بعدما سقط راس الهرم في قبضة الحفرة واستحكم الامريكيون في ارض
السواد، فاتحين او محتلين بغض النظر عن ذلك،
فهم في النتيجة يجولون في الاراضي العراقية شمالا وجنوب
غربا وشرق ... وحينما شكل مجلس الحكم بجميع محاصصاته الطائفية
والعرقية لا ننكر ذلك، رغم ان المحاصصة حتى
هذه اللحظة قد تكون بحكم البداية خطوة مشروعة لعراق ينزف
جرحه منذ زمن طويل، ولايفوتنا هنا ان نرفع لافتة التمني في
المستقبل العاجل بغية تجاوز هذا النوع من
المحاصصات حتى نلبي طموح الجماهير بصعود اهل الاختصاص والكفاءة
على حساب كل شئ .. وهذا ما نرجوا ان تلده الايام القادمة.
في الفترة المرافقة لتشكيل مجلس الحكم علت الاصوات من قبل الكثيرين
بحتمية الانتخابات وضرورة اجرائها باعتبارها
وسيلة مشروعة وكفيلة بارضاء جميع الاطراف
وغالبية الجماهير العراقية، ومن يكسب ود الجماهير فبخ بخ له على ما كسب
.. ولكن الاصوات لم تسمع آنذاك لاسباب
كثيرة، لسنا في وقفة على عجالة ممن يروم الوقوف
عندها، لكن ما هو الاهم هنا ان بعض الاطراف تنصلت عن تلك
الدعوات حيمنا جاء الاستحقاق الاهم وهو
الانتخابات, فما ان اقترب الموعد حتى اصبح بعض يتردد وآخر
يرفض، وهنالك من يطالب بالتاجيل.
ورغم ان جميع ما رفع لافتة للتاجيل او لرفض الانتخابات كثيرة دوافعه
ومبرراته الا ان جميع ما يساق في هذا
الاتجاه، لا يصمد امام المنطق.
فتلك الاطراف اسقطت عن نفسها ورقة التوت، واصبحت عارية امام الحقيقة
تفضل دائما اللعب بالنار ولا يروق لها
انصاف الحلول.
وقد يكون من حق بعضها ذلك ! فمن تعود على احتكار كل شئ.. من
الطبيعي جدا ان لايرضى في مناصفة الكعكة،
ولسان حاله يقول: { اذا مت ضمانا فلا نزل القطر } حينها لا تشفع
المفاهيم الوطنية، ولا تبرر المقولات الدينية كما لا يقف قانون
في الكون يدافع عن اصحاب تلك التوجهات.
بعض الجماعات السنية ( ولا نقول جميهعا بالطبع ) تطالب دائما
باسطوانة التحرير بعد ما قدمت بغداد وهي
التي كانت بايديهم على طبق من ذهب في اقل من { 24} ساعة, وتحت
لافتة تلك المطالبات اخذت تعثو في الارض الفساد وترفض
الانتخابات حتى منحت الوجود الاجنبي في
العراق ورقة اصبح يلعب بها بقوة , انها ورقة القضاء على المخربين,
وما ساهم
في اضفاء مصداقية اكثر لهذه الورقة , هو استهداف القوى المسلحة وما
يسمى عبثا ( بالمقاومة ) استهدافهم للحياة
المدنية في العراق, حتى اصبحت الكهرباء مستهدفة،
ومشتقات النفط , وموظف الدولة , بل حتى الابرياء من العراقيين
يذبحون على الهوية ويلاحقون في سيارات مفخخة
تمزق اجسادهم كي تقرّ اعين المقاومين!
وكما انها اصبحت مبررا لبقاء الاجنبي اصبحت كذلك مسوغا الاستقدام
العقول المفخخة التي لا تفرّق بين برّ وفاجر فتحكم بكفر الشعب، ومن ثم
تعثو في الارض الفساد.
كاتب عراقي
Mosawi_gamal@hotmail.com |