كشفت موجات المد البحري التي اجتاحت جنوب آسيا في 26 كانون الاول/ديسمبر
عن بقايا امبراطورية قديمة جنوب الهند بقيت مطمورة تحت الرمال على مدى
قرون.
ومن اهم هذه الاثار اسدان رائعان من الغرانيت وتمثال بوذا برونزي
ظهرت بعد موجات تسونامي الهائلة التي جرفت معها عند انسحابها كميات
كبيرة من رمال الشاطئ وخلفت نحو 285 الف ضحية بين قتيل ومفقود في آسيا
بينهم اكثر من 16 الفا في الهند وحدها.
وتوجه فريق من مدرسة الاثار الهندية الى مرفا مهباليبورام القديم
الواقع على مسافة 70 كلم جنوب مدراس والمعروف بمنحوتاته الحجرية التي
تعود الى عهد سلالة بالافا.
وقال رئيس البعثة ت. ساثيامورثي لوكالة فرانس برس "ان البحر كشف عن
عظمة سلاسة بالافا. هذه الاثار كانت مطمورة منذ قرون. انه اكتشاف مثير
للحماسة".
وحكمت هذه السلاسة الهندوسية جنوب الهند من القرن الاول قبل الميلاد
الى القرن الثامن بعد الميلاد. وتعتبر مهباليبورام اليوم من اهم مواقع
التراث الهندي من حيث الفن المعماري والنحت.
وبين الكنوز التي كشفتها تسونامي في هذه المدينة بقايا منزل حجري
وفيل منحوت في الصخر لم يتم انجازه كاملا.
ومن اروع هذه الاثار الاسدان الضخمان اللذان يظهر احدهما قابعا
والاخر على اهبة الهجوم. واخيرا يدقق الخبراء في تمثال بوذا برونزي
طوله 15 سنتم اصله من بورما نقل عبر تايلاند. وقد وضع التمثال في معبد
غير ان عددا من المسؤولين المحليين يريدون وضعه بمأمن من اي عمليات نهب
قد تستهدفه.
ومن المحتمل ان تكون هناك آثار اخرى لا تزال مطمورة وقد افاد سكان
من المنطقة انه قبل وقوع المد البحري بقليل انسحبت المياه من الشاطئ
كاشفة عن بنية هيكل والعديد من التماثيل الحجرية.
وقال ساثيامورثي "سنستكشف قعر البحر" مشيرا الى ان فريقا متخصصا
سيزور المنطقة الشهر المقبل.
وقد اجتاحت الامواج العاتية سواحل جنوب شرق الهند غير انها لم تدمر
معبدا رائعا يعود الى القرن الثامن وهو معبد شور المصنف في التراث
العالمي للبشرية وقد حمته صخور ضخمة زرعت من حوله بامر من رئيسة
الوزراء السابقة انديرا غاندي بعد زيارة للموقع في السبعينات من القرن
الماضي خوفا من تآكله بفعل حركة مياه البحر. |