انبهار الصبيان والصبايا بما يلحظوه عند الكبار من كفاءات وأحياناً
امتلاكات لمواهب يظهر عفوياً على قسمات وجوههم بالدرجة الأولى وأحياناً
يعبروا عن ذلك بالكلام العفوي الذي يبدوه أمام المنبهر منهم.
لعل أفضل ما يمكن الإشارة إليه لاعمار الصبيان والصبايا فيما يخص
تأثرهم الواضح مما يقدمه الآخرون أو ما هم عليه من صفات وأحياناً من
امتلاكات هي مسألة عادية فالطفل الذي يريد من خلال رغبته الاستحواذ على
ما يصبوا إليه من امتلاك ألعاب للعبة مثلاً بصورة غير مرسومة تماماً في
ذهنه لكنه في عمر الصبا حيث يتخطى في عمره إلى مرحلة أخرى هي غير مرحلة
الطفولة التي تتسم بالبراءة الشديدة أنه وفي عمر الصبا ينظر للأمور
بتفكير عقلي أنضج لكنه ليس هو التفكير الأخير في ذهنه ففي عمر الصبا
يبدو عارفاً بما له وما عليه بدرجة أفضل من عمر الطفولة.
وحتى إذا ما وجد أن الآخر الممتلك حاجة لن يستطيع هو امتلاكها أو
امتلاك مثيل لها فيشعر وهو صبي أنه فعلاً مفتقر لتلك الحاجة لكن درجة
افتقاره تبقى قاب قوسين من ذهنه.. فالصبي الذي عمره بزهاء سن الـ(12)
ينبهر إذا ما وجد أن زميل له من نفس العمر قد اقتنى له والداه دراجة
هوائية جديدة ذات الإطارين لكنه لا ينبهر إذا ما وجد أن رجلاً من
جيرانه قد اشترى نفس الدراجة الهوائية وذلك اعتقاداً من الصبي أن
الحصول على دراجة هوائية ليس من السهولة ابتياعها لمن هو في عمره لكن
الصعوبة هذه تزول من ذهنه تماماً إذا كان المشتري هو شخص كبير السن.
ونظرات العيون عند الصغار في عمر الصبا حين تتجه لحركة رياضية أو
بهلوانية يشاهدوها سواء مشاهدة حية أو.. من على شاشات التلفزة إعجابهم
الممزوج بمقدار من الانبهار بادٍ على وجوههم لكن مثل تلك النظرات
الآنفة لا تلاحظ في عيون الصبيان والصبايا وهم يرون مثلاً طفلاً بائعاً
للعلكة رغم أن بيع العلكة (مثلاً) هي إحدى ظواهر أزمات الحياة السائدة
في كل البلدان النامية.
ومتابعة حالات الانبهار عند الصبيان والصبايا تتعدد بتعدد المظاهر
في كل مجتمع وتصل درجة الانبهار عند بعض الصغار أن تراهم يقلدون الكبار
في مواجهة موقف بما في ذلك التقليد في مواجهة الخصوم والخصوم المحتملون
ولتربية الطفل عائلياً ثم مدرسياً تقربه أكثر وأكثر لمعرفة أفضل لما
يحيط به من مظاهر يومية وطبيعي فمما لا يفضل نكرانه أن لنوع التربية
التلقينية للطفل أو التي يكتسبها الدور البارز في التنشئة عليها.
ويعد الطفل أرضية خامة صالحة للزراعة وهكذا فما يتعلم به الطفل يصبح
فيما بعد أحد انتهاجاته في الحياة وبديهي فسرعة الملاحظة تختلف من طفل
إلى طفل ومن صبي إلى آخر فالطفل الذي يرى مثلاً رجلاً يرتدي ملابس
نسائية يكون ذلك مثاراً للضحك عنده لكنه في عمر الصبا حيث يكتسب خبرة
لمعرفة مؤكدة في درجة أفضل (بالتمييز) إذا ما رأى رجلاً يرتدي ملبساً
نسائياً فيتساءل لماذا هذا الرجل يرتدي زياً نسائياً؟! عن تصميم المرء
وهو طفل أو صبي لمعرفة ما يدور حوله من مشاهد وأسماع لحري أن ينظر لها
كي يتعلم منها مثلما هي تعلمه وأن في اليحاة ما يبهر. |