قال رئيس فريق الامم المتحدة بالعراق يوم السبت ان الظروف المحيطة
باجراء الانتخابات العراقية أبعد ما تكون عن المثالية وانه من المتوقع
اندلاع اعمال عنف في ذلك اليوم. لكنه اوضح ان الانتخابات ستمضي قدما
كما هو مقرر لها يوم 30 يناير كانون الثاني وينتظر لها ان تلقى القبول.
وقبل ثمانية ايام على اول انتخابات متعددة الاحزاب بالعراق منذ ما
يقرب من نصف قرن قال رئيس الفريق الدولي كارلوس فالينزويلا انه
والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالعراق يخوضون سباقا مع الزمن
لكنهم يسيرون على الطريق الصحيح لاعداد كل ما يلزم ليوم الانتخابات.
وقال فالينزويلا (47 عاما) للصحفيين داخل المنطقة الخضراء المحصنة
بشدة "وصلنا الى المرحلة التي نستطيع ان نقول فيها ان جميع الاستعدادات
على الاقل حتى هذه اللحظة قد انجزت ولو انه مازال هناك الكثير من العمل
الذي يتعين القيام به."
وأضاف ان الظروف "ليست الافضل وهى بلا شك بعيدة عن المثالية ولكن
اذا افلحت الاجراءات الامنية فستكون هناك فرصة طيبة للغاية لاجراء
الانتخابات بنجاح... ولقبولها بوصفها انتخابات مشروعة."
وكثف المسلحون حملة العنف التي يشنونها منذ غزو العراق قبل 18 شهرا
وقتلوا 25 من الشيعة خلال تفجيرين انتحاريين في بغداد وبالقرب منها يوم
الجمعة في محاولة تهدف على ما يبدو الى اشعال نار الفتنة بين الطوائف
الدينية.
وقال فالينزويلا الذي امضى 13 عاما في الاعداد والاشراف على
انتخابات في مناطق ساخنة تمتد من هايتي وتيمور الشرقية الى موزامبيق
ومالي انه يتوقع ان يحاول المسلحون افساد الانتخابات لكنه يامل ان تؤتي
الاجراءات المضادة ثمارها.
وقال "كانت هناك اعمال عنف في الفترة السابقة على الانتخابات ومن
المرجح ان تكون هناك على الاقل محاولات عنف يوم التصويت." مؤكدا على ان
الظروف ابعد ما تكون عن الكمال. "ولكن العنف لن يجرد بالضرورة
الانتخابات من اهليتها."
وقد يتوجه ما يزيد قليلا عن 14 مليون عراقي الى صناديق الاقتراع
للادلاء باصواتهم في حوالي 5700 مركز اقتراع الامر الذي يثير حقيقة
مخاوف من ان يستهدف المسلحون حشود المواطنين الذين يصطفون انتظارا
للتصويت.
ولمواجهة هذا التهديد فلن يكشف النقاب عن مواقع الاقتراع في بعض
المناطق الا في اللحظة الاخيرة كما ستتخذ اجراءات امنية مكثفة في سائر
ارجاء البلاد. وتأمل القوات الامريكية أن تظل على مسافة بعيدة واضعة
المسؤولية على عاتق القوات العراقية بيد انها ستكون على اهبة الاستعداد
اذا خرجت اي اعمال عنف عن نطاق السيطرة.
ودعا بعض السياسيين السنة الى مقاطعة الانتخابات قائلين ان العنف
والتخويف وصلا الى درجة كبيرة للغاية تجعل من المستحيل على انصارهم
التوجه الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم وسلموا بان الانتخابات لن
تكون حرة او نزيهة.
وليس واضحا مدى اعمال العنف التي يمكن ان تحدث في ذلك اليوم وما اذا
كانت ستصل الى درجة تجعل مسؤولي الانتخابات يعلنون بطلانها او الغائها.
ولم يستبعد فالينزويلا هذا الاحتمال لكنه قال ان المفوضية العليا
المستقلة للانتخابات هى التي ستقرر.
وقال الدبلوماسي الكولومبي الذي يعتقد رغم ذلك ان الظروف في العراق
ليست اسوأ من الاوضاع التي احاطت بانتخابات تيمور الشرقية في عام 1999
"ان مسؤولي الانتخابات سيراقبون عن كثب سير العملية الانتخابية."
واضاف "اذا حدث ما لا نتمنى وقوعه مثل اعمال عنف واسعة النطاق تجبر
المسؤولين على اغلاق عدد كبير من مراكز الاقتراع فان المفوضية العليا
للانتخابات ستقرر حينئذ اتخاذ الاجراء المناسب."
وقال فالينزويلا انه اذا سارت عملية الاقتراع دون مشكلات فانه ليس
من المرجح ان تعرف النتائج قبل عدة ايام وربما اسبوعا. ولا يتوقع احد
رغم ذلك ان تتلاشى اعمال العنف.
وقال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد للصحفيين الشهر الماضي
انه سيكون من الخطأ الاعتقاد بان العنف سينتهي وان الظروف ستتحسن في
العراق بعد الانتخابات.
المصدر: رويترز |