أيها المطلع المجد طلوعا
آن للقلب أن يذيع التهاني
فالهوى والحسان قصة قلبٍ
روعته مع الجفاء الليالي
وتأسى على النوى بالأماني
كم تلوْنا بصحوة الحب فجرا
فدعانا مع الطلوع طلوع
قّبل الحسن حسنها في دلال
جلل الدهر صونها بالمعاني
فتغنت بين الورود غصون
رقص الأنس حولها وتثنى
مفعم بالمنى كالشهد يسقي
هاهنا في خمائل الحب نبقى
في دمانا وروحنا يسكن ال
يستقينا مع الصبابة انس
يرقص اللحن حوله بابتهاج
كلما جدّ محفل لعلي
فهو في نظم القوافي در
وهو للنور فاض منه سناء
وهو من تبر الحقيقة كنز
وهو من أصل الهداية أصل
فعلي على الزمان سراج
أرضعته كف المحابر وحيا
ما رأت غيره سلطان حرف
وبديع من الكلام تجلى
معجز بالمعان نطق المعاني
خلته كالكتاب نطقا وسمعا
شرّع الفضل للورى فاقتفوه
راق إملائه بغير عناء
ظل تياره الناصع يروي
ينهلوه مع الولاء دروسا
فالأديب الحصيف يهواه عشقا
والخطيب البليغ منه يربى
مفحم بالمقال وهو فطيم
هذا نهج البلاغة من علي
سره المجد في طباع تغذت
ومضاء لجذوة الحق يفضي
قد أضاء الوجود والكون فضلا
كلما مضه الزمان تجلى
طرزة النور من علا لعلي
ما أجال البيان في القلب إلا
فهو عون الإفهام فكر المثاني
وعلي أنشودة الحق يبقى
فسلام على علي يغشي |
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
***
*** |
آن للفجر أن يفيك الرجوعا
ويهنيك بالبيان البديعا
ضلّ عمرا لمّا يلاقي الربيعا
فتلظى على السقام مطيعا
وتسلى بما يسلي الوجيعا
يفضح الليل شوقه والربوعا
و رعانا رقاق حب أذيعا
فرواها مع الجمال فروعا
فغدا الروض من شذاها مريعا
لم تزل للهوى لحنا سجوعا
بين كاس الغرام شوقا وديعا
كوثرا تارة وأخرى رضيعا
كالحيارى لا نعرف التوديعا
حب ويشدوه فروعا
وهو يسقي بالسلسبيل الدموعا
وتغني له السماء جموعا
عاد نضب الحياة خصبا ربيعا
وهو كالشمس لا يعاني الطلوعا
لبسته نفس الصباح دروعا
رخص المشتري إليها مبيعا
ضاع بالمسك نشره مذ أضيعا
قدس الله ذكره والصنيعا
فتمسى يرقى الفصيح رضيعا
يتسامى عند البيان بديعا
تحسب اللفظ عنده التشريعا
كل حبلى منه تشق فروعا
في خطاب شل العقول سطوعا
مفردا تارة وأخرى جميعا
كِلماً طيبا ومعنا رفيعا
كل جيل لنهجه مدفوعا
يشبع الفهم ريقه لو أجيعا
يتغنى في حبه تقطيعا
في بيان يبني الفصيح سجيعا
كل علم غدا له الينبوعا
درر زانت السما ترصيعا
من فم الوحي جوهرا وبديعا
خلته الشمس بالشعاع طلوعا
حسبنا مرجعا نفيه رجوعا
لا يخاف الإهمال والتضييعا
إذ سقى حاسديه سما نقيعا
خلته ناطقا يجيب سميعا
لم يزل في الدهور حصنا منيعا
كالصباح الندي يهمي طلوعا
كل قلب قد احتواه ضلوعا |