مع اقتراب إجراء الانتخابات العراقية الشاملة لاختيار أعضاء المجلس
الوطني العراقي الذي سينتخب بدوره طاقم الحكومة الجديدة الدائمة للعراق
والتي ستتم بعد زهاء شهر وبالذات بأواخر شهر كانون الثاني 2005م القادم
فإن في نتائج العمليات الإرهابية الأخيرة هو في غير صالح قادة وعناصر
تلك العمليات.
ومن خلاصة الحصيلة التي أعقبت عمليات تفجير السيارات المفخخة في عدة
مدن عراقية راح ضحيتها في محافظتي كربلاء والنجف فقط (62) قتيل شهيد
وجرح فيها (47) مواطناً وأغلب الشهداء من الناس العاديين كالأطفال
والنساء والشيوخ الذين تفاجؤا بحمم تلك التفجيرات اللامتوقعة طبعاً
بالنسبة لأي منهم.
وليس من سبيل المصادفة أن أكبر التفجيرين اللذين وقعا في كربلاء
والنجف أن الفاصل الزمني بينهما كان قليلاً كما أن توقيت اختيار المكان
للتفجيرين هو الآخر لم يكن من الصدفة فالتفجير الأول وقع على مقربة بضع
عشرات من الأمتار لمحاذاة صحن الإمام الحسين (عليه السلام) بينما وقع
الانفجار الثاني على مقربة ما زاد على ذلك قليلاً قرب سياج صحن مرقد
الإمام علي (عليه السلام) في النجف.
وإذ ارتفعت أصوات عراقية تستنكر هذه الجرائم العشوائية المتحدية
لمصالح الشعب العراقي إلا أن غاية تلك التفجيرات تتعلق أولاً بتحقيق
إعاقة لإجراء الانتخابات المذكورة وثانياً محاولة شعل فتيل الطائفية
وثم الحرب الأهلية بالعراق خصوصاً إذا ما علمنا أن هؤلاء الإرهابيين
المعروفين الهوية شاءت الصدفة عند ولاداتهم النكراء من أمهاتهم أن
يكونوا من السنة المنفلتين الذين لو اختبرت درجة إيمانهم بالإسلام لما
حصل أي منهم على درجة (1%) بل وعلى عكس الأخوة السنة المنضبطين الذين
يشعرون تماماً أن الدين الإسلامي واعتناقه بصورة سلمية صحيحة هي من
صميم مبادئه التي لا تقبل بقتل الأنفس البريئة تحت أي سبب كان.
إن العمليات الإرهابية الأخيرة رغم وقوعها في أماكن عديدة وبأكثر من
محافظة ومدينة تعبرِّ عن حالة يأس شديد من إجراءات الانتخابات التي
تقرر أن تجري فعلاً بموعدها المحدد وفي أحد التصريحات الصحفية لمسؤول
في الحكومة العراقية المؤقتة تناقلته الأنباء يوم الأحد 19 كانون الأول
2004م أن إجراءات أمنية شديدة قد اتخذت لحماية مراكز الانتخابات بحيث
سوف لن يستطيع الإرهابيون من تنفيذ أي عملية تعيق إجراء الانتخابات.
وللحقيقة فإن الإرهابيين يمكن تخيل بعض أوضاعهم فهم بقدر ما يتجرأوا
على الشعب العراقي في عملياتهم الإرهابية ويقتلوا أبنائه بصورة عشوائية
بحتة فهؤلاء الإرهابيون يعيشون حتماً مشاكل لا أول لها ولا آخر فإذا ما
سقطت أحدوثتهم الإجرامية وتم إلقاء القبض عليهم فسوف تطبق عليهم حتماً
قوانين العراق شبه المعدة الآن للإصدار وللتطبيق على اعتبارهم أعداء
للشعب العراقي. |