صحيح أن لكل إنسان خصوصيته لكن لخصوصية المرأة شأن أكثر التزاماً
سواء في مظهرها الخارجي أو بالنسبة لتوجيه وضعها في المجتمع ولهذا نرى
أن الإعلانات المخصصة لأوضاع المرأة أضحت تخاطب المرأة وحاجاتها في حين
أن الرجل نادراً ما يلاحظ إعلان معين يراعي خصوصيته!
إن عدل الخلق الإلهي قد حدد أن تكون المرأة هكذا أي بوضعها الجسدي
الحالي وليس من عجائب الحياة أن في المرأة كان هناك دوماً سحراً روحياً
يضفي على الناظرين إليها شيء من الارتياح النفسي إلا أن توسيع العلاقات
المجتمعية على المستوى العالمي قد قرّب المرأة أكثر إلى عالم المجتمع
بعد أن كادت لتوصف بكونها هامشية من حيث المحصلة في علاقتها الأخيرة مع
الرجل وما عمق مثل هذه النظرة هو أنانية الرجل المغالى بها في طرق
امتلاكها روحياً أو جسدياً أو بكليهما معاً. وحجاب المرأة الذي بدأ مع
المرأة (فطرياً) لما كانت تلاحظ دوماً أنها مطلوباً جسدياً للرجل.
وفي نقلة الحياة من المجتمعات الراكدة أي القليلة الحركة قديماً إلى
ظهور المجتمعات المتحركة الآن فقد بدأت معرفة حقيقة المرأة وحاجتها له
للرجل تظهر أكثر جلاءً لكن مقدار تلك الحاجة لها عند الرجل أكثر وهذا
ما لم تدركه العديد من النساء وما يبرهن به على حالة الحاجة أكثر مما
هي تعبر عنه ولذا يلاحظ بهذا الصدد أن المرأة أكثر تحفظاً من الرجل
بهذا الشأن.
ومن ناحية أخرى إذ يلعب الحجاب دوراً مهماً في تحييد النظرة
الاجتماعية نحو المرأة فهو يغطي الجسد عند المرأة في عادي أيامها بحيث
لا يظهر عليها أثر كونها حامل على الأغلب.
طبيعي أن الاهتمام العلمي الصرف بعالم المرأة قد تخطى الكثير مما
كان يعتبر من المستحيلات خلال السنوات المنصرمة فمثلاً طور العلماء
كمبيوتر صغير بحجم قبضة اليد يستطيع تحديد أيام الإخصاب لدى المرأة أو
إلى تفادي أيام الخصوبة بهدف إشباع رغبة تحديد النسل ولكن ما يلاحظ
فيما يخص الاهتمام العلمي اللاصرف أن الحجاب يضفي ستراً على أهم ما
يمكن أن يكون موضع إثارة من جسد المرأة.
ولأن المرأة تعرف جيداً أنها مطلوبة للرجل بأغلب الأوقات فإن حدها
للرجل الراغبة بها ممكن أن يكون الحجاب حائلاً لتغيير رغبته فيها وتشير
الانطباعات أن الرجل المعاصر لا يلهث وراء المرأة المحجبة لكن المرأة
السفور أي اللامحجبة يتجرأ أن تكون المحاولة معها واقعة لا محالة في
ظرف موآت له.
وفي الخلاصة فإن تحجب المرأة يجعلها أكثر التزاماً بدفع ما قد تتعرض
له غيرها من اللامحجبات وبذا فإن الحجاب قد أصبح وكما كان دوماً سلاح
المرأة للظهور بأفضل أخلاقيات السوية. |