يقول بيل ماكيبين: الروبوت لن يحل محل الإنسان.. بشرط أن نكون بشراً...
أن نكون بشراً يعني أن نحيا مع التكنولوجيا وأن نرشّدها، وأن
نوجّهها، وأن نوقفها إذا لزم الأمر، لا أن نستسلم لها!.
أصبحنا في عصر الحلم فيه يصبح حقيقة وكلمة المستحيل قد ألغيت من
قاموس التكنولوجيا، فكل ما يراود الخيال الواسع للعلماء يجري البحوث
حوله لإثباته في الواقع، إذ بعض العلماء التطوريين الجدد يذهبون إلى حد
التنبؤ بأنه سوف يأتي اليوم الذي تستطيع فيه الروبوتات الدخول في
علاقات فكرية وعاطفية متبادلة فيما بينها وأنها قد تتمكن في المستقبل
غير البعيد من أن تتولى هي ذاتها صنع كائنات روبوتية جديدة شبيهة لها،
وتنتج بالتالي أجيالاً جديدة وسلالات أكثر تقدماً وتطوراً، مثلما يفعل
البشر تماماً من خلال الحب والزواج والتناسل.
فكأن العالم إذن يتقدم نحو مرحلة جديدة من التطور يطلق عليه اسم
مرحلة ما بعد البيولوجيا حيث تظهر سلالات من الروبوت تتمتع بقدرات
وإمكانات أعلى بكثير مما يحظى به الإنسان البشري في الوقت الحالي،
ويقوم بأعمال صعبة وكثيرة ودقيقة دون تعب أو ملل، وقيام الروبوت بكل
تلك الأعمال قد يحقق للإنسان بعض الراحة ولكنه سيؤدي في الوقت نفسه إلى
تهميش دوره في الحياة اليومية وإلى أن يحل الروبوت محله فالعصر الحالي
هو عصر الانفجار التكنولوجي الذي سوف يتمخض عن ظهور نمط جديد من
المجتمع الإنساني يتراجع فيه دور الإنسان البشري ويزداد دور الإنسان
الآلي، الذي سوف يتمتع بدرجة عالية من الذكاء الصناعي بفضل الجهود
والتجارب التي يجريها الآن ومنذ سنوات طويلة علماء وباحثون يدركون
تماماً أن النتيجة النهائية المحققة من تلك التجارب سوف تكون في غير
صالح الجنس البشري الذي ينتمون إليه والذي سوف يخلي موقعه من الحياة
لإنسان جديد أكثر قدرة وكفاءة من الإنسان الآدمي الذي أبدعه.
هذا صحيح ولكن الآلات في النهاية غبية يجعلها الإنسان ذكية بجهده
وبحسن استعمالها، والبشر المستقبلي سوف يتطورن أكثر فهم بحاجة إلى
الآلات أذكى وأكثر تطوراً حتى تلبي حاجاتهم ومتطلباتهم المستقبلية، إذن
مهما بلغت الآلات من الذكاء فلا بد لإدارتها وجعلها أكثر مرونة وقابلية
لتلبية متطلبات العصر اللاحق لها من إنسان عاقل ومفكر. والإنسان كائن
ذكي لا يفوته تسلط الآلة عليه والاستبداد به، وتقويض حريته، فلا يتحرك
العلماء نحو شيء إلا ويكون وسيلة ضبطه وكبحه والسيطرة عليه نصب أعينهم،
ثم الإنسان لا يريحه إلا بشر من جنسه وإن لم يعجبه شكله وتصرفاته ولكن
بالنهاية يتأقلم معه ويحس بمشاعره وعواطفه ويحن إليه والآلات جامدة
موحشة لا من انشداد روحي نحوها.
وأيضاً الإنسان لديه غريزة تقديم المعونة وصنع شيء لأجل الغير حتى
يحس بقيمته والآلة بما أنها قوية لا تحتاج إلى مساعدة ولا روح فيها لا
يمكن أن تغني عن البشر. |