كشف استطلاع للرأي أجرته منظمة القيادات العربية الشابة عن تفاؤل
صناع القرار في القطاعين العام والخاص بأن حال العالم العربي سيكون
أفضل عام 2020. وأظهر الاستطلاع الذي أجرته المنظمة وشمل أكثر من 1000
شخصية من المتحدثين والمشاركين في المنتدى الاستراتيجي العربي الذي نظم
في دبي الأسبوع الماضي أن أكثر من 55 % منهم يعتقدون ان العالم العربي
سيكون بحال أفضل في حين توقع أقل من 20% بأن يكون حال المنطقة أكثر
سوءاً بينما أشار 11% ممن استطلعت آراؤهم بأن الوضع في المنطقة سيظل
على ما هو عليه ولم يبد البقية أي رأي حول هذا الموضوع. وقال محمد
القرقاوي رئيس منظمة القيادات العربية الشابة ان هذا الاستطلاع "يكتسب
أهميته من كونه يجسد رؤية صناع القرار في القطاعين العام والخاص ضمن
المنطقة لآفاق المستقبل وقناعاتهم بنجاح خطط واستراتيجيات الإصلاح
والتطوير التي يتوقع تنفيذها على نطاق واسع في العالم العربي وهي
القضية التي كانت مثار نقاشات مستفيضة خلال المنتدى الاستراتيجي
العربي.
ولفت القرقاوي الى ان الاستطلاع يمتاز بشموليته ودقته البالغة فإلى
جانب تميز مستوى الشخصيات التي شملها من بين المتحدثين والحضور في
المنتدى والذين يشكلون في غالبيتهم العظمى إما متخذي قرار أو مشاركون
أساسيون في صنعه ضمن القطاعين الحكومي والخاص فإن اعتماد مفهوم
المقابلات الشخصية في إنجازه عزز من دقته ومنح مصداقية غير مسبوقة
لنتائجه وهو أمر يتماشى مع المفاهيم التي تسعى منظمة القيادة العربية
الشابة إلى ترويجها ضمن العالم العربي".
وأكد الاستطلاع وجود تباين كبير في آراء المسؤولين بشأن القطاع الذي
سيلعب الدور الرئيسي في عملية التنمية الاقتصادية ضمن المنطقة العربية
مستقبلا الأمر الذي يعكس تباين الأوضاع الاقتصادية في هذه الدول
والمزايا النسبية التي تتمتع بها في هذا المجال ففي حين قال 19% منهم
بأن قطاع السياحة مؤهل للعب هذا الدور ذكر 16% من المشاركين بأن القطاع
المحوري للتنمية المستقبلية يتمثل في تكنولوجيا المعلومات في حين منح
12% من المشاركين أصواتهم في هذا المجال لقطاع التطوير العقاري وحصل
القطاع المالي على 11% من الإجمالي وقطاع الصناعة على10% وصوت باقي
المشاركين لقطاعات متعددة مثل الإعلام الرعاية الصحية البنية الأساسية
مبيعات التجزئة النقل والزراعة.
ورأى 48% من المشاركين في الاستطلاع أن مؤسسات القطاع الخاص تشكل
المحرك الرئيسي لعمليات التغيير ضمن المنطقة في حين أعطى23% من
المشاركين هذا الدور لمؤسسات المجتمع المدني واعتبر 20% من الإجمالي
بأن القطاع العام يلعب الدور الأساسي في هذا المجال بينما قال 7% من
المشاركين بأن التغيير سيكون نتيجة ضغوط خارجية.
وأكد 90% من المشاركين في الاستطلاع أن الشباب العرب لديهم القدرة
الكافية لإحداث التغيير كما أشار معظمهم إلى أن القيادات الشابة ستتمكن
من إثبات وجودها وتعزيز القدرات التنافسية للمنطقة بحلول عام 2020.
وحول أبرز القضايا التي تعيق أداء الشباب العربي قال 36% من
المشاركين بالاستطلاع إنها مرتبطة بعدم وجود آليات الدعم المناسبة التي
تمكن الشباب من القيام بدور فعال وقال 22% منهم إنها تتعلق بالمشاركة
السياسية في حين أشار 13% إلى قضية الإمكانيات المادية واعتبر 12% أنها
ترتبط بنقص الوسائل التكنولوجية وأشار 11% إلى موضوع الهوية الثقافية
بينما أرجع 6% من المشاركين بالاستطلاع محدودية مشاركة الشباب إلى قضية
تراجع القيم العائلية.
وفيما يتعلق بدعم وتمكين الشباب من القيام بدور فعال وحيوي رأى 37%
من المشاركين أن التعليم هو الأساس في تعزيز قدرات الشباب للقيام
بدورهم في حين أشار 21% إلى أن البرامج المتعلقة بالإرشاد هي الطريقة
المثلى لتأهيل الشباب وأيد 16% من المشاركين تشجيع النماذج الإيجابية
وقال 9% من المشاركين إن الطريقة الأفضل في هذا المجال تكمن في تحفيز
أنشطة الأبحاث والتطوير.
وأشار القرقاوي إلى أن انجاز منظمة القيادات العربية الشابة لهذا
الاستطلاع يأتي في إطار جهود وبرامج المنظمة لتفعيل دور القيادات
العربية الشابة في المساهمة بقيادة عملية التنمية ضمن المنطقة العربية
وتحفيز الحكومات على بذل جهود أكبر في مجال تطوير وتأهيل القيادات
الشابة باعتبارها عنصراً أساسياً لضمان ازدهار وتطور المنطقة مستقبلا
ً. (وكالات) |