يرقب حكام السعودية الانتخابات العراقية بقلق خوفا من أن يثير فوز
الشيعة في الانتخابات الاضطرابات بين الاقلية الشيعية في المملكة أو
يشعل حربا أهلية في العراق جارتها الشمالية.
ويعتقد أن بالسعودية أكثر من مليون شيعي أغلبهم في المنطقة الشرقية
الغنية بالنفط ويشكلون أقلية طالما شكت من معاملة افرادها باعتبارهم
مواطنين من الدرجة الثانية.
لكن زعماء الشيعة في السعودية يقولون ان الانتخابات العراقية لن
توسع نطاق التوترات الطائفية لتعبر الحدود مؤكدين أنهم وابناء طائفتهم
العراقيين يدينون بالولاء كل لحكومته.
وقال الشيخ حسن الصفار رجل الدين الشيعي السعودي "أعتقد أن هناك
تهويلا في الحديث عن فوز الشيعة في العراق فهم مواطنون عراقيون تهمهم
مصلحة بلادهم ويفكرون وطنيا وقوميا وليس بالمنطق الطائفي والمذهبي."
وأبلغ رويترز في رد ارسله بالفاكس على اسئلة "سيكون لاوضاع العراق
سلبا او ايجابا تأثير على أوضاع المنطقة كلها. ولا أعتقد أن هناك
تأثيرا خاصا على الشيعة في المملكة لانهم في مستوى من النضج السياسي
الوطني ورهانهم على التفاعلات السياسية الداخلية وليس على التأثيرات
الخارجية."
ويقول دبلوماسيون ان السلطات السعودية سترقب عن كثب سكانها من
الشيعة لكن ما تخشاه الرياض فعلا هو أن تدفع الانتخابات العراقية
البعيدة كل البعد عن أن تكون خطوة أولى على طريق اقرار الديمقراطية
البلاد نحو حرب أهلية شاملة.
وقال الشيخ سلمان العودة رجل الدين السني البارز انه يخشى ان تمهد
الانتخابات في العراق الطريق الى حرب أهلية واشار الى انها ستزيد من
الشقاق الطائفي وتعمق الخلافات القبلية.
وقاطعت العديد من الاحزاب السنية الانتخابات وهدد مسلحون بشن هجمات
على مراكز الاقتراع. وتقع يوميا هجمات بسيارات ملغومة وعمليات خطف
واطلاق قذائف مورتر تستهدف القوات الامريكية وقوات الامن العراقية.
وقال دبلوماسي غربي في الرياض "المزيد من الاضطرابات في العراق هو
ما يقلق السعوديين فعلا."
فهم يخشون من الصلات بين التمرد الذي يتزعمه السنة في العراق وبين
متشددين من أعضاء تنظيم القاعدة في السعودية يشنون حملة عنف في المملكة
منذ نحو عامين.
ودفع الغضب الشعبي في السعودية ازاء الغزو الذي قادته الولايات
المتحدة على العراق واحتلاله بعض المجاهدين للتوجه الى العراق لقتال
القوات الامريكية لكن المسؤولين والدبلوماسيين يقولون انه من المستحيل
تقدير عدد من ذهبوا.
ويقولون ان العراق قد يتحول الى ساحة للتدريب للمقاتلين الذين قد
يعودون ليصوبوا فوهات بنادقهم على أهداف في بلادهم مثلما عاد ألوف من
المجاهدين العرب من أفغانستان في التسعينات للانضمام لصفوف المقاتلين
في مصر واليمن.
والتمرد السني في الداخل يشكل تحديا أكبر للحكام السعوديين من صعود
الشيعة الى السلطة في العراق.
ويمثل الشيعة الاغلبية في العراق لكنهم كانوا مهمشين ويعانون من
الاضطهاد على مدى عقود في عهد صدام حسين.
والعديد من الشيعة السعوديين يقلدون رجال دين شيعة في العراق أو
ايران فالشيخ الصفار يقلد اية الله علي السيستاني في العراق. ويقولون
ان هذا يثير اتهامات زائفة بعدم الولاء للبلاد.
وتعتبر السلطات السنية المتشددة في السعودية الشيعة هراطقة ويشير
البعض اليهم صراحة على انهم "رافضة" ويشكو الشيعة من التمييز ضدهم في
الوظائف وتصاريح بناء المساجد.
لكنهم يقولون انهم يعلقون امالهم على احراز تقدم في الحوار بدلا من
المواجهة مع الحكومة.
وقال مهدي الرمضان وهو رجل أعمال شيعي من الهفوف "الشيعة تعلموا
الدرس من عام 1979. لم نكسب شيئا واتهمنا بالولاء لايران."
فبعد قيام الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 تردد أن متظاهرين من
الشيعة يحملون صور اية الله روح الله الخميني اضرموا النار في منشات
صناعية بعد أن سعت السلطات لمنع احتفالاتهم الدينية.
وقال الرمضان "نحن مواطنون سعوديون وولاؤنا لهذا البلد. لن تكون
هناك أي مظاهرات. لا أحد سيقول نحن مع الشيعة في العراق."
والمظاهرات محظورة في السعودية وتشن الحكومة حملات على المنشقين
الشيعة والاصلاحيين من السنة.
المصدر: رويترز |