على مبدأ أن (العلم: هو الجديد الذي يمكن أن نقوم به عندما نكتشف
شيئاً ما) يُعتبر العلم تكنولوجيا. ولكن إذا نظرنا إلى باب العلم في
مجلة (تايم) فسنجد أن نصفه يغطي الجديد الذي كشف، أما النصف الآخر
فيغطي ما قد تكون عليه الأشياء الجديدة وما يجري بشأنها. وعليه يعتبر
التكنولوجيا جزءاً من العلم. ثم للعلم قيمته، إذ لا يمكن إنكار قيمة
القدرة على إنجاز الأشياء. أما أن تكون النتيجة طيبة أو خبيثة فهذا
يتوقف على طريقة الاستخدام. لكن القدرة ذاتها لها قيمة.
ومن هنا يجب الاعتراف والإشادة بالعقل البشري في تطويره للتكنولوجيا
وأدواته باستمرار حيث هناك عالم شاب ومتجدد ومثير في كل لحظة. ومنذ
فترة طويلة ينتظر الناس استخدام الانترنيت بدل الهاتف العادي، لعدة
أسباب أهمها توفير تكلفة المكالمات الهاتفية. ولو أن هذا الحلم مازال
بعيداً إلا أن الشركات الكبرى بدأت بالفعل في استخدام الانترنيت في
اتصالاتها الهاتفية داخل شبكاتها الداخلية الخاصة واستغنت بذلك عن
الهاتف التقليدي.
وزارة التجارة الأمريكية بدأت باستخدام تقنية بروتوكول الانترنيت
لشركة سيسكو سيستمز لاتصالاتها الهاتفية. هذا النظام ييسر انسياب
الاتصالات الصوتية عبر الخطوط نفسها التي تخدم البريد الإلكتروني
(E-mail) وغيرها المتصلة بالمعلومات. وتتمتع هذه التقنية بميزة إضافية
وهي إيصال رسالة واحدة إلى كل الهواتف وهي ميزة مهمة جداً في حالات
الطوارئ.
الوزارة توفر بهذه الوسيلة الجديدة تكلفة الاتصالات الهاتفية بكل
موظفيها ومكاتبها كما أنها تستغني بذلك عن نفقات الصيانة التي كانت
تصرفها على (132) نظام هاتفي حسب النظام القديم. ويستخدم التقنية
الجديدة حالياً (40) ألف موظف في الوزارة. وقد تقدمت تقنية الهاتف
بواسطة الانترنيت إلى درجة أن الصوت يبلغ درجة من الجودة تعادل جودة
الهاتف العادي تماماً.
أنظمة هذه التقنية متعددة، مما يتيح انسياب المكالمات عبر شبكة
داخلية لأي شركة أو بواسطة خط الهاتف العادي أو كليهما، وإلى جانب
وزارة التجارة الأمريكية فإن مؤسسات كبرى أخرى بدأت في استخدام هذه
التقنية الجديدة، منها: جيت بلو للطيران وبنك ساوث تراست.
في الولايات المتحدة الأمريكية، وحدها، يستخدم هذه الخدمة الجديدة
(2%) من الشركات منذ نهاية (2002) كما تؤكد دراسات مؤسسة أبحاث السوق
(In-stalmdr) وتذكر أن السبب الرئيسي لاستخدام هذه التقنية هو توفير
النفقات وتعتقد بأن (20%) من الشركات سوف تستخدم هذه التقنية بحلول سنة
(2007).
ويقول شرالز جيانكارلو المدير العام لتطوير الإنتاج سيسكو: إن
الاتجاه الجديد الذي لا خيار معه هو الاتجاه إلى تقنية (IP) وانتقال
هذه التقنية إلى عموم الناس هي مسألة وقت فقط.
إذن تحقيق الاتصالات الهاتفية عبر الانترنيت يشكل تغييراً ثورياً في
نظام الاتصال الهاتفي متى علمنا أن مؤسسات المال والأعمال تشكل (30%)
من إجمالي الاتصالات الهاتفية.
وما دام مجال التطور مفتوحاً يمكننا التطلع إلى الأفضل دوماً، فمع
تطور تقنية الحصول على المعلومات بشكل لافت ومتسارع، فقد صار ممكناً
الإبحار في الشبكة العالمية للمعلومات، في أي وقت، ومن أي مكان، ودون
استخدام أي مقابس ولا أسلاك للتوصيل، حيث أصبح ممكناً للإنسان أثناء
الاتصال بالشبكة التنقل في المنزل أو المكتب أو الأماكن العامة حاملاً
على سبيل المثال الكمبيوتر الجيبي متحرراً من أي كابلات ومتمتعاً بحرية
التنقل وقادراً على إرسال وتلقي البريد الإلكتروني أو التجول في
الانترنيت في حرية كاملة، فلا يحتاج الإنسان لاستخدام هذه التقنية سوى
جهاز محمول به البطاقة اللاسلكية ومكان به نقطة ساخنة (نقطة وصول في
مكان عام) يجلس بالقرب منها ليبدأ الإبحار في الانترنيت. |