رومانسيا على عاهرات الشوارع والقوادين."
وأضاف "هناك ثروة كبيرة من الاعمال الادبية الاكثر تحديا وكمالا...
يقول أناس.. على الاقل انهم يقرأون.. تلك قمامة.. ذلك تنصل من
المسؤولية."
وتختلف معه ماليكا اديرو وهي محررة كبيرة في شركة سايمون اند شوستر
التي نشرت رواية سولاجا وأربعة اخرين من كتاب أدب الشارع.
وقالت "انه تصوير لما يدور في المناطق الحضرية في أمريكا وما يجري
في المجتمعات المهمشة."
ومضت تقول "قراء هذه الكتب يرضيهم رؤية العالم كما يعرفونه وأن يروا
اللغة التي يسمعونها أو يتحدثون بها. انهم يشاهدون الشخصيات التي
يعرفونها."
ويعد ايسبرج سليم واسمه الحقيقي روبرت بيك ودونالد جوينز في أواخر
الستينات واوائل السبيعنات اباء أدب الشارع.
ودخل كلاهما السجن وكتبا عن الدعارة والمخدرات والشارع مباشرة.
وأشهر كتب سليم بعنوان "القواد.. قصة حياتي" بينما أشهر أعمال جوينر "فتاة
سوداء ضائعة".
ورغم شجاعة روايات نيكي تيرنر الا أنها تربت في كنف جديها لتصبح
فتاة صالحة. ونشأت في وسط الطبقة الوسطى المحافظة.
وقالت تيرنر (30 عاما) "قرأت أساسا رواية "الشتاء الاشد برودة.
لسيستر سولاجه وعندما انتهيت من هذا الكتاب لم تكن هناك كتب أخرى. في
ذلك الوقت كنت أعمل في شركة سياحية وقررت أن أكتب كتابا." ومضت تقول "أسرني
دائما ذلك النمط للمعيشة لكنني لم استطع أن اعيش به. جداي كانا
سيقتلانني."
وأصبحت المكتبات التي تقف على الحدود بين أدب الشارع والادب الرسمي
أسيرة لشعبية هذا النوع من الكتب وتضع كتابا مثل فيكي سترينجر ضمن
مجموعة أدب السود الامريكيين الى جانب أعمال كلاسيكية.
وسانا محبط على ما يبدو لمستوى بعض من هذه الكتب. فأربع من الكتب
الاكثر مبيعا مليئة بالاخطاء.
وقال "انها جيدة وسيئة. لديك أناس يحققون قدرا من المبيعات. لديك
أناس أكثر يقرأون."
المصدر:
رويترز |