بريق الأخبار النادرة يثير في نفوس السامعين شعوراً من التأمل
ويتساءل البعض كيف يحدث ذلك؟ ولماذا؟ وعلى أي أساس؟ وتأتي الأجوبة غير
شافية على كل سؤال في معظم الأحيان.
فالمرء يجد نفسه أحياناً أنه ملم في مهنة أو لعبة أو هواية وربما
اعتبر البعض أن له تفوقاً على غيره لكن مثل هذه الآراء الجاهزة في
المخيلة سرعان ما تصطدم بأخبار تنفيها أو تعاكسها بنسبة 180% فمثلاً أن
شركة هيرو بيلدرز كوم عبر موقعها على الانترنيت قد انتجت دمية للمتشدد
السعودي المولد (أسامة بن لادن) المطلوب للقضاء الأمريكي نتيجة لاتهامه
بأحداث أيلول 2002م في أمريكا وكان قد تقرر أن تباع دميته بسعر (26.85
دولاراً) وبحسب (ايميل فيكل) رئيس الشركة الذي أفاد: (بدأ الناس من
السؤال وبشكل محدد عن دمية لـ(بن لادن)) ثم يضيف فيكل أنه تلقى رسائل
عبر البريد الإلكتروني أعرب العديد من الناس عن ردة الفعل لديهم وأنها
كانت ردود أفعال عظيمة للغاية فإذا ما تم التسليم أن الدمى بالنسبة
للسياسيين ينبغي أن تركز أكثر على الأشخاص الذين غيروا وجه العالم فإن
دمية بن لادن التي حظيت بالمنزلة الأكثر مبيعاً لتثير أكثر من تساؤل
على اعتباره شخصية مسيئة للأمريكان نتيجة لأحداث أيلول كما يفترض!
فلماذا يهتم الأمريكان بشراء دمية سنحته وهم الأعلم بأنه عدو لهم؟!!
ومن ظواهر الغرابة التي تدعو للتأمل أن بعض الأغنام في أستراليا
تعامل كأفراد عائلة ملكية كما يعتنى بها كالأميرات إذ ورد مثل هذا
التشبيه والمقارنة على لسان (باري ووكر) أحد منتجي الصوف الراقي في
أستراليا إذ أشار إلى: (أن أكثر الأغنام في أستراليا انتجت بالة من
الصوف من المتوقع أن يصل سعرها لزهاء (54 ألف دولار أمريكي) وأنها
تعامل كأفراد عائلة ملكية ويعتنى بها مثل الأميرات فهي تستمع يومياً
إلى منوعات من الموسيقى الكلاسيكية والريفية والغربية وأن الخصائص
الوراثية المختارة بعناية والرعاية الدقيقة تشكل سر إنتاج الصوف (النقي)
ويبقى هذا التوصيف لـ(ووكر) عن الأغنام التي تعامل كـ(عائلة ملكية) أو
يتعامل مع نعاجها كـ(أميرات) بوقت مازالت فيه أستراليا هي إحدى الدول
التابعة لبريطانيا حيث أن العائلة البريطانية المالكة تخضع أستراليا
لها باعتبارها بلد بريطاني فمثلاً أن الملكة (اليزابيث) هي الآن ملكة
ليست على بريطانيا بل وعلى أستراليا أيضاً.
وبتقرير صحفي صدر قبل مدة ونشرته إحدى صحف برلين: (أن شرطة برلين
تكفلت التعامل مع رجل ممتنع عن الاستحمام وحلاقة ذقنه طوال ثماني عشرة
سنة الماضية حيث وصفته الشرطة أنه رجل غريب الأطوار ولا يعرف أحد سوى
اسمه الأول (ماريو) ثم نجحت بوضعه في مستشفى تحت الرعاية الطبية وربما
كانت هذه مناسبة مهمة عند القائمين على موسوعة (غينيس) للأرقام
القياسية كي يدونوا اسم ماريو في كتاب (غينيس).
وعلى ذكر الكتاب فإن كتاب (طيور أمريكا) الذي ألفه جون جيه أودوبون
والموجود حالياً يعتبر أكبر كتاب من حيث الحجم إذ يبلغ عرضه قدمين ونصف
بينما يبلغ طوله ثلاث أقدام ونصف القدم هذا في حين تم عرض أكبر كتاب في
العالم مؤخراً على شبكة الانترنيت كتاب يستعرض لأمجاد اليونان يزن 59
كيلو غرام.
إن مثل هذه الظواهر تثير أسئلة متوالية وعدد من الحالات بقيت لغزاً
لا أحد يعرف معناه تماماً ومع الغرابة أن مثيل هؤلاء الذين يستمرون
بإلفات الأنظار لهذه الظواهر يكافئوا أحياناً (على الأقل) في التعريف
بما يقدموا به كـ(أضعف إجراء). |